بعض من خصائص القلم البندقية
 

مجاهد الصريمي

مجاهد الصريمي / لا ميديا -
نحتاج في هذه المرحلة الهامة والمفصلية من تاريخنا كأمة إسلامية إلى مجاهدين بكل معنى الكلمة في ميادين التعبئة والتثقيف، وساحات الأدب والفن، ومنابر وشبكات ومؤسسات الإعلام، هؤلاء المجاهدون يجب أن يكونوا على درجة عالية من النباهة والوعي والبصيرة، ينطلقون من منطلق الإيمان، ويرفدون الواقع بكل ما يفتقر إليه، مجيبين على كل التساؤلات، وداحضين لكل الشبهات، ومقدمين للحق والحقيقة في كل الظروف والأحوال، ودون رتوش، ومحيطين بأحوال وشؤون العباد والبلاد.
إن القلم البندقية، والفكر واللسان المقاتل في سبيل الله؛ أمورٌ ليست بالمتاحة لأي أحد، وإنما هي خاصة بذوي الروح السامية العظيمة، التي تعمل وتتحرك وتعطي من موقع الالتزام العملي بدين الله، وهي تعمل ما تعمل بنية خالصة لوجه الله، مهما عظم، ولا مكان في قاموسها للأنا والمطامع والرياء والسمعة، لكونها مرتبطةً بالله قبل وبعد كل شيء، وغايتها التحقيق لكل الأهداف الإلهية على الأرض، ولا شك أنه متى ما وُجد في ساحة الفكر والثقافة والإعلام رجال يحملون هكذا روحية، مرتبطة بالله، وتعي الهدف من وجودها؛ فإنها سوف تقدم للفكر المجتمعي ما يبنيه، وتمنح النفس الإنسانية كل مقومات الوعي بكينونتها الفطرية والدينية والأخلاقية، وتزودها بموجبات الحفاظ على كرامتها وأرضها وعرضها، ولن يقف المجتمع عاجزا أمام كل ما قد يتهدده من ظروف وأخطار، لأنهم يتحركون دون كلل أو ملل، ملبين نداء الحق، ومدركين مبدأ الواجب، مطلقين مواهبهم من أجل إخراج الناس من كل ما هم فيه من ظلمات وظلامات وجهل وعوز وضعف وتبعية وذل واستسلام، وهم كذلك على استعداد لبذل كل ما لديهم، حتى أرواحهم في طريق ذات الشوكة التي يجترحونها، لذلك لا مكان للخوف في نفوسهم مما قد يلاقونه من تعدٍ وظلم وتنكيل وبطش على أيدي الظلمة والطغاة وأعداء النور والوعي والبصيرة الكبار والصغار، ومتى ما وضع الحامل لأمانة الكلمة روحه على كفه؛ سقطت أمامه كل العقبات والحجب التي تحول دون وصول رسالته إلى الناس.
وأخيراً، يلزمنا التفريق بين كاتبٍ أو عالم أو مثقف أو أديب إعلامي يعمل من أجل الكسب المادي، ويلتزم بقوانين وبروتوكولات الوظيفة، ويمارس عمله كلما سمح له الآخرون بذلك فقط، لكونه أداة بيد غيره، وآلة صماء تنفذ رغبة مشغليها، وبين آخر يتحرك بفاعلية، وهو صاحب حضور دائم ومستمر، وهو لا يحتاج لأخذ الإذن من أحد أياً كان متى ما رأى أنه يجب عليه الحضور والمشاركة في أي ساحة من الساحات، وهو لا ولن يتغيب عن قول ما يجب قوله ولو حُرم من كافة الوسائل التي يمكن لها أن تساعد في إيصال رسالته إلى الناس؛ فسوف يكتب على الجدران والأرصفة إنْ لزم الأمر، بحسب ما قاله لي يوماً أحد الأعزاء الصادقين، حملة القلم البندقية.

أترك تعليقاً

التعليقات