يوم أن اغتالوا اليمن معنوياً
 

مجاهد الصريمي

مجاهد الصريمي / لا ميديا -
لقد صدق الباحث نشوان دماج، حينما قال ونحن نقف في بداية الطريق لكشف أباطيل المنوفيزية، ورد الاعتبار لملكين يمنيين عظيمين، كانا بحق الجذور التي حفظت الوحدانية، فكانت الرسالة المحمدية امتداداً لها: إن النقوش هي اللسان العربي، الذي لم يفطن لوجوده المنوفيزيون، فأمعنوا بلي عنق اللسان العربي المبين، وطلسمته، وحرف سياقاته ومناسبات نزوله، لإلباسه لبوسهم المعدة سلفاً لتشويه الحقائق، وقد نجحوا بذلك، إلى أن تم فك شفرات النقوش التي هي ذلك اللسان الذي أعاد الأمور إلى نصابها».
فلله يا كتاب (الرحمن اللّغز الأكبر) كم أنت عظيم! يكفيك أنك نزعت محتواك من كل قلب يماني، آمن بالرحمن، وجاهد في سبيل الوحدانية، لتسقط بما قدمت كيد روما، وتبطل سحر معاوية، فكأنك عصى موسى التي رأيناها تلقف كل أقاصيص الحلف الثالوثي، واحدة بعد الأخرى!
ويستمر التهام ما صنعه حلف الشر عزيزي القارئ، فذكر نقش أبرهة للوفد المضري، بزعامة عبدالمطلب، سيدحض القصة التي قدمت أبرهة زعيم أصحاب الفيل، وينفي أكذوبة الاحتلال الفارسي لليمن، الذي لا وجود له سوى في مخيلة الذين اختلقوا وجوده، ويضعك أمام كل تلك التشويهات، وقد أحالها إلى هباء، لتعي: أن الباس قصة أصحاب الفيل أبرهة، لها ما يماثلها وإن تقدمت عليها، وهي إلباس الملك يوسف الحميري قصة أصحاب الأخدود، لا لشيء إلا لجعل الموحدين اليمانيين هم أصحاب الفيل، وأصحاب الأخدود، فتأتي الرسالة المحمدية لتصنفهم في خانة العدو للوحدانية، وهم الذين بذلوا في سبيل الرسالات كلها مهجهم، وقدموا في طور انتظار النبي الكريم (ص) خيرة ملوكهم، كيوسف أسأر، والملك أبرهة الذي أكمل ما بدأه، ولما لم يتمكنوا من القضاء على ثورته، ولم يستطيعوا التخلص منه، عملوا على قتله معنوياً، فتم لهم بهذا القتل المعنوي أمران هما:
* اغتيال الهوية التاريخية والوجودية للذات اليمنية.
* جعل زمن ما قبل مولد رسول الله محمد (ص) أكثر حقب التاريخ التباساً وغموضاً، من خلال التحريف والحذف والتشويه والقلب للحقائق، فتم لهم بذلك إسقاط مقدمات مولد النور، كخطوة أولى لأسقاط 3 عقود من حياة النبي في ما بعد.
لذلك قلنا ونقول: إن جعل أبرهة الملك الحميري المحمدي الموحد المحقق للاستقلال، المعيد اليمن لسابق مجده؛ أشرم حبشياً، صاحب فيل لهدم الكعبة، لم يكن فقط للنيل من اليمن ومليكه المستحق لكل ما تكلل به من شرف، وإنما للانتقام من محمد، الذي جعل اليمانيون بقيادة مليكهم يوم استقلالهم عن المحتل، فاتحة اقتراب الوعد الحق، ليكتمل المشهد بقدوم عبدالمطلب، فيكون زمن ولادة النبي في تلك الحقبة له معناه وأهميته.

أترك تعليقاً

التعليقات