أسس مسارنا الثوري
 

مجاهد الصريمي

مجاهد الصريمي / لا ميديا -
ثمة أسسٌ كثيرةٌ امتاز بموجبها مسارنا الثوري والجهادي، عن سواه من المسارات الثورية، وذلك كله نتيجة وضوح الخط، وصحة التوجه، وعظمة النهج، الذي يتسم بالسعة والشمول لكل مناحي الحياة، بالمستوى الذي يمكنه من القدرة على مواجهة كل التحديات، والتعامل مع مختلف النفسيات، بالقدر الذي يكسبه الحضور الدائم في جميع الظروف الإنسانية، ومجمل القضايا والإشكالات الحياتية، ولعل أبرز تلك الأسس من وجهة نظري هي:
أولاً: الارتباط بالله سبحانه، ارتباطاً قائماً على الإخلاص له بالعبودية، إقراراً بوحدانيته، واعترافاً بنعمه وعظمته، وامتثالاً لأمره، وانقياداً تاماً وتسليماً مطلقاً له، في كل شيء، إلى الدرجة التي تتلاشى معها الذات، بحيث تصبح خالية من كل نزعة، يدفع باتجاهها هوى، أو تدعو إليها أنانية، وبذلك يتعزز في الوجدان الدافع للعمل الصالح، بما يعبر عن مستوى الإيمان، ويوحي بالاستقامة عليه، مع سلامةٍ في القصد، وسموٍ في الهدف والغاية، فتنمو بموجب ذلك الإرادة، وتشتد العزيمة، من أجل تحقيق النقلة النوعية، في تغيير الواقع السيئ، ومحاربة الطواغيت والظالمين، وصولاً لإرساء قواعد العدالة، وتحقيق الاستقلال والحرية، وإيجاد موجبات العزة، كل ذلك مع التركيز على التحرك الدائم من قبل العاملين، على الانطلاقة في مواجهة الخطر الذي يتهدد وجودنا، في جبهتين، جبهة العدو الظاهري، والعدو الخفي المتمثل بالنفس وما يعتريها من مطامع ونزعات وأهواء، وهذا العدو هو الأشد خطراً والأعظم دماراً وضرراً على الحياة والواقع كله.
ثانياً: إن وجود مسيرتنا وخطنا ليس وجوداً طارئاً، ظهر فجأة ودون مقدمات، وإنما هو وجود راسخ الجذور، واضح المعالم، له صولات وجولات عبر الزمن، إذ يمثل أنبياء الله ورسله (عليهم السلام)، والصالحون من عباده وأولياءه سبحانه، المقام الذي نتطلع إليه، بغرض التأسي والاقتداء، لكون وجودنا ما هو إلا امتداد لوجودهم ونهجهم وحركتهم، ورسالتهم في هذه الحياة، وبذلك تكتسب حركتنا الأصالة والحيوية والقوة والثبات.
ثالثاً: إن تحركنا لم يكن مبنياً على فلسفات ورؤى تبنتها النخبة، من مفكرين وسياسيين وغيرهم، وإنما كان نتيجة استجابة واعية وحقيقية لله، من قبل عامة الناس، وفقراء وبسطاء وكادحي هذا المجتمع، قبل غيرهم، وهذا الشيء هو الذي يمنحنا الثقة بأن ثورتنا لن تؤطر بإطار نخبوي استعلائي، ولن تموت في أدراج المنظرين، وإنما ستبقى حيةً وفاعلة، تمتلك روحية المبادرة، في اقتحام كل ساحات الخطوب، من موقع القدرة على التأثير والعطاء، لأنها مُهرت بدماء ودموع ومعاناة عامة الناس، الذين سيظلون مخلصين لها، من خلال الحضور الدائم في مختلف ساحاتها، منعاً للاستغلال والعبثية.

أترك تعليقاً

التعليقات