كي لا تُسلَب منا
 

مجاهد الصريمي

مجاهد الصريمي / لا ميديا -
لقد أفاض الله علينا نتيجةَ موقفنا الثابت مع فلسطين، وتحركنا القوي نصرةً لغزة العزة؛ بكثير من النعم والبركات التي لا تُعد ولا تُحصى، لعل أبرز تلك النعم ما يأتي:
معرفة المحيط العربي والإسلامي لنا على حقيقتنا، بعد أن ظل قرابة عشرين عاما خاضعاً للسردية الوهابية الصهيونية الأمريكية، التي صنعت لديه تصوراً مغلوطاً عنا، وجعلته لا يحمل تجاهنا إلا الحقد والكراهية، باعتبارنا كفرة خارجين عن الملة، متعطشين لسفك الدماء المحرمة، نتطلع لهدم الكعبة، ونبش قبور الصحابة، نحمل من الفضاضة والقسوة والتوحش ما يقدر على زعزعة الوجود البشري بكله، بالإضافة إلى أننا مجرد فئة قليلة العدد، منبوذة من قبل المجتمع اليمني، خارجة عن النظام والقانون، تهدد الأمن والاستقرار محلياً وإقليمياً، أما اليوم فقد عرف هذا المحيط؛ أننا شعبٌ كاملٌ جاء من رحم الإسلام الأصيل، كامتداد طبيعي لسلفه الأنصار، وثار على أنظمة الظلم والعمالة والوصاية والتبعية والاستبداد، وسعى لنصرة المظلومين، وتبني قضايا أمته والدفاع عنها بكل ما يستطيع، شعبٌ يناهض الصهيونية، ولا يخشى الاستكبار العالمي، شعبٌ فلسطينُ بوصلته، ومهوى فؤاده. وهكذا كانت خطابات سيد الثورة حفظه الله في هذه المرحلة هي النبذة التعريفية لنا لدى شعوب العالم العربي والإسلامي المستلبة، إلى جانب ما قامت وتقوم به القوات المسلحة من أدوار مشرفة، كان أعظمها أثراً؛ منع الملاحة الصهيونية من البحرين العربي والأحمر، وبذلك استطعنا تعويض النقص الذي يعاني منه إعلامنا على امتداد عشر سنوات، الذي يفتقر حتى اليوم لأبسط العوامل والمقومات التي تمكنه من إيصال صوتنا ورسالتنا إلى الخارج، وتعريفه مَن نحن وماذا نريد، وما هو توجهنا وهدفنا في الحياة والوجود، وما هي نظرتنا للدين والإنسان، إذ اكتفينا بالحملات التويترية الموسمية، بعد أن أسلمنا منابرنا وقنواتنا ومؤسساتنا الإعلامية لجهلة المؤمنين، وبعضها لقليلي الخبرة والدين وعديمي الفكر والمعرفة.
* عودة الالتفاف الشعبي إلى سابق عهده حول القائد والثورة والمشروع والمجاهدين، فمَن يرى اليوم حجم الخروج الشعبي والحضور والتفاعل في المسيرات والتظاهرات يشعر كأنه في زمن التصعيد الثوري الذي سبق إشراقة شمس صبح ثورة ٢١ أيلول الشعبية الشرعية المجيدة، إن لم يكن هذا الالتفاف اليوم أكبر وأعم وأوسع وأشمل بكثير. وذاك ما يفرض علينا العمل على إزالة كل العوامل والظروف والأسباب التي أسهمت لاسيما في مرحلة اللاحرب واللاسلم في تراجع وتدني هذا الالتفاف، أبرزها غياب العدالة، وتفشي الظلم، وشيوع الفساد، وفرض المزيد من الجبايات على المواطن، مع انعدام لأبسط الخدمات المطلوب تقديمها له من قبل الدولة.
* تهيئة الظروف والأجواء التي يتطلبها البدء بعملية تنفيذ قرار سيد الثورة نصره الله بالتغيير الجذري، الذي هو أمل ثوار وأحرار ومستضعفي ومجاهدي هذا الشعب الوحيد في الخروج من كل ما هو مأساوي ومزرٍ وكارثي، وإعادة الاعتبار للثورة والقيادة والمشروع والشعب، وذلك بالتخلص من فئة الذين يغلبون مصالحهم الخاصة على مصالح الشعب، وتابعيهم من الطبول والأبواق، وفئة العاجزين والفشلة الذين كانوا عبئا على الدولة والشعب، وفئة التخريب والعمالة التي اكتفينا بتقييمنا لها من خلال تظاهرها الشكلي بالتدين والإيمان الزائف، في الوقت الذي تقف فيه وراء كل الكوارث والسلبيات والدمار والمفاسد.
تلك هي بعض النعم الإلهية الواجب علينا شكرها عملياً على أرض الواقع، كي لا يسلبها الله منا.

أترك تعليقاً

التعليقات