حزب الله.. الاسم والمسمى
 

مجاهد الصريمي

مجاهد الصريمي / لا ميديا -
لقد تمكنت المقاومة الإسلامية، بقيادة حزب الله، طوال تاريخها، من أن تتخطى ما وقع فيه الآخرون من تردد وارتباك، أو من عجز في إرادة التكامل بين ما هو مطروح من نظريات وشعارات، وبين ما هو مطلوب من مواجهة وتضحية في سبيل قضايا الوطن والأمة. وهذا ما أظهرته سلوكيات بعض القوى السياسية على الساحة اللبنانية خلال النصف الثاني من القرن العشرين. لكن هذه النماذج النخبوية التي آمنت بالله ترجمت إيمانها جهاداً في سبيل الله، وتجلّت بسلوكها على المستوى العقيدي والإيماني، كما بقيت محافظة على مبادئها الإسلامية والإنسانية، رغم الظروف القاهرة التي عاشتها والممانعة القوية التي واجهتها منذ نشأتها. لقد شقت طريقها بإيمانها بالله، وبهذا المعنى يقول السيد حسن نصر الله، شهيد الإسلام والإنسانية، وسيد شهداء القدس: «لا ينطلق المجاهد في سبيل الله فقط من موقع التكليف الشرعي، ومن موقع الوظيفة الشرعية، بل يتجاوز علاقته بالله علاقة محض العبودية البعيدة عن الحب والعشق، فيتحول الله في حياة هذا الإنسان إلى مطلق وكامل وعظيم».
نعم، هكذا كانت المقاومة الإسلامية تجسّد سبيل الله قولاً وعملاً، كانت ذراعاً عسكرياً لتيار سياسي اسمه حزب الله، وهذا الاسم الكبير يستوجب تلازماً بين الشكل والمضمون، ويقتضي هذا التلازم تطبيق المبادئ والمفردات بشكل نموذجي، كي يبقى هذا الاسم في المستوى والمرتبة التي يجب أن يكون فيها، فالله كان أساساً لتلك التسمية، والمجاهدون دأبوا محافظين على قدسية هذا الاسم.
وكذلك تجسد الله في خطاب المقاومة الإسلامية من خلال البعد الديني والإيماني في سلوك المجاهدين، بالإضافة إلى الأداء السياسي الذي تضبطه قوانين أخلاقية وإنسانية، ربانية، ما أنتج نموذجاً مثالياً لاقتران الشكل بالمضمون والقول بالفعل.
إن دين الله بمنظور حزب الله هو شرع الله، هو الإنسان في هذه الحياة، هو الكرامة الإنسانية، هو أرض وإنسان هو الوطن. وقد أكد السيد الشهيد حسن نصر الله أنه «لو لم يكن شباب المقاومة الإسلامية يؤمنون بيوم الحساب، بالجنة والنار، وينتظرون ما أعد الله لهم من نعيم، لما كان جهاد ولا مجاهدون، ولا مقاومة، ولا انتصار، ولا تحرير... هؤلاء الشباب يؤمنون بيوم القيامة، الذي يؤمن به كل مسلم وكل مسيحي».
إن تاريخ الشهداء والدم والمفهوم العقيدي الذي ساد، ومنهج سلوك المجاهدين في المقاومة الإسلامية، هو الشاهد، بل هو الناطق باسم الإنسانية، الذي يؤكد كيف كان الله عزيزاً، ومقدساً في فكر ونهج وعقيدة المقاومين؛ كيف كان عباد الله والمستضعفون في وجدان المقاومين! ما أسهل أن يرفع الإنسان شعاراً في هذه الحياة! لكن ما أصعب تطبيق هذا الشعار على أرض الواقع!

أترك تعليقاً

التعليقات