الصدق في ممارسة أساتذته
 

مجاهد الصريمي

مجاهد الصريمي / لا ميديا -
حزب الله، هو مدرسةٌ عظيمة، تريك الإسلام المحمدي الأصيل في الواقع تطبيقاً قبل التنظير، وعملاً وحركةً قبل القول.
ولقد بات حجة على كل الحركات، وشاهداً للحق بوجه كل باطل. إنه الكمال المعبر عن الشخصية التي جاء الإسلام لصياغتها، وهو الوحيد في الساحة العربية والإسلامية الذي لم يفصل بين القيم السياسية والقيم الأخلاقية؛ وما كان في مكنته أن يصل بين قيم الإسلام في جامعيته، إلا لأن الإنسان الجديد الذي أراد صنعه، والذي هو أصلاً إنسان رباني يُقدّم الأخروي على الدنيوي، ويُقدّم المصلحة العامة على المصلحة الخاصة، ويلتزم بمبدأين أخلاقيين، هما كما يقول الإمام الخميني: إن السياسة التي تصفها فإني تاركها لكم، وأما السياسة التي أعمل بمقتضاها فهي شيء آخر، إنها سياسة الصدق في خدمة عباد الله، فإن سياستنا هي عين ديننا، وديننا هو عين سياستنا.
ولعل أهم مبدأ تجلى لدى حزب الله دون سواه، هو: مبدأ الصدق الكامل. نعم؛ فلم يسبق لحركة نضالية معاصرة أن تعاطت مع الأحداث السياسية والعسكرية بالصدق الذي تحلت به المقاومة الإسلامية في لبنان ممثلة بحزب الله، حتى كادت تبدو حركة شاذة في هذا الزمان الذي ابتلي بالكذب؛ وما ذاك إلا لأن المقاوم الإسلامي لا يكمل جهاده لعدوه بمنظور الحزب، بل لا يقطع بنصر الله له حتى يكون قد جاهد نفسه طويلاً، فروّضها على الطاعات والصالحات، نازعاً منها الأهواء والأغراض، وزارعاً فيها صدق التوجه بالأعمال إلى الله وحده، طلباً لمرضاته وتحققاً لخشيته دون سواه؛ ومن حصل الصدق مع الله، لم يُعجزه الصدقُ مع غيره، لأنه لا مكان لخشية الناس في قلبه.
إن المجاهد أو المنتمي إلى حزب الله، يأبى إلا أن يمارس السياسة بصدق، وأن يتصدى للباطل فيها مقيما حدا فاصلا بين سياسة الرأي التي أصبح الكذب يغشاها، وسياسة الحق التي يصدق فيها القولُ ويُصدقه الفعل؛ ولا نعدو الصواب إن قلنا بأن المقاومة بقيادة الحزب هي المدرسة التي سوف تبقى تُذكر السياسيين في العالم بواجب الصدق، بل سوف تظل تعلّمهم كيف يصدقون في أقوالهم وأفعالهم.

أترك تعليقاً

التعليقات