إلى رماة أحد
 

مجاهد الصريمي

مجاهد الصريمي / لا ميديا -
ظن عالو الجناب أننا نحتاج لرؤيتهم بعد أن افتقدناهم في الكثير من المواقع والساحات والميادين العملية؛ إلى هذه الاحتفالية الهزلية، متناسين أن لساحات الوغى رجالها، وعليهم أن يعوا أن الشعب اليمني لن يؤتى إلا من قبلهم، فيا رماة أحد، إننا نحتاج لمَن يعي ما معنى أن أقول: أنا أتحرك في سبيل الله، ويعي ما حق هذه الكلمة على صعيد الانتماء والحركة والأداء العملي، فسبيل الله لا يقبل القسمة على اثنين: الله، والنفس، أبداً، ويرفض الاستئثار بشيء من فضول الحطام، ويرفض أصحاب النزعات المريضة، من كبر وطمع وعدوانية وطغيان وظلم وحب للذات وتواكل وانهزامية، والحرص على أن يأخذ قبل أن يعطي أو بعد ذلك مرفوضٌ لدى سبيل الله، لأنه عطاء دون انتظار للحظة الأخذ، وموسم للزراعة دون أن يحرص الزارع على الحصاد هو ليستفيد من ثمرة ما زرع، فهو يزرع وأجره على الله، وليكن الحصاد اليوم أو غداً، بيده أو بيد سواه، ليس مهما، المهم أنه باع من الله نفسه وماله، فلا يخل بعقد البيع والشراء بينه وبين ربه.
إننا نحتاج اليوم فقط لروحية عملية تستطيع الارتقاء بمستوى نشاطها إلى مستوى المنهاج الذي نحمله، ونتحدث عنه ونسرد مزاياه في كل مناسبة واحتفالية، وفي كل مرحلة زمنية، نحتاج إلى الشخصية الفاعلة التي تقف على كل ما قام به الشهيد القائد رضوان الله عليه، من مهام وأدوار، وقاده من تحولات، لتكتشف على ضوء ذلك ما ينتظرها للقيام به من مهام وأدوار وتصنعه من تحولات على كل صعيد.
ومن باب التواصي بالحق، لا بد من مكاشفتكم بعللكم وهي:
أولاً: لقد جبل معظمكم على النزوع إلى الفردانية بالمستوى الذي يجعل هذه العقلية لا تلتزم بمنهج، ولا تسير وفق مشروع، ولا تستجيب لتوجيهات علم هدى أو تلبي دعوته تجاه أي شيء، فهي القطب والمحور، ولا شيء معها أو دونها.
ثانياً: اعتاد جميعكم الاقتصار على شلةٍ معينة من الناس، فلا يرى إلا من خلالهم، ولا يستمع سوى لهم، ولا يتعامل مع الأشياء والأشخاص إلا وفق ما يشيرون به عليه هم، وبالتالي فهم الثورة والشعب والجمهورية وما عداهم منافقون ومرجفون وحاقدون وقليلو معروف ودين، وطلاب مصالح ومناصب، وكارهون للحق وأهله.
ثالثاً وأخيراً: عندما لا يستجيب الإنسان لله، ولا يسير وفق مشروع، ولا يصغي سوى لحفنة مطبلين ومرتزقة، وهو مع ذلك قادرٌ على فعل ما يريد متى شاء فإن قيمة الأشياء لديه باعتبار قربها من مطامعه ومطامحه ودورها في تقوية مركزه وتوسيع نطاق مساحة سيطرته ونفوذه، وليس باعتبار مدى اتفاقها أو اختلافها مع الحق والشرع والدين والأخلاق.

أترك تعليقاً

التعليقات