أشرف الأزمان
 

مجاهد الصريمي

مجاهد الصريمي / لا ميديا -
منذُ السابع من أكتوبر الماضي، وإلى أن تقوم الساعة؛ دخلت الأمة الإسلامية، والعرب في المقدمة، وكل أحرار العالم زمناً جديداً، زمناً هو أشرف الأزمان، لأنه استطاع أن يعيد الاعتبار لكل المبادئ والقيم التي تحفظ للإنسانية كرامتها، وتحفظ لها حق الحياة الكريمة، من خلال ابتعاث العدل، واجتثاث الظلم، ونشر الخير، وتطويق ومحاصرة واستئصال كل ما هو باطل وشر وفساد.
هذا الزمن اختط خيوط فجره، وكون إشراقة شمسه المجاهد المقاوم من غزة ولبنان وكافة جغرافيا المحور بدمه، وعمد فصوله وأبوابه بدم سيد شهداء المجاهدين والأمة الحاضرة الصادق الأمين، الذي سيبقى شاهدا على كل العصور، لأنه مرتبط بحق اليقين وبالوجود المتمنع عن مأوى اللغة ومعيار العلم الظاهر وحدود البصر القاصر عن بلوغ أبعاد البصيرة. فهو إذ يندّ عن الانحصار في لغة الوجود الظاهر، حتما يتفوق على زمنيته المحصورة لصالح المطلق.
ولا غرابة في ذلك كونه ابن المقاومة التي تتصل بالمثل الأعلى قيميا وقدسيا ودينيا ووجوديا ولغويا.
من هنا كانت لغتها غير اللغة، ومعاييرها غير المعايير، وإنجازاتها غير الإنجازات، ويقينها غير اليقين. فلذلك يكون المنتمي لها العارف لمشروعها صورة للكمال البشري، حتى وإن لم يكن طاعنا في دربة العرفان النظري، يلوذ بالصمت لأن اللغة قاصرة عن نقل شعوره.
لهذا سننتصر، مهما كان حجم التحدي والخطر، ومهما كانت كلفة الصبر والصمود والثبات باهظة، ولنعي: أن الأمة لن تنتصر إلا بطلائعها النوعيين حتى لو كانت كثرتها تثقلها عن بلوغ أهدافها لما تصبح كثرة فارغة المحتوى. ذلك مفاد حديث القصعة، حينما تساءل القوم عن سر هزيمة الأمة تتداعى عليها الأمم كما تتداعى الأكلة على قصعتها، وذلك ليس لقلة عددها، وإنما نتيجة كثرتها التي صارت فارغة من كل شيء، فأصبحت غثاء.
نعم لقد حق على هذه الأمة أن يكون قليل منها الشكور. وأجمل انتصاراتها جاءت من القلة النوعية التي هزمت الكثرة الشخصية، من بدر حتى الطوفان.

أترك تعليقاً

التعليقات