عوامل الانتصار
 

مجاهد الصريمي

مجاهد الصريمي / لا ميديا -
إن الانتصارات العظيمة التي يحققها الله على أيدي مجاهدينا في كل الجبهات جديرةٌ بأن نقف في رحابها، لكي نتمكن من الوصول إلى ما وصل إليه مجاهدونا، ولعل أول حقيقة تلفت انتباهنا هي أن من استطاع المواجهة لكل قوى الهيمنة والاستكبار وتمكن من التغلب عليها انتصر قبل ذلك على هواه وتغلب على مطامعه، واختار طريق الحق عازماً على اجتثاث الظلم ونشر العدل والتزام الصدق والدعوة إلى الخير، كل ذلك من أجل الله وفي سبيله، فنيل رضاه غاية ما يتمنون، وجل ما يسعون إليه، وأسمى ما يطلبون من ربهم سبحانه.
فالحياة القصيرة جداً تحتاج إلى عوامل لكي تصبح مقدمةً للحياة الطيبة وموضعاً لانطلاقتنا نحو الوصول إلى نعيم الحياة الأبدية هناك في الآخرة، وإذا لم نعمل على الأخذ بتلك العوامل التي تتضمنها تلك الانتصارات وتشرحها وتتمثلها وتقدمها لنا يومياً تلك النفوس الموقنة المؤمنة الصابرة الثابتة المحتسبة الصادقة المطمئنة المجاهدة في مختلف الجبهات، فسنظل نعيش الفراغ الروحي والقيمي، وسنبقى في موضع العدم مهما حاولنا إثبات مسألة أن لنا وجوداً، فهذه الانتصارات هي آيات ومعجزات يجريها الله على يد جنوده المجاهدين، ولا بد من التفكر في هذه الآيات واتخاذها دروساً لمادة تربوية وإيمانية نحن بحاجة ماسة إليها سواءً على مستوى الجيل الحالي أم على مستوى الأجيال المستقبلية، ولن نتمكن من فهم واستيعاب هذه الآيات إلا عندما ندرسها أولاً: من خلال دراسة نفسية وأفكار صانعيها، وثانياً: مقارنة ما اختزلته تلك النفوس وتمثلته تلك الأفكار من نهج وعقيدة بالجانب العملي لمجاهدينا، فلن نستطيع غرس كل ذلك كثقافة في قلوب وعقول الأجيال إلا حين نتوجه هذا التوجه، بالإضافة إلى العمل على تقديم تلك الانتصارات بوعيٍ عالٍ وحسٍ مرهف وفكر دقيق وسليم وواضح وعميق وشامل، وثالثاً: علينا عرض أنفسنا على ذلك النموذج الكامل كي نكتشف سر تقدمهم وتأخرنا، وكي نحصل على العلاج الناجع لبعض الأمراض التي تصيبنا بين فترة وأخرى.

أترك تعليقاً

التعليقات