ورد ومورد «الحلقة الثالثة»
 

مجاهد الصريمي

مجاهد الصريمي / لا ميديا -
يقول سيد الساجدين سلام الله ورحمته عليه: "اللهم صل على محمد وآله، وامحق ذنوبنا بانمحاق هلاله، واسلخ عنا تبعاتنا بانسلاخ أيامه، حتى لا ينقضي عنا إلا وقد أخلصتنا من الخطيئات، وصفيتنا فيه من السيئات، وصل على محمد وآله، وإن ملنا فيه فعدلنا، وإن زغنا فيه فقومنا، وإن اشتمل علينا فيه عدوك الشيطان الرجيم فأنقذنا منه".
في هذه اللفتة الروحية دعوة لنا جميعاً أن نعيش في هذا الشهر الوعي بالمسؤولية كما قدمتها هذه النفحة الروحية، فهي الكلمة المسؤولة التي تحرك في الإنسان الشعور بمسؤوليته تجاه حركة الزمن، فهذا الشهر جاء وسيذهب وأتى وسيمضي وينقضي، ولكن كيف عشناه؟! وما الذي عملناه فيه؟! هل سينمحق هلاله وتنمحق معه ذنوبنا؟! وهل انتهاء أيامه وانسلاخ لياليه إيذان بانسلاخ تبعات عيوبنا؟! وهل سنخرج منه وقد تخلصنا من السيئات وتطهرنا من الخطيئات لنستقبل زمناً جديداً في فرح روحي وسعادة قلبية يعكسان مدى استفادتنا من هذه المحطة التربوية في الوعي بمصيرنا والتزود ليوم يكون فيه حسابنا في ما عملناه وعما قدمناه وقصرنا فيه في كل حركة العمر ابتداءً من سن التكليف حتى لحظة ما قبل بلوغ الروح الحلقوم؟!
ولأن القضية قضية بعث وجزاء وحساب وعقاب يترتب عليها المصير الأبدي، فإما جنة وإما نار، فلا بد أن نعيش قلق المصير في الرغبة بوعد الله والخوف والرهبة والخشية من وعيده، ولنكن اللائذين به الذاكرين له الداعين له المسارعين إليه، فنطلب منه أن يقينا الانحراف بما يمنحنا به من قوة الاستقامة، وأن يرزقنا السير على صراطه الواضح والمعلوم والمستقيم، حتى لا نميل نحو سبل الضلال، وأن يمنعنا عن أن نزيغ، فهو الحي القيوم الذي له الدين القيم، فنكون المقيمين لدينه والقائمين بشريعته، وألا يجعل للشيطان سبيلاً إلينا ولا سلطان علينا ولا قدرة على استغلال ضعفنا،  فنكون عباد الله المخلصين والمتقين.
من هنا تتضح عظمة الشهر الكريم الذي هو محطة تربوية وروحية وإنسانية وإيمانية يترتب على مدى الاهتمام بها السعادة والفوز والفلاح في الدارين، ويكون الخسران والخزي والعذاب عاقبة من فرط وقصر وسوف وتوانى ولم يقدر الله حق قدره.

أترك تعليقاً

التعليقات