دفعني الهم الوطني لأن أكتب هذه السطور كتعبير عن وجهة نظري حول ترحيل أو تأجيل حوار جنيف 2، وتحديد أسبابه ومن وراءه، لمعرفة من المستفيد ومن الخاسر وما هي أدواته وأهدافه، والإشارة إلى الموقف السلبي للمندوب الأممي ولد الشيخ.. كمدخل لهذا الموضوع أقول بشفافية: يظل الحوار هو المخرج الوحيد للأزمة اليمنية، لكن بين أطراف ألوان الطيف السياسي غير الملطخين بالعمالة والفساد، وليس مع الفاسدين والعملاء، وبعيداً عن آل سعود.. ويظل الخارج الطامع والمعتدي على بلدنا هو المعرقل والمتآمر على اليمن أرضاً وشعباً من الماضي للحاضر. يظل الرقم 16 يدور في وجداني قبل وبعد جنيف، وعلى طاولة أي حوار منذ عامين..
يظل هذا الرقم هو القاسم المشترك بين الحرب والسلام. 
ويعطى إشارة باقتراب سقوط اتفاقية (سايكس بيكو) بالتقادم، وبين البديل لها وهو مشروع شرق أوسط جديد.  
يظل هذا الرقم قاسماً مشتركاً بين القرار الأممي رقم 2216 والولوج للعام الجديد 2016م، ويقترن بمرور مائة عام على تلك الاتفاقية.. ويظل هذا الرقم هو المخيف وأشبه بلغز لدى البعض ممن قد تجرأ على الواقع (هستيريا)، لكن يتطلب ترجمته بدقة وعمق لفك شفراته ورموزه، ولفهم ما جرى ويجري باليمن حتى آخر بروفة، وهي ترحيل الحوار إلى 2016م..  هذه الترجمة هي عشوائية، فاعذروني نظراً لأميتي السياسية سواء أصابت أو خابت. 
 بلا شك تخوض الرياض حربا على بلدنا شهاراً جهاراً منذ 9 أشهر وحتى اليوم، بعد أن كانت حربها غير مباشرة خلال العقود المنصرمة، وخوضها لهذه الحرب هو باعتقادي نيابةً عن أمريكا وأخواتها الأوروبيات، وتحت مبررات وهمية شرعية وغير شرعية..
تخوض حربها علينا مكرهةً وليست نابعة من رغبة ذاتية، لكونها ملزمة للناتو.
هي تنفذ ما يأتي إليها من المطابخ الأوروبية التي صنعت نظام آل سعود للمرحلة الثالثة عام 1916م، وجعلته حصريا على هذه العائلة المتصهينة والمؤمركة. 
تخوض هذه الحرب دون رغبة، وتدفع الفاتورة مكرهةً وخوفاً من أمريكا وإسرائيل، رغم أن سلمان لا يهمه حجم الفاتورة الباهظة حباً في الكرسي، حتى وإن كانت على حساب الثروة السعودية وحاضر ومستقبل دول المنطقة..
فترحيل حوار جنيف، هي التي تقف وراءه، ويعد أشبه بحقن تخدير لزراعة مطبات والالتفاف على الفريق الوطني لكي تحقق الرياض ودواعشها تقدماً جديداً على أرض الواقع اليمني، ولاستعادة الأراضي التي أصبحت تحت قبضة اللجان الشعبية والجيش في نجران وجيزان وعسير، وللتعتيم على الهزائم أمام الشعب السعودي، والتي تتجرعها كل يوم. 
مع أن الترحيل تم بعد أن بدأ إثبات حسن النية من قبل الفريق الوطني ممثلين بأنصار الله ومن معهم.
هي من كانت تدير اللعبة المؤامراتية من خلف الستار، وتتولى إدارتها بالريموت كنترول.
هي من تدير القتل والدمار في اليمن منذ أوائل القرن المنصرم، وبصماتها شاهدة عيان وتتحدث عن ذاتها.
 هي تدعم الإرهاب.. مع أن الإرهاب هو السلطة الدينية لنظامها منذ عام 1916م .
اعذروني فكتابتي غير مستقيمة السياق، ولها طابع سطحي، لكن كتعبير عن وجهة نظري...
كم تألمت ولا زلت أتألم على كثير من الناس ممن بلغت معاناتهم حتى النخاع جراء العدوان، والذين وجدناهم يعلقون آمالهم على نجاح جنيف لأجل أن تتوقف تلك المعاناة.
