ملعب الثورة والإعلام الألعوبة
 

مجاهد الصريمي

مجاهــد الصريمـي / لا ميديا -
لايزال العدوان الأمريكي الصهيوأعرابي يراوح مكانه، إذ لا جديد بالنسبة له سوى تلقي المزيد من الهزائم والوقوع في المزيد من النكسات، حتى وإن بدا اليوم أكثر اعتماداً على الحرب النفسية كخيار وحيد بعد أن استنفد كل أوراقه التي لطالما راهن عليها في مساعيه لحسم المعركة لصالحه، مع العلم أن توجهه هذا ليس جديداً، بل كان معمولاً به منذ الأيام الأولى، إذ وجه كل ما يمتلكه من ترسانة إعلامية لتنفيذ هذه المهمة التي تهدف إلى ضرب النفسيات وتحطيم المعنويات وبث الرعب على أوسع نطاق في الوسط المجتمعي العام كاستراتيجية موازية لاستراتيجية العدوان العسكرية، بل قد تسبق الحرب النفسية الحرب العسكرية بمراحل، باعتبار الأولى خادمة للثانية وممهدةً لها الأرضية التي ستتحرك عليها من أجل الوصول إلى الأهداف الكبرى لهذا العدوان بأقل الخسائر الممكنة.
لكن الجديد وللأسف الشديد هو في تعاملنا نحن كناشطين ومسؤولين وإعلاميين مع كل ما يروج له العدو من بطولات ويسوق له من عنتريات فارغة، من خلال قصفه للمقصوف واستهدافه لكل ما قد سبق استهدفه على امتداد سني عدوانه الغاشم علينا، إذ استطاع العدو أن يسخرنا لخدمته من خلال جعلنا نتجه بكل ما لدينا لإثبات أن المكان الفلاني الذي أعلن العدو عزمه على قصفه بحجة وجود أسلحة فيه خالٍ من الأسلحة، إذ اندفع الجميع لإثبات خلو ذلك المكان من الأسلحة، والجميع يقنع نفسه أنه بهذه الحملة قد كشف وعرى العدوان أمام العالم وفضح مزاعمه الواهية، كما هو الحال مع ملعب الثورة الذي تم للعدو من خلال ما أعلنه تجاهه ما أراده بمساعدتنا نحن، فقد قمنا بإيصال رسالة للعالم مفادها أن هذا العدوان إنساني لا يقدم على استهداف مكان إلا بعد أن يعطي مهلة لنا كي نقوم بإخلائه مما قد يلحق الضرر بالسكان ومصالحهم وممتلكاتهم، ومن زاوية أخرى كشف هذا الحدث لنا نحن مدى العشوائية والارتجال المعمول بهما في إعلامنا، ومدى اعتمادنا على الآنية والسرعة، وكذلك افتقارنا إلى الخطط العملية التي تنظم حركة إعلامنا بحيث تجعله لا ينجر إلى ما يريد العدو ولا يصبح خفيفاً يندفع مع اندفاع التيار، بل يضع لكل أمر حجمه ويعطيه ما يستحق فلا يغفل عن بناء الوعي وتعزيزه في الداخل بحجة مجاراة العدوان والاقتصار على كشف شبهاته ودحض مزاعمه، ولو كنا نعقل لعرفنا أن تجربة ملعب الثورة تكفي كي لا نكون وسائل بيد العدو لمحاربة شعبنا وتحطيم معنوياته.

أترك تعليقاً

التعليقات