الحري بالمسؤول، من وحي ربيع البشارة
 

مجاهد الصريمي

مجاهد الصريمي / لا ميديا -
نحن في ربيع البشارة نعم، ولكن ما هو المطلوب منا كمنتمين لهذا الدين، ولهذا النبي العظيم الكامل بكمال مصطفيه ومربيه وباعثه بالحق؛ رحمة للعالمين، وعدالة وبناء وحرية ومساواة، ووحدة وتكافل وتعاون وأخوة دينية وإنسانية.
إن مظاهر الفرح والابتهاج في أوساط المجتمع اليمني، المعبرة عن المحبة الصادقة، والارتباط الوجداني والروحي والعقيدي القوي بسيد الأنبياء والمرسلين وإمامهم وخاتمهم محمد صلوات الله عليه وآله، يجب أن تخرج من سياق العرف والعادة، والتزيين والتلوين، ونشر العبارات والكلمات المجسدة لعظمة الحدث وصاحبه، إلى واقع الناس، من خلال جعلهم يلمسون حقيقة ما ندعيه من ارتباط بالرسول والرسالة، حينها ستكتمل الفرحة. وكيف لا يفرح المؤمنون بذكرى مولد فضل الله ورحمته للعالمين، وصاحب الخلق العظيم، لاسيما وهم يودون لأنفسهم أن تولد من جديد، باعتبار المولد النبوي المنطلق والأساس الذي يمكن التعويل عليه لإحداث التحول النوعي والكبير في واقعنا، وتحقيق التغيير الجذري والشامل لكل أوضاعنا، شريطة التفكير أبعد من ما هو موقوف على اللون الأخضر، والأناشيد والجداريات والخطابات؟
إن على مؤسسات الدولة وقطاعاتها كافة تحمل المسؤولية تجاه ما يجب فعله من أجل بلوغ ذلك الهدف، الذي يتطلب منها البدء بالبناء والتخطيط والإعداد للنظم والآليات والبرامج الكفيلة بولادة الأمة المحمدية الشاهدة، المتشربة لكل معاني ودلالات الرسالة، والعاملة على تحقق الوعد الإلهي القاضي بظهور هذا الدين على الكون كله من خلالها، الأمر الذي يجعلنا نقول للمعنيين وبصريح العبارة:
نحن مَن يجب أن يحتفل كشعب، لا أنتم كدولة، لأننا نريد منكم إعطاء الشاهد على صدق توليكم لله ورسوله والمؤمنين في ساحات التحمل للمسؤولية، وليس في الندوات والمنابر والاحتفالات، وحريٌ بكم أن تكفوا عن الاستعراضات الفارغة، المتمثلة باحتفال كل وزارة ومؤسسة وجهة وهيئة وقطاع ومكتب تنفيذي على حدة، وتعملوا على توحيد الجهود في دعم الفعالية الكبرى، والسعي لإنجاحها، بدلاً من التنافس على حب الظهور الذي يغلب عليكم في كل مناسبة وطنية كانت أو دينية.
إنكم اليوم مطالبون بالعمل من واقع التمثل لسيرة ومسيرة الرسول وأهل البيت صلوات الله عليهم، وليس بالكلام عنهم، فهذه مهمة غيركم، وهم جديرون بها، ولكن أعينوهم إن كنتم صادقين بالتطبيق العملي لكل ما يطرحونه من أفكار وقيم ومبادئ اشتمل عليها المشروع الرسالي الذي نحمله.

أترك تعليقاً

التعليقات