سلبية القطاع الثقافـي
 

مجاهد الصريمي

مجاهد الصريمي / لا ميديا -
لا يجوز بأي حال من الأحوال ترك الناس يتيهون في الفراغ الذي ينتج عن القصور في تقديم الحقيقة إليهم، لأن المرحلة لا تحتمل المواربة والتغاضي عن أي شيء مهما كان كبيراً أو صغيراً، لكون ترك الناس يتساءلون دون أن نقدم لهم الجواب سيترك فراغاً في حيز الذهنية يغري العدو بالعمل على أن يملأه بما يصب في خدمة سياساته ويسهم في تحقيق أهدافه، الأمر الذي يقوض البنيان من الداخل ويسقطه مهما كان السور قوياً ومتماسكاً وصامداً في مواجهة التحديات والهجمات الخارجية.
وهنا يمكن لنا أن نتساءل إلى أي مدى تمكن الإعلام والفكر والقطاع الثقافي في تحقيق هذا الهدف؟ لعل المتابعة المستمرة والمشاهدات اليومية تعطينا إجابة هي الإجابة الأقرب إلى الدقة والموضوعية، إذ نجد أن 90% من مؤسسات الإعلام والثقافة تعيش حالة من السلبية التي بموجبها يمكن تصنيف عمل تلك القطاعات كما يلي:
ـ صنف بات مجرد اسم تتداوله الألسن في مناسبات محدودة وتتناقله الأخبار من خلال لقاءات عابرة جمعت هذا المسؤول بذاك المدير أو الوزير كما هو الحال في ما يُعرف بوزارة الثقافة.
ـ وصنفٌ بات يعيش حالة أشبه ما تكون بنوبات الصرع من خلال طبيعة ما يقدمه من مادة للمتابعين توحي بالتخبط وعدم وجود آلية لتحديد الأهداف والغايات الخاصة والعامة لما تقدمه، وما هي النتائج التي ستتحقق في الواقع، ولعل هذا معلوم في طبيعة الأداء لمعظم القنوات التلفزية والمحطات الإذاعية، بالإضافة إلى الجامعة، لاسيما في ما يخص المواد الجديدة التي فرضتها الأحداث وطبيعة الخطورة لهذه المرحلة، وما يترتب عليها من ضرورة تعزيز للوعي وبناء الفكر وتقوية العزم والإرادة، إذ يغلب على تلك المواد على الرغم من أهميتها طابع الاستعجال وعدم مراعاة قواعد التأليف والبحث المنهجي الأكاديمي، وما يزيد الأمر سوءاً هو عدم توخي الدقة في اختيار الذين تم تكليفهم بتدريس تلك المواد، حيث إن معظمهم يعاني من قصور كبير في الثقافة القرآنية بالمستوى الذي يجعله أداة لتنفير الجامعيين منها بالكلية، وبالطريقة التي تقدم ثقافات مغلوطة وباطلة باسم الحق والصواب.
ـ وصنف يعمل على ملاحقة كل جديد بطريقة انفعالية وسريعة تركز على دغدغة العواطف وإلهاب وتفجير الأحاسيس والمشاعر بعيداً عن مخاطبة الفكر وتنميته مما يؤدي في نهاية المطاف إلى التحرك الذي تشوبه الكثير من العاهات، ولو لم يكن سوى وجود ضبابية في التحرك لتكون سبباً في تكون صورة مشوشة يتساوى من خلالها الحق والباطل.

أترك تعليقاً

التعليقات