نحن وسيوف الله
 

مجاهد الصريمي

مجاهد الصريمي / لا ميديا -
يحرص المتلبسون بلبوس الحق في كل زمان ومكان كلَ الحرص على جمع أكبر قدرٍ ممكنٍ من أرباب القلم واللسان حولهم، واجتذابهم بشتى الطرق والأساليب، ترغيباً وترهيباً وإقناعا، على أن يكون أغلب هؤلاء الذين سيتجندون لنصرة اللات باسم الله، ويخدمون الباطل باستخدام مظاهر وشعارات وعناوين وملامح الحق العامة من الناس الذين ليسوا على معرفة كاملة بأطوار النهوض والتشكل للمشروع والحركة الرسالية، وطبيعة المرحلة الأولى وما صاحبها من مخاطر وتحديات ومواقف وإنجازات، ومَن هم الرعيل الأول الذين كانوا هم اللبنات الأولى التي أسست لوجود البنيان المرصوص من العاملين لله وفي سبيله، وليسوا على اطلاع كافٍ على تاريخ التأسيس والانطلاقة العملية للحركة الرسالية نظراً لبقاء معظمه في حيز التداول الشفهي في المجالس والتجمعات التي يلتقي من خلالها الأتباع والمريدون بالنخب الفكرية والعلمية وذوي الجاه والسلطة والنفوذ والمكانة، الأمر الذي أتاح الفرصة أمام المتلبسين بالحق هؤلاء لكي يقدموا أنفسهم للمجتمع الرسالي كله عن طريق أرباب الأقلام والألسن الذين تم استقطابهم بالعصا والجزرة على أنهم هم الأمناء على هدى الله، الحواريون والربيون الذين حموا القادة والأعلام الهداة، وحافظوا على الحركة والوجهة من التلاشي والسقوط والانحراف والخفوت والعدمية، وأوصلوها إلى بر الأمان، ولولاهم لما كان هنالك قائد أو ثورة مكتملة الشروط والأركان.
وليتهم يقفون عند هذا الحد فحسب، لكنهم يذهبون إلى ما هو أبعد من ذلك بكثير! إذ يعملون على تغييب أدوار وسيرة الشخصيات الفاعلة المؤمنة المجاهدة المسارعة إلى ربها بفعل الخيرات، ومَن لم يستطيعوا تغييبه وإخفاء سيرته ومسيرته من تلك الشخصيات؛ قاموا بتشويهه، وتحريف سيرته، وإدخال فيها ما يجعل السامع أو المتلقي ينفر من تلك الشخصية، هذا إذا لم يعادها ويكرهها، ويعدها ضمن المؤلفة قلوبهم، والذين ما انتموا للحق إلا بعد أن يئسوا من إمكانية غلبة الباطل عليه وتمكنه!
إن هؤلاء الانتهازيين والعاجزين وناقصي الوعي وقليلي الدين عديمي الإيمان والحرية والإرادة؛ يملكون من الجرأة والصفاقة والوقاحة ما يجعلهم يردون قول الله، أو رسوله صلى الله عليه وآله، أو قول أحد قرناء القرآن الذي يزكي فلانا، أو يبين مدى بلائه في سبيل الله، وفنائه في الحق! وإذا كان المنقلبون على أعقابهم الناكثون لعهد الله ورسوله قد قالوا في مَن فرض ولايته ربهم، وأرشدهم إليه نبيهم: إن فيه دعابة، فقد قال خلفهم بمَن قال عنه سيد الثورة: إنه النموذج الشاهد والشهيد على عظمة المشروع القرآني: إن حديثكم عنه انتقاص من رفاقه وشركائه في الجهاد، ويضيفون: «ومَن هو الصماد؟! إذ لولا المسيرة لكان بقي مقوتا في بني معاذ»، وكأنهم قد قرأوا الملازم وانتهجوا نهج المسيرة وهم لايزالون في بطون أمهاتهم!
إن الفاشل والفاسد والمنقلب على عقبيه في كل زمان ومكان؛ يحاول هو وأمثاله من ذات الطينة؛ أن يخترعوا لأنفسهم فضائل ومناقب ومواقف تجعلهم بنظر المجتمع من أخلص وأطهر وأصدق المؤمنين بالله، الحاملين لراية وهم الرسالة، القريبين من القادة الرساليين، فهذا كاتب الوحي، وذاك سيف الله المسلول، وذاك ما ضره ما فعل بعد اليوم! وكلها محاولات لتبييض صفحات الفساد والفاسدين، وتبرير أعمال وتصرفات وانحرافات المنحرفين، وجعل كل ما يقومون به من مخالفات وتجاوزات وانتهاك لحدود الله؛ مقبولاً لدى عامة الناس.
نعم قد تختلف وتتطور هذه الكلمات والجمل من زمان لآخر، لكن يبقى الهدف من وجودها واحدا عبر العصور، فإذا ما شكا الناس ظلم فلان وتجبره وصده عن سبيل الله؛ قال المعني بكف يده عن كل ذلك: والله لا أُغمِد سيفاً من سيوف الله سله رسوله، هذا في الماضي، أما اليوم فيقال لك: والله إنك كذاب منافق صهيوني، إذ كيف تجرؤ على النيل بشكواك من تلميذ شهيد القرآن، وأحد أصدقاء ورفاق سيد الثورة، ورجاله المخلصين؟! وهكذا بقي سيوف الله عبر التاريخ؛ معادين للمنظومة الفكرية والتشريعية والقيمية والاجتماعية و... و... التي تضمنها المشروع؛ حريصين على تلميع بعضهم البعض، وادعاء الصلة الوثيقة بقرناء القرآن والقرب الشديد منهم.

أترك تعليقاً

التعليقات