مهندس النصر ودرة تاج الجهاد والإسناد
- إبراهيم الهمداني الأربعاء , 29 أكـتـوبـر , 2025 الساعة 11:09:47 PM
- 0 تعليقات

إبراهيم الهمداني / لا ميديا -
إن ارتقاء الشهداء إلى تلك المقامات الرفيعة والمكانة العالية يجعلهم أغنى الناس عن مدح المادحين وثناء الواصفين، وأعرف من أن يعرف بهم وأشهر من أن يشار إليهم ذلك لأن اصطفاء الله تعالى لهم قد منحهم المجد المطلق، وشهادتهم لله تعالى قد جللتهم بالكمال المطلق، وما دام الله تعالى قد ضمن لهم الخلود والحياة الأبدية، وقدس تضحياتهم وجهادهم وبطولاتهم، فما أغناهم عن إشادة من سواه، ولذلك يمكن القول إن تذكر الشهداء، والكتابة عنهم والإشادة بهم، ليس إلا من قبيل ربطنا بهم، وإحياء أرواحنا بجليل ذكراهم وتطهير نفوسنا بقداسة حضورهم وتوثيق اتصالنا معهم في سياق الاقتداء والتأسي، وتأكيد وتجديد العهد لهم واستمرار نهجهم الجهادي فينا .
على نحو من تلك القداسة والمجد والكمال، ارتقى شهيدنا العظيم القائد الجهادي الكبير محمد عبد الكريم الغماري، رئيس هيئة الأركان، الذي تزامن إعلان استشهاده مع ذكرى استشهاد المجاهد القيادي الكبير يحيى السنوار، ليحمل ذلك التزامن عدة دلالات، مثل:
1 - الاتصال الزمني للحدث، بين أوليات الجهاد الفلسطيني في «طوفان الأقصى وبواكير الإسناد اليمني في معركة «الفتح الموعود والجهاد المقدس» .
2 - الاتصال المكاني للفعل الممتد من غزة إلى صنعاء، الذي كسر هيمنة الجغرافيا السياسية ، واخترق الحواجز والحدود، كما كسرته الصواريخ الانشطارية والطائرات المسيرة، تأكيدا لواحدية الانتماء إلى المكان العربي ومركزية الهوية الإسلامية.
3 - الاتصال الإنساني القائم على وحدة الفاعل الإنسان، انطلاقا من مبدأ الأخوة الإيمانية، والواجب الديني والأخلاقي والإنساني القائم على وحدة الموقف والمصير والأيديولوجيا ، بناء على واحدية الإيمان بالقيم الدينية المرتكزة على مبدأ الجهاد، والإيمان بالقيم الإنسانية القائمة على مبدأ الحرية والتصديق بمسار الثوابت الثورية في تحقيق مبدأ الجهاد والثورة ضد المستكبرين الظالمين والطامعين في استعباد الإنسان، وسلب حريته وكرامته .
فشلت خيارات اتفاقيات ومفاوضات السلام وحل الدولتين، وغير ذلك من الخيارات الوهمية الخادعة، وأثبت الواقع والحال أن خيار الجهاد والمواجهة هو الأصوب والأصح والأحق، وهو
الخيار الحتمي الحكيم الصحيح الذي لا بديل عنه سوى الاستسلام؛ كونه يستمد مشروعيته ومرتكزاته وآليات تنفيذه في الواقع لمواجهة وردع وكسر الطغيان الأمريكي - «الإسرائيلي») من قداسة الموجهات الإلهية ومحددات المشروع القرآني الشامل، ويستند إلى ضرورة الاستجابة السريعة للأوامر والموجهات الإلهية من ناحية ، وطبيعة الإيمان الفعلي المطلق بالله تعالى ووعوده الحتمية القاطعة وسننه الكونية الثابتة من ناحية ثانية.
بذلك المستوى المتقدم من الإيمان الحقيقي ، استطاع ثلة من المجاهدين الصادقين، من حماس والفصائل الفلسطينية، بعقيدتهم القتالية الإيمانية القرآنية، تحقيق الانتصار الساحق ، حيث كانت قد انهزمت في السابق ستة جيوش عربية بكامل عديدها وعتادها خلال ستة أيام فقط، لافتقارها للعقيدة القتالية القرآنية الإيمانية .
وبالقدرة والكيفية ذاتهما ، استطاع فتية آمنوا بربهم في يمن الإيمان تحقيق المعجزات الخارقة والانتصارات الكاملة المذهلة في مواجهة عدوان تحالف عالمي طيلة ثماني سنوات، ثم حرب عالمية كونية في معركة إسناد غزة، رغم فوارق الإمكانيات الهائلة؛ إلا أن قوى الاستكبار العالمية - وعلى رأسها أمريكا وفرنسا وبريطانيا و «إسرائيل»
سقطت في مستنقع الهزيمة الساحقة طيلة عامين كاملين ، عجزت خلالها عن إيقاف الإسناد اليمني لغزة بالقوة،
وهو ما جعلها توقف عدوانها على غزة مرغمة ، وتخضع لمفاعيل معادلة الردع الجديدة التي فرضها الجيش اليمني، عبر الحصار البحري والقصف الصاروخي والمسير لأهداف حساسة في العمق الفلسطيني المحتل .
ولا عجب أن يكون شهيدنا الكريم ، القائد الجهادي الكبير محمد الغماري ، الركن الأساس والمرتكز الرئيس لتلك النقلة النوعية في طبيعة الدور وتطور الفاعلية؛ ففي ظل قيادته الحكيمة ونهجه القرآني بلغ اليمن المركز الأول في التصنيع العسكري على مستوى الوطن العربي، واستطاع الجيش اليمني إلحاق الهزيمة النكراء بأقوى الأساطيل البحرية وحاملات الطائرات الأمريكية والغربية التي طالما استعبدت الشعوب وأسقطت أنظمة وحكومات، واستطاعت الصواريخ اليمنية الانشطارية المتقدمة والمسيّرات المتطورة اختراق منظومات الدفاع الجوي الأحدث والأكثر تطوراً المختلفة وأنواعها بمستوياتها المتعددة. كل ذلك بفضل الله وجهود وجهاد هذا القائد العظيم ، حواري السيد القائد ، وربيب مدرسة أهل البيت (عليهم السلام) بما جسده من القيم الإيمانية والأخلاقية والإنسانية.










المصدر إبراهيم الهمداني
زيارة جميع مقالات: إبراهيم الهمداني