بينما هاجسي يوحى لي منذ البداية بأن جنيف لن ينجح طالما وهذه الجارة حاضرة من تحت الطاولة، بل هو حلم وخداع وتضليل، وتوقعت الفشل وتحقق، وبنيت تلك التوقعات لعدة أسباب منها باختصار التالي:
كان من المتوقع والمفترض أن يعقد حوار جنيف 2 قبل شهور، ولكن عمدت الرياض إلى تعطيله بشكل غير مباشر من خلال المماطلة والحيل والحبكات ونسج المبررات والأخذ والرد مع ذيولها من الداخل ممن وضعتهم باسطبلات العملاء، وهم أصبحوا جزءاً من الخيانة والجرائم التي ترتكب بحق البلد.. فعلاً استطاعت ترحيل الحوار بهدف تحقيق مكاسب ميدانية عبر لعبة الهدنة السحرية، وتسعى للقضاء على جماعة أنصار الله بكل الوسائل، لكونها تعتبرهم  خطراً عليها وتصنفهم بأنهم ضد اللوبيات الصهيونية والأمريكية، أي أن آل سعود يعتبرون الشريحة الحوثية ضمن القائمة السوداء، ويكنون في قرارة ذواتهم بأن بقاءها يعني بقاء الخطر على عائلتهم وسلطتهم، وعلى المصالح والأطماع الصهيونية والأمريكية بالمنطقة، وعائقاً بنفس الوقت أمام مشروع شرق أوسط جديد.. كما أن هذه العائلة تخشى من تزايد سخط شيعة نجران وجيزان وعسير ومن هم ببقية أرجاء المملكة. فضلاً عن أنها تكن الحقد على أنصار الله نظراً لأسباب كثيرة، ومنها الحقد الذي لم يزل من حرب صعدة السادسة، وبالذات من جراء اللطمات التي تلقتها في تلك الحرب، ولهذا تسعى لاستهدافهم بكل الوسائل، ومنها عبر جنيف وغير جنيف.. لقد راهن نظام آل سعود بهذا العدوان المستمر على بلدنا، بأن يتمكن من السيطرة على تعز بجانب عدن، لأنها ملتزمة للناتو بدون شك، بما يكفل تهيئة المجال لتحقيق مطامع وأهداف أمريكا وأخواتها الأوروبيات، بحيث تصبح المنطقة من تعز لعدن تحت إدارة غربية بامتياز، وهذه الجارة ملتزمة للغرب بتنفيذ هذا العمل وعدم الخروج عن طاعتهم مقابل ضمان استمرارية موقفهم بتحنيط النظام بالمملكة حصرياً على هذه العائلة. ومع أنها قد راهنت على السيطرة على هذا المربع (من تعز إلى عدن) وفق برنامج زمني معين لا يتعدى شهرين، ولكن الفشل كان حليفها رغم أن ترحيل الحوار من شهر لآخر بسبب عجزها عن السيطرة على تعز رغم استقدامها لكم هائل من دواعش العالم والزج بهم إلى عمق الحالمة، وآخر ما تم استقدامه مرتزقة شركة بلاك ووتر، ولهذا ظلت ترحل الحوار من شهر لآخر على أمل أن تنجح بالسيطرة على هذه المحافظة (تعز)..
فشلت هذه الجارة في تحقيق أهدافها على الميدان، مما سوف يجعلها تتحمل مسؤولية الفشل أمام حلفائها الغربيين، ويصبح موقفها ضعيفاً أمامهم، الأمر الذي سيجعلها تقدم مزيدا من التنازلات للغرب، وتبتكر كماً من المشاريع المساندة للسياسة الأمريكية، كما سمع الكثير ببعض تلك المشاريع، ومنها تشكيل تحالف إسلامي لمكافحة الإرهاب، وهو في حقيقة الأمر يساند ويحصن الدواعش، وتسخير مثل هذه المشاريع لإجهاض الدور الروسي في سوريا، ولأن الملك سلمان يدرك هو وبقية العائلة أن ذلك سيؤدي إلى غضب الناتو عليه وجميع أفراد عائلته وبقية الأجنحة المنضوية تحت إبطه إذا لم يستحدث مثل هذه المشاريع، مما يجعله يخشى دعم الغرب لأجنحة الحكم المضادة له والأكثر ولاء للصهيونية، أو ترشيح نظام بديل عن هذه العائلة من خارجها، يلبي طموحات أمريكا وأخواتها الأوروبيات، وبسرعة أكثر، وسوف يكون ذلك نكسة لهذه العائلة، وستصبح في قفص الاتهامات، ولن تعود إلى حياة البذخ، بل ستعصف بها الأقدار، وعودتها إلى ما قبل 2016م. ولهذا فإن قرار الحرب ليس بيدها، بل بيد من صنع النظام السعودي (أمريكا وأخواتها).
