طريقتان لدى كل معاوية
 

مجاهد الصريمي

مجاهد الصريمي / لا ميديا -
شكلت مبادئ الإسلام الأصيل التي حمل لواءها الإمام علي، ومن بعده الحسنان عليهم السلام، العقبة الأبرز أمام بني أمية، باعتبار ما لتلك المبادئ من أثر في الواقع، ولو لم يكن وجودها إلا في الذهنية، فإنه يمثل تحدياً وتهديداً مستمراً لسلطانهم، وأساساً يمكن البناء عليه للقضاء على بغيهم وكسر شوكتهم، وكف ظلمهم وبغيهم عن الناس، لاسيما تلك الداعية إلى العدالة والإصلاح، والمساواة، وعدم التفريق بين لون ولون أو عرق وعرق من بني البشر.
وقد أدرك معاوية أن لا شيء سيؤدي إلى زواله، وزوال الشجرة الخبيثة من ذويه ورحمه، وبطانته إلا تلك المبادئ، لذلك نراه لا يدخر جهداً في محاربتها، واستبدالها بأفكار وعقائد تستطيع أن تطبع الناس بالطابع الذي يضمن من خلاله القدرة على بسط نفوذه، وفرض سيطرته على كل شيء في الحياة، فيكون أمر العباد والبلاد بقبضته، يتصرف كما يحلو له، ويفعل ما يريد، في الوقت الذي لا يحق لأحد مراقبته، أو الاحتجاج عليه.
لذلك بادر معاوية ومثله كل معاوية في كل زمان ومكان إلى: سلب الإنسان حريته والعمل على تحويل مساره عن كل ما له علاقة بالعزة والفضيلة، والحيلولة دون الوصول لكل هدف نبيل، يطمح له كل ذي فطرة سليمة، ومَن بقي على ثباته كإنسان مؤمن، فهناك طريقتان لإخضاعه أو أخذ روحه، هما: القتل، أو التجويع.

أترك تعليقاً

التعليقات