الحاجة إلى هدى الله
 

مجاهد الصريمي

مجاهد الصريمي / لا ميديا -
في الوقت الذي يتجه فيه الجميع إلى إحياء الذكرى السنوية للشهيد على ضوء الموجهات التي تضمنتها كلمة السيد القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي (حفظه الله)، بتدشين بدء المناسبة، يأتي بعض المسؤولين بمقترحات، ويتوجه هذا البعض بدعوات مخالفة لما يجب أن يتحرك في العمل على ترسيخه في الوعي الجمعي من وحي المناسبة كل من يجد في نفسه إمكانية بالقدرة على فعل شيء سواءً كان من حملة الفكر والثقافة أم من المتصدين لحمل المسؤولية في أي ميدان من ميادين العمل، فالكل معني بمثل هكذا مناسبة، والكل مطالب كذلك بإبداء مستوى صدقه في التوجه على ذات الطريق التي سار عليها الشهداء على قاعدة الآية الكريمة «وما بدلوا تبديلاً».
يقول أحدهم: ''ندعو بمناسبة ذكرى الشهيد إلى عقد ندوات ومحاضرات وإقامة أنشطة توعوية بالثقافة القرآنية، لأننا نلاحظ أن هناك جهلاً لدى الكثير من أبناء المجتمع بهذه الثقافة»، والدعوة في ظاهرها جيدة، لكن السؤال الذي يطرح نفسه هو: هل المجتمع وحده هو الذي يحتاج لهدى الله دون المسؤولين؟ ثم إن الشهيد القائد (رضوان الله عليه)، قد بين في أكثر من موضع في سلسلة دروس ومحاضرات من هدي القرآن الكريم، أن الجميع بحاجة دائمة ومستمرة لهدى الله مهما بلغ علمهم وإيمانهم، وأن الذي يظن أنه لم يعد بحاجة إلى هدى الله هو الذي يسقط في نهاية المطاف، وأن الذين يضعون لأنفسهم خطاً معيناً لا يريدون تجاوزه في ما يتعلق بجانب الإيمان والهداية هم الذين سيجنون على أنفسهم وعلى دينهم وعلى أمتهم، وأن المكانة أو المنصب أو قضية السبق لا تعني مطلقاً أن أصحابها أصبحوا يحملون الحصانة ولم يعودوا محتاجين لمن يذكرهم ولم يعودوا معنيين كذلك بالرجوع إلى الله لطلب الهداية منه سبحانه، فإن الأنبياء عليهم السلام الذين وصلوا إلى أعلى مراتب الإيمان والالتزام والإخلاص كانوا دائمي الرجوع إلى الله سبحانه وتعالى، ولم ينقطعوا إلى أنفسهم بأي حال من الأحو،ال وكذلك هم أئمة أهل البيت عليهم السلام، والصالحون من عباد الله في كل زمان ومكان، هذا من جانب. على أن نتناول الجانب الآخر لهذا الموضوع في الغد بمشيئة الله تعالى.

أترك تعليقاً

التعليقات