نحو تربية إيمانية
 

مجاهد الصريمي

مجاهــد الصريمـي / لا ميديا -
الشكليات لا تبني المجتمعات، وإنما يبنيها التوجه نحو إيجاد برامج تربوية وفكرية وأخلاقية تربط كل ذلك بالوازع الديني والإيماني، وهنالك أخبار كثيرة تم تداولها على شبكات التواصل الاجتماعي عن هذه القبيلة أو تلك، والتي اتجهت توجهاً معيناً بحجة الحد من تأثيرات الحرب الناعمة.
وبغض النظر عن صحة تلكم الأخبار من عدمها، إلا أنها تكشف لنا أن ثمة نزوعاً نحو تكرار التوجهات التي تهتم بالمظاهر ولا تلقي بالاً بالجوهر، إذ إن التقبل لمثل تلك الأخبار التي تعيد إلى الذاكرة تصرفات الفكر الوهابي وممارساته، هو كارثة بحد ذاتها، فما قيمة أن تجتمع قبيلة أو قرية على ألا يسمحوا للفتيات اقتناء الهواتف الخلوية، ولاسيما الذكية منها، لكون ذلك بحسب زعمهم مجلبة للفساد والانحراف وسبباً رئيسياً لتفشي الأمراض الأخلاقية المختلفة، وهذا تفكير سطحي للغاية، فالفساد ليس محصوراً بهاتف أو تلفاز، وإنما هو موجود في كل شيء من حولنا، وليست المسألة مسألة آلة تؤدي إلى الفساد وإذا لم نستخدمها لن يدخل الفساد بيوتنا، بل المسألة مسألة تربية إيمانية وفق منهج قرآني بحت تستطيع عبرها تحويل كل ما حولنا من وسائل وأدوات ووسائط معرفية وخدمية واجتماعية إلى عامل من عوامل تعزيز الخير ونشر الصلاح وتدعيم الاستقامة وإظهار الحق، كما يجب علينا أن نعي أن الكثير لايزال ينظر إلى هذه الآلة أو تلك على أنها من المحرمات والمنكرات، متناسياً أن القضية تعتمد على ميول ودوافع الشخصية التي بمقدورها توظيف تلك الآلة بما يعود على الفرد والمجتمع بالنفع أو بالضرر، كذلك علينا تعديل نظرتنا تجاه المرأة، فلماذا لانزال نراها مصدر الشر والفساد ومدخلاً من مداخل الحرب الناعمة رغم أنها هي اللبنة الأساس لبناء المجتمع القوي والمتماسك المتسلح بالوعي والقيم والبصيرة؟ أما ما له علاقة بالفساد أو الصلاح، فالأمر متروك لطبيعة التوجه المجتمعي ككل؛ رجالاً ونساء، فالمرأة عامل مساعد في الخير أو الشر، وكذلك هو الرجل.
من هنا يجب أن نتجه نحو شبابنا وبناتنا بمحبة كي نستطيع أن نحتويهم وأن نتفهم مشاعرهم ونكون مصدر دعم لهم من أجل أن يصلوا إلى الثقة التي تدفعهم لتكوين شخصيات ذات قدرات فكرية وثقافية تؤهلهم ليكونوا شيئاً له وزنه في الحياة.

أترك تعليقاً

التعليقات