لا نستبعد أن نظام آل سعود قد شعر بأنه تورط بخوض هذه الحرب على اليمن، وخصوصاً عندما اعتمد على معلومات ومعطيات غير مؤكدة وغير ممنهجة تسلمها من أجنداته باليمن: الأحمر القبلي والعسكري والدنبوع وغيرهم، وهذا كان عاملاً من عوامل الورطة، حتى أن ناطق جيش العدوان أحمد عسيري اندفع في بداية العدوان يشطح وينطح ويراهن على دخول صنعاء خلال شهر، وأنه دمر ودمر، واليوم من خلال تصريحاته تتضح تناقضاته، ولم يعد جيش العدوان قادراً حتى على استعادة المواقع العسكرية في نجران وجيزان.
ونظراً لذلك لم يبق أمام سلمان ونجله سوى تقديم التنازلات تلو التنازلات لكي يمنح مزيداً من الوقت لتحقيق مكاسب وسيطرة ميدانية على الأرض تكفل له عدم غضب الأمريكان عليه. مما جعله يضخ مبالغ كبيرة جداً لمنظمات وشركات صهيونية، وتعد رشاوى دولية مبطنة لتلك الشركات، وبحيث تبقى تبرر فشله وإخفاقه باليمن، وتقطع الخط أمام أجنحة الحكم المضادة والمنافسة له ولنجله أمام الأمريكان وبقية دول الغرب، مع تقديم تنازلات أخرى لشركات غربية مؤثرة على القرار الأمريكي تعمل في مجال النفط، وتلك الشركات تعتبر هذه التنازلات فرصة لن تعوض، وتسارع باستغلالها. 
كما أن أجنحة الحكم المضادة تحاول إضعافه مقابل أن تكون هي الوريث لعرش سلمان، الأمر الذي يجعل تلك الأجنحة تستعين أيضاً بشركات صهيونية تتولى إبراز فضائح سلمان ونجله، والتي في ضوئها بدأت تعمل على تسريب معلومات عن جرائم سلمان، وما لها من انعكاسات على السياسة الأمريكية، وتصبح تلك الشركات الصهيونية هي المستفيدة من دمار وقتل اليمنيين وابتزاز السعودية، وتصب في مصلحة الصهيونية العالمية، كما أن ذلك يخدم شركات السلاح الغربية التي أصبحت تعتبر هذه المرحلة ذهبية وفرصتها لبيع سلاح بهذه الكميات. لأن سلمان باعتقادي على يقين إذا لم يقم بذلك فسيجد أن كل تلك الشركات تقف ضده طالما وهي صانعة القرار الأمريكي، وسيتحول بظرف أيام إلى مجرم دولي وملاحق عالمياً، كما حدث للبشير بالسودان عندما بدأ يفكر بإدخال شركات صينية، مما جعل الناتو يصنع له ملفاً كمجرم حرب خلال 24 ساعة، ولكن سرعان ما هرع لإعلان التوبة أمام أمريكا، وأصبح لا يخالف لها أمراً حتى اليوم، وها هو شريك بتدمير اليمن. 
تدرك أسرة آل سعود أن فشل الرياض في حربها على اليمن سوف يفقدها مكانتها أمام الأمريكان والأندية الصهيونية، مما سيجعل أخواتها الخليجيات تحتل المكانة الاعتبارية بدلاً عنها، وبالذات دولة قطر التي هي مؤمركة، لكنها تثير الزكام والحساسية للسعودية، ولهذا تجد آل سعود حريصين على أن تكون بلادهم هي صاحبة الدور الريادي والقيادي للخليج، والراعية للإرهاب من الباطن أمام الأمريكان...
