ضبط بوصلة العمل قرآنياً
 

مجاهد الصريمي

مجاهد الصريمي / لا ميديا -
يحتاج العاملون في ميدان التوعية والتعبئة والتثقيف أفراداً ومؤسسات، إعلاماً وعلماء ومرشدين، إلى إعادة ضبط بوصلة العمل قرآنياً، لكي لا تضيع كل جهودهم فيجدوا أنفسهم في مرحلة ما من مراحل العمل يدورون في الفراغ ويتحركون على عمى عن كل ما يحتاجه المجتمع أو يعانيه هنا أو هناك، ففي القرآن الكريم الكثير من التوجيهات التي يحتاجها العاملون للإسلام في ميدان الكلمة وساحات الفكر وخصوصاً في ظل التحديات التي يفرضها الأعداء، كما نجد ذلك في واقعنا اليوم الذي يشهد تحركاً استكبارياً لكل قوى الطغيان والشر بهدف السيطرة علينا وسلبنا حريتنا وكرامتنا وآدميتنا وتجريدنا من كل شيء، الأمر الذي يوجب علينا الالتزام بالأسس المعبرة عن ثقافتنا واتباع العوامل التي تضمنها النهج القائمة عليه حركتنا ومسيرتنا، والذي يأتي في مقدمة تلك الأسس والعوامل، الإعراض عن الكثير مما قد يثيره الأعداء حول الكثير من القضايا والمسائل المختلفة في أي مجال من المجالات من أجل إشغالنا عن الجوانب المهمة الأخرى التي يعد التقصير فيها أو إغفالها بالكلية سبباً من أسباب تحجيم الدور المطلوب منا القيام به لإنضاج ثمار التغيير والإصلاح للواقع كله.
إن القرآنيين فعلاً هم أولئك الذين ينطلقون من ساحة الفعل ولا يستطيع الآخرون أن يجعلوهم يتحركون من واقع الانفعال مع أطروحاتهم وإثاراتهم في مختلف الأمور والقضايا، وهم كذلك الذين يحسبون حساب كل شيء بدقة ولا يندفعون إلى الرد على كل ما يستثيرهم به العدو على حساب ما هو أهم، وهم الذين يحرصون على أن يكونوا دائماً المؤثرين في واقعهم وعلى من حولهم لا المتأثرين بما يعمله عدوهم بغرض استنزافهم في ما لا فائدة ترجى من ورائه.
إن القرآنيين الحقيقيين هم الذين لا يغفلون عن ملف من الملفات التي يجب إنجازها في إطار التغيير المجتمعي مهما كان صغيراً أو كبيراً، فكما أن هناك عدواناً يجب كشف كل تحركاته وبيان كل الملابسات والأباطيل التي ينتهجها في تضليل المجتمع والعالم، هناك ذات مجتمعية يجب بناؤها بالشكل المطلوب ثقافياً وعلمياً واجتماعياً وفي كل المجالات، وهناك فساد ووصولية وانتهازية يجب محاربتها والعمل على الحد من نفوذها كمقدمة لاستئصالها بالمطلق في نهاية المطاف، وهناك قيم لا بد من تعزيزها وحمايتها من التلاشي، وهناك خرافات وترهات يجب التصدي لها وتجفيف منابعها.

أترك تعليقاً

التعليقات