كي نكون شركاء في النصر
 

مجاهد الصريمي

مجاهد الصريمي / لا ميديا -
كم نحن بحاجة اليوم -كمحور للجهاد والمقاومة- إلى إعلام متشبع بذات القيم والمبادئ والأخلاقيات والأفكار التي صاغت بمجموعها روحية المقاتل في الميدان؛ إعلامٍ يكون شريكاً في النصر، لا سبباً في إلحاق الهزيمة المعنوية بجمهور المقاومة تمهيداً لإضعاف المقاتلين في الميدان وإفشالهم، وإهدار كل منجزاتهم وتضحياتهم؛ إعلامٍ تكون بواعث حركته مصداقاً للجهاد الكبير، وتجسيداً للمعنى المعبر عن بسطاء الناس، الذين هم روح الفطرة، ومعدن الحقيقة؛ إعلامٍ يصنع من واقع الميدان عملية تحول فكري، ويكتتب بدماء الشهداء استراتيجية الارتقاء بالوعي.
نعم، نريد إعلاماً يكون جديراً بشرف الانتماء لرجال وملحمة «الطوفان»، يستطيع -ولو بالحد الأدنى- فعل ما فعلته أم العباية في حرب تموز 2006 في لبنان، وما فعلته أم عبد القوي الجبري في زمن العدوان الأمريكي السعودي على اليمن.
لقد آن الأوان لمغادرة التعاطي السلبي مع المعركة، وواجبنا اليوم يفرض علينا ألّا نستهين بالنموذج المهيمن على زماننا المقاوم، فلا نعتبر الجوانب الروحية لا وزن لها في معادلة ما تحقق.
إن جزءاً من شهادة الحاضر على الماضي يتجه نحو طبيعة العرفان المقاوم، فلقد حاربنا قبل هذا اليوم بالخيال ولم نحارب بالروح، بأحلام اليقظة وليس بالوعي الكامل، بشيء من المعرفة وليس بالعرفان، برمزية الجغرافيا وليس بحقيقة المكان الروحي.
إننا قاتلنا خلال كل حروبنا الحديثة بالطريقة التي قاتل بها كل المقاتلين، حتى أننا استلهمنا فهمهم وطريقتهم وآفاقهم في القتال؛ غير أننا لم نقاتل بطريقتنا الخاصة إلّا هذه المرة.
كل ما بدا من تدبير الإعداد التقني عوارض لا تحجب الروح الوثابة للجوهر النقي للوجود المقاوم، فحاضرنا شاهد على ماضينا، ووجودنا الحاضر أشرف من الماضي.
وعليه، فمن الإهانة لقضيتنا السامية والمقدسة، والاستخفاف بدماء عظمائنا، والحط من قدر معركتنا المصيرية، جعل التهريج والمهرجين يتصدرون المشهد الثقافي والفكري، ويصبحون هم الصورة المعبرة عن جهاد الكلمة لدينا!
إن ما يجب تعميمه هو الفكر النوراني، والقول البليغ المنعكس عن بلاء رجال الله في الميدان، وليس سخافات المهرجين.
اليمن غني بفرسان القلم والكلمة، فلماذا يصر بعضنا على تقديم المهرجين كرموز؟!
كفى استهبالاً ولا مبالاة بالناس والموقف والقضية!

أترك تعليقاً

التعليقات