بدون شك تستخدم أسرة آل سعود المال لشراء الضمير الدولي لتحقيق أهدافها، وتضخ بلا حساب رشاوى للدهاليز الأممية لغرض النجاح في ما تصبو إليه بوضع حيل التفافية تحقق من خلالها مكاسب ميدانية أخفقت في تحقيقها عسكرياً، على سبيل المثال ترحيل الحوار ووضع شروط تلزم الطرف المضاد بالعمق اليمني بتنفيذها ليتسنى لها افتراس الأطراف المضادة لها، ويبرز ذلك من خلال ترحيل جنيف 2 إلى العام الجديد 2016م، فضلاً عن تقديم اقتراحات من خلف الستار على أساس نقل الحوار والمحاورين إلى إثيوبيا لأن ذلك يتماشى مع السياسة الأمريكية واستراتيجيتها باستكمال عملية العزل لروسيا والصين في هذه المنطقة، وتقحم هذه الدول باستهداف اليمن ورد الجميل لها مقابل تدمير الأنظمة الاشتراكية بتلك الدول. وبما يحقق طموحات إسرائيل، التي تنص بأن أرضها من الفرات إلى النيل، أي ما بين الخليج العربي وأفريقيا وما بين حقلي النفط الأول في الربع الخالي والآخر حقل أوجديين بإثيوبيا. وهذا المشروع يعد أنور عشقي من أبرز مهندسيه.. محاولة استحداث مشكلات وقضايا جانبية تلفت أنظار الرأي العام إقليمياً ودولياً حولها بهدف التعتيم على هزيمتها وإخفاقها وفشلها بما يكفل الإطالة من حكم سلمان، ومن تلك القضايا (فاجعة منى).
الاستعانة ببعض عملائها باليمن لتقديم مشاريع تكفل لها تحقيق سيطرة ميدانية على بعض المناطق التي لم تتمكن من السيطرة على متر مربع فيها كمحافظة تعز، ومنهم عز الدين الأصبحي الذي يعد أبرز عملائها المهندسين لمثل هذه الأعمال باسم حقوق الإنسان وباسم مشاريع وهمية (إغاثة وحصار). ويلمس الجميع أن الأصبحي خلال هذه الفترة يطل من النافذة الإعلامية داخل الرياض يدعي أن تعز محاصرة من اللجان الشعبية، وتعاني من حصار حد وصفه كوسيلة لإدخال سلاح للدواعش الأجانب المحاصرين بعمق هذه المحافظة، ولأهداف أخرى، وأيضاً لكي تتمكن من إقحام دول الجوار بحرياً في المشاركة بتدمير تعز بما يجعلها خالية ومنطقة طرد وليس استقراراً، ليتسنى للأمريكان والغرب السيطرة عليها نظراً لأهميتها بالنسبة للخارطة الدولية.
إقدام آل سعود على وضع حيل للاستمرار في ترحيل الحوار لاستنفاد الوقت بما يكفل استمرار جرائم العدوان في الميدان قائمة، والذي أتوقع من ضمن تلك اللعب التي هي قيد الإعداد والتحضير... تغير المندوب الأممي وجلب مبعوث جديد بهدف العودة إلى نقطة الصفر والاستمرار بارتكاب مزيد من الجرائم، ويحقق نجاح مشاريعها التضليلية على الرأي العام بالداخل والخارج، والذي أتوقع أن تتكرر مسرحية تغيير المندوب الحالي ولد الشيخ مثل بنعمر، لتكرار نفس البروفة لاستمرارية الحرب.ز حقيقة المماطلة وكافة الطرق الالتفافية للمندوب الأممي ولد الشيخ والترحيل المستمر بحياكة المبررات أصبحت مكشوفة، وهي لإطالة الوقت واستنفاده كجزء من التضليل على الرأي العام بالداخل والخارج، ومحرجاً للهيئات الدولية، مما جعلهم يعقدون جنيف 2 كحقنة تخدير فقط، ومن ثم الترحيل، ولكن ذلك ترتب عليه ازدياد درجة التذمر لدى عامة الناس، مما جعلهم يمقتون ويزدرون المندوب الأممي وقوى العدوان. فضلاً عن أن هذا المندوب لم يكلف بهذه المهمة إلا ولديه برنامج سري يخدم المشروع الصهيوني، وفشله بما هو سري سيحطم طموحاته التي ربما التزم بها أمام تلك المطابخ السرية، ومن المؤسف أنه لم يصدق ذاته أنه مندوب أممي، بل لازال يتعامل بعقلية الإعلامي قبل دخوله الأمم المتحدة كمراسل لقناة العربية، وتجده يقف مطيعاً لآل سعود، ولم يتعامل بعقلية الأممي الذي يحمل رسالة إنسانية لكل شعوب العالم، فاستثمر آل سعود ربما نقاط ضعفه، وأصبح الديوان الملكي هو من يصنع القرار لهذا المندوب، وهو من يتولى إدارته. 
