لقد كنت مثلك
 

مجاهد الصريمي

مجاهد الصريمي / لا ميديا -
عادة ما يصف المنافق والخائن العميل للأجنبي، أبناء بلده من الأحرار الثوار، الساعين لإخراج محتل، واستعادة وجودهم كشعب له هوية وتاريخ ودين وقيم وعادات تشكل بمجموعها شخصيته؛ بالانقلابيين، والكفار، واليهود، والمجوس، وذلك عرف وعادة ونظام صار عليه كل خونة اليمن عبر العصور، وتوارثها العملاء للعدو، والعبيد للقوى الكبرى جيلاً بعد جيل.
ومن هنى ندرك أن وصفهم للمجتمع الثوري الحر الذي قام بثورة 21 أيلول، بأنه مجوسي، ورافضي، وأن هذه المسيرة التحررية خطرٌ على الإسلام والعروبة. فقد سبق وقال أجدادهم بالنسب الفكري والسياسي والمهمة العملية، بحق كل الثوار الأحرار نفسَ قولهم! فلا تصدق أن أمريكا والصهيونية والاستكبار نتيجة طبيعية لقرنين أو ثلاثة، وأن الصراع الذي يقوم به هذا المركب صراع تحكمه الرغبة بتوسيع ملك، ومد نفوذ، وأخذ الثروات والسيطرة على طرق التجارة! ولكنه صراع ديني، توارثته الإمبراطوريات المستكبرة منذ القدم. وما إسرائيل وأمريكا إلا وريث طبيعي لبيزنطة والحبشة قديماً، ولهما ذات التوجه الديني القائم على الشرك، والأهداف عينها الرامية لمحو الوحدانية من الأرض كلها.
وكلٌ من هذه التركيبة الاستكبارية الثناءية لها مرتزقة وعبيد وكتاب ومؤرخون.
لا تستغرب. فقد كنت مثلك أستبعد هكذا بناء، بل لم تخطر لي مثل هكذا فكرة ولو في الخيال. حتى قرأت كتاب (الرحمن، اللغز الأكبر) لنشوان دماج، فاهتديت لهكذا استنتاج، وخرجت بهكذا خلاصة.
قد لا تصدق. هذا حقك. ولكن تعال واعتبرني ساذجا وأحمق لا يملك المرء إزاء طرحه سوى أن يموت لفرط ما قد ينوبه من أمواج الضحك. حسناً تعال واعتبرها مجرد تسلية، وفرصة لتروح قليلا عن نفسك، وتجدد نشاطك. لا أكثر!
والآن أعرني عينيك، وافتح لي ذهنك. وإليك الدليل:
هل أخبروك بالمدرسة والجامعة والمسجد؛ أنه لما ثار شعبك ضد الكنيسة الرومانية والحبشية، بقيادة ملك عظيم حفظ لليمن وحدانيته، وتاريخه، وطهره من دنس المنفيزية، صهيونية ذلك الزمن؛ قالوا عنه: يهودي، ورموه بأبشع التهم، واعتبروه مجرما وسفاحا وغير سوي، وطوعوا حتى النص المقدس لرسالة الله الخاتمة لصالحهم؟
هل قال لك أحد: إن المنقذ لليمن من دنس المحتل والثالوثية، والحامل للواء الوحدانية، يتهم باليهودية، ويقوم بقتل المؤمنين حرقاً، بعد أن يلقي بهم في أخدود؟
تخيل أن كل يمني لايزال يلعن هذا الحر المؤمن الوحداني السائر الثائر إلى اليوم! ولم يجمع اليمانيون على شيء طوال التاريخ كما أجمعوا على إدانة هذا المحمدي قبل أن يرى محمدا.

أترك تعليقاً

التعليقات