تطبيق النظرية
 

مجاهد الصريمي

مجاهــد الصريمـي / لا ميديا -
لكي نقف على أقدامنا كشعبٍ واعٍ بقضيته وملتزمٍ بدينه ومتمثلٍ لهويته ومخلصٍ لثورته، علينا مراقبة كل التحركات ومتابعة كل المسارات العملية بالمزيد من النقد والتحليل، بغرض التصحيح للأخطاء والمعالجة للاختلالات والتقويم للاعوجاج والحد من الانحراف عن الصراط المستقيم، لأن ثمة قضايا يكتفي العاملون حيالها بالعناوين فقط دون أن يكلفوا أنفسهم أدنى جهد في جعلها برنامجاً للعمل كي يلمس المجتمع آثارها ونتائجها على أرض الواقع.
الواقع الذي لا يكفي فيه أن تكون سياسياً بالمعنى الميكيافيلي للسياسة، الذي يعني العمل بالحيلة والمراوغة والتزام طريق الخداع كسبيل لتعزيز قوتك وبسط نفوذك وتركيز سلطتك وتوسيع دائرة نفوذك، بل لا بد لهذه السياسة أن تبقى ملتزمة بالنهج القرآني الثوري ومعبرةً عنه ومجسدةً له بالشكل الذي يريك النظرية في سياق التطبيق كشهادة حية على صدق النهج وسلامة الخط وعظمة القيادة وواقعية المشروع، المشروع الذي هو وحي الله سبحانه ورسالته التي حملها جميع أنبيائه عليهم السلام إلى جميع عباده من الجنة والناس أجمعين.
فيا مَن تسلكون مسلك أهل الشورى وتطلون من تحت كل شعرة من شعر لحية عثمان الكثة، وتنفضون عن عليٍ عليه السلام، ملتحقين بمروان بن الحكم وتنادمون معاوية وتنزلون بأديرة الطلقاء، كفاكم لعباً على التناقضات واستهتاراً بالتضحيات واستخفافاً بالقضية واستهانة بالقيادة والمنهج، فعيون رجال الله لن تغفل عنكم نتيجة انشغالهم بمواجهة العدو الخارجي، وعليه فإن جميع تحركاتكم مرصودة وأعمالكم مشهودة، فلا يظنّنَّ فلانٌ من الناس أنه قادرٌ على البقاء في مركزه السلطوي بعيداً عن المحاسبة ولديه منعةٌ تقيه العقاب جزاءً لما اقترفت يداه، نتيجةَ حمايةٍ وفرتها الشللية وغذتها العصبية القبلية والمناطقية، فالحق هو الكفيل بإزهاق الباطل مهما طال الزمن، ولكم بالحمر والعفافيش عظة وعبرة.
وإن لايزال البعض معولاً على تغريداته التويترية ومنشوراته الفيسبوكية واستثماره في التحشيدات المجتمعية لمواجهة العدوان من خلال حضوره فيها كوسيلة لتغطية جيفة أخطائه النتنة وممارساته الرعناء، فهو واهم، لأن الله سبحانه هو الرقيب وهو الذي سيفضحهم على رؤوس الأشهاد اليوم أو غداً "وما ذلك على الله بعزيز"، "ولو نشاء لأريناكهم فلتعرفنهم بسيماهم ولتعرفنهم في لحن القول".

أترك تعليقاً

التعليقات