من المحتمل أن سلمان شعر مؤخراً بأن خوضه الحرب على اليمن يعد ورطة كبيرة، وأن المعلومات التي استند إليها لخوضه هذه الحرب، والمقدمة من هادي الدنبوع ومحسن والأحمر وبقية أجنداته باليمن بمختلف مسمياتهم، هي معلومات غير مدروسة وجزء من الورطة، ومن الطبيعي أن تغضب عليهم، وتتخلى عن علاج الجرحى، وتوجه الإهانات لهادي، وتزج بهاشم الأحمر وعلي محسن لجبهات القتال لكي يتحملوا مسؤولية المعلومات التي قدموها للرياض، فأصبحوا لا يستطيعون العودة إلى اليمن، خصوصاً بعد أن أصبحوا مشاركين بارتكاب الجرائم إلى جانبها وموقفهم ضعيف أمامها.ز لا نستغرب بعد هذا بروز خلافات بين هادي الدنبوع وبحاح بعد أن اعتمدت عليهم وعلى معلوماتهم لاتخاذ قرار الحرب وخوضها المعركة، والتي ترتب عليها إخفاق وفشل لهذه الجارة، ومن المسلمات أن تحدث خلافات بين هذه الأجندات التابعة لها، وتجد كل طرف يحمل ويرمي المسؤولية على الآخر. وأتوقع أنها ستتخلص من هادي هروباً من أية مساءلة دولية، ولكي يكون هو من يتحمل مسؤولية عدوانها وجرائمها.. ومن البديهيات أن تجد هؤلاء العملاء غير قادرين على الحوار الجاد بجنيف، وعدم قدرتهم على الخروج عما التزموا به أمامها بترحيل الحوار وتحويلهم إلى أبواق إعلامية، كما شاهد الكثير تصريحات عبدالملك المخلافي لترويج ثقافة العمالة.. مثل هذه الأشياء تحدث عندما يبدأ أي نظام يشعر بالتصدع والفشل والهزيمة. وهي بداية الانهيار.. وبالتالي طالما والدنبوع والمخلافي وبحاح والأصبحي عملاء ليس أمامهم سوى إدارة أي حوار نحو الترحيل وفقاً لرغبة هذه الجارة.. وبالنسبة لاتخاذ قرار الترحيل للحوار من جنيف إلى إثيوبيا، فأود أن أنبه هنا لما يحدثني به هاجسي بأن الرياض وصلت لطريق مسدود مع اليمن، ولم تحقق أهدافها عبر قوة السلاح ولا بالدواعش وعملائها بالداخل ولا بالقصف الوحشي واستخدام الأسلحة المحرمة وباستقدام شركة بلاك ووتر، ولا عبر الحيل وترحيل الحوار من شهر لآخر، والذي بدأت تفوح منه بجنيف رائحة كريهة، وبالذات عندما كان هناك مقترح بعزل أي وسائل إعلام تتواجد داخل قاعات الحوار، وهذا مؤشر خطير وعمل خارج عن المواثيق والمعاهدات.
بالتالي طالما وهستيريا سلمان وصلت لهذه الدرجة، لا أستبعد أن يكون قرار تأجيل الحوار ونقله لإثيوبيا لزراعة فخ كبير، إذ من المحتمل أن تستأجر مرتزقة لخطف أعضاء الحوار الممثلين لأنصار الله ومن معهم كوسيلة ضغط لتحقيق أهداف هذه الجارة مع حلفائها الغربيين. وباعتقادي أن هذا الأمر يحتاج للانتباه وطلب ضمانات دولية تكفل عدم تعرض أعضاء الحوار لأي مكروه أو ضغط.
وعلى هذا الأساس ينبغي ألا نبقى نعلق الأمل على نجاح أي حوار بجنيف أو بإثيوبيا، بل ينبغي أن ندرك أن أي حوارات أممية غير مجدية، وما علينا سوى الاستمرار بالعمل في الميدان، والعمل عبر الحوار عملاً بالمثل الشعبي (امشي بعد الكذاب حتى باب بيته)، والانتباه بعدم تقديم أي تنازلات، وسرعة الانطلاق للخيارات الاستراتيجية.