هي التجارة
 

مجاهد الصريمي

مجاهد الصريمي / لا ميديا -
في العين مما يقترفه ذوو السلطة والمقام العالي مخرزٌ وليس قذى، وفي الصدر غصصٌ لا حصرَ لها، استحالتْ خناجر تمزقُ القلوب والأكباد!
فيا حكومة الغواية المتلبسة بالرشاد، المتظاهرة بالصلاح وكلها فساد، نعي أنكم أبعد ما تكونون عن فعل أيَّ شيءٍ في الواقع يوحي -وإن من باب المواساة للشعب الحر الصامد المجاهد- بأنكم رجال جديرون بتحمل المسؤولية التي حملتكم إياها الثورة، وتطلبت القيام بها كاملة غير منقوصة المرحلة الراهنة، لكونكم جسداً نابياً عن روح الثورة، خارجاً عن إرادة الشعب، متطفلاً على المشروع، مخالفاً لسيد الثورة، خاذلاً للمجاهدين؛ إن قلتم حرفتم الحق، وإن تحركتم تجاوزتم الثوابت، واعتديتم على القيم والمبادئ، وانحرفتم عن سواء السبيل.
يدُكم ممدودةٌ إلى كل ضميرٍ حيٍّ وفكرٍ نابه وقلب سليم يحرص على الثورة من التعثر والتلاشي والأفول والضياع؛ بالقيد والكرباج، وإلى المذبذبين والمرتزقة والمنافقين والمتلونين، وأصحاب الألف وجه، والقادمين إلى ثورة الشعب خوفاً وطمعاً؛ بالحب والعطف والبر والجود والإحسان، ناصحكم عدوٌّ مبين، وخاذلكم المريد لكم الفشل والخيبة، المتربص بكم الدوائر، صادقٌ حرٌّ نقيٌّ شريف ووطني يجب استيعابه!
ليتكم ولو لمرة واحدة، مرة واحدة فقط، فعلتم بما يقول سيد الثورة أعانه الله عليكم! فما قال قولاً إلا وجئتم بما يخالفه، ولا أصدر توجيهاً إلا وفعلتم عكسه، ولا أشاد بشيء إلا ودمرتموه، ولا قدم هدىً للناس إلا وجعلتموه حائط صدٍّ لهم عن سبيل الله، لا زكاء لنفوسكم، ولا عقول في ذواتكم، حتى ملازم الشهيد القائد تأخذون منها ما يبرر فعالكم المشينة، وسقطاتكم الكثيرة، وجهالاتكم المركبة، بعد أن تحوروها وتفصلوها بما يناسب وضعيتكم، ويخدم أهدافكم، وتقطعوه عن سياقه وموضوعه.
فمثلاً: عندما يأتي الدواء أو اللقاح من الغربي، نسمعكم تقولون بقول الله: «ما يود الذين كفروا أن ينزل عليكم من خير من ربكم». وقوله: «ودوا ما عنتّم»؛ ولكن في مسألة المبيدات المهربة القاتلة للشجر والبشر، المهلكة للحرث والنسل، اختلف منطقكم، وتغيرت نظرتكم للعدو ذاته؛ فما لكم كيف تحكمون؟!
إذا كانوا لا يودون لنا الخير فلماذا تساعدونهم على جلب الشر إلينا؟! وإذا كنتم حريصين علينا من الضرر في ما يصدره إلينا من دواء في العلن، فلماذا تجلبون لنا المبيدات الممنوع تداولها واستخدامها في العالم خفيةً، ثم تبررون وجودها، وتدافعون عن جالبيها، وتشجعون على استعمالها؟!
أهيَ التجارة؟! بلى، فما أجرأكم على الله وعباده وبلاده!

أترك تعليقاً

التعليقات