كبــت وقمــع وذبــح
ثلاثـة قـرون دمويـة للشيطـان


تاريخ آل سعود تاريخ ملطخ بالدماء، حيث قام الحكم السعودي لشبه الجزيرة العربية على سياسة الحديد والنار، الفخر بعنجهية قذرة: «لقد أخذناها بقوة السيف».. تاريخ ممزوج بالدم والخيانة.. ارتبط منذ بداياته بالحركة الوهابية التي شوهت الإسلام، كما ارتبط بعلاقات تبعية للاستعمار البريطاني للوطن العربي وأجزاء كبيرة من العالم الإسلامي..
في نجد عام 1746 قامت الدولة السعودية على يد محمد بن سعود، نهب واجتياح لأراضي الجزيرة، وذبح وبقر بطون وسبي كانت السمة الأبرز لدولة الأسرة.
منذ بداية الدولة السعودية الأولى اعتمد الحكم السعودي في تدعيم أركانه على الإرهاب بمساعدة بريطانيا والتكفير حسب المنطق الوهابي الشاذ.
وفي إيضاح الارتباط الخياني لآل سعود مع قوى الاستعمار، تشير الوثائق التاريخية البريطانية السرية إلى أن الهدف الأول لبريطانيا في شبه الجزيرة والمنطقة العربية بصفة عامة، هو تكوين الكيان السعودي على حساب سكان المنطقة، وإن الهدف الثاني هو خلق الكيان الصهيوني فوق أرض فلسطين، وربما هو الأمر الذي يفسر سر العلاقة الوثيقة بين «الكيانين المصطنعين».
لم تسلم القبائل العربية في شبه الجزيرة العربية وخارجها من البطش والتنكيل.. فالدولة السعودية الأولى والثانية قامت بعد أن ارتكبت مذابح شنيعة ضد كل من عارض المذهب الوهابي، كانت موجة هوجاء من القتل والاضطهاد، ومن أشهرها مجزرة كربلاء الثانية (أبريل 1802). حيث هجم 12 ألف وهابي فجأة على ضريح الإمام الحسين, فبعد أن استولوا على الغنائم الهائلة التي لم تحمل لهم مثلها أكبر الانتصارات، تركوا كل ما تبقى للنار والسيف... وهلك العجزة والأطفال والنساء بسيوف هؤلاء البرابرة, كانت قساوتهم لا تشبع ولا ترتوي، فلم يتوقفوا عن القتل حتى سالت الدماء أنهارا.
بينما سطرت المرحلة الثالثة التي أسست لمملكة آل سعود صفحات دموية بشعة في سفر تاريخ شبه الجزيرة العربية, فمع عشرينيات القرن الماضي احتلت قوات الإخوان مكة والمدينة المنورة.. وفي عام 1932 أطلق رسمياً اسم (المملكة العربية السعودية) على شبه الجزيرة العربية، في أكبر عملية سطو في التاريخ على أرض وشعب تمت سعودته وإخضاعه بقوة الحديد والنار والقهر الوهابي.
مرحباً بكم في مملكة الكبت والرصاص.. ولا صوت يعلو على صوت قعقعة عظام الرؤوس تحت أنصال السيوف.
هكذا تعامل نظام مملكة القهر منذ نشأته مع كل حركات المطالبة برفع أيدي الظلم السوداء عن كاهلها. لم تكن السعودية بعيدة عن حراك المقهورين منذ أول يوم لنشأة الكيان المطوع لأسرة بسطت على العرش جوراً وعدواناً.
أواخر فبراير 2011م نشر محمد الودعاني مقطعا على (يوتيوب) يدعو فيه إلى «المجاهرة بالرغبة في إسقاط الملكية».
قبل يوم واحد من موعد المظاهرة نشر الودعاني مقطعا قال فيه: «لأننا نرفع شعار إسقاط الملكية ولخوف الكثيرين من تأييد هذا الشعار، فلا بأس أن أقف وحيدا».
في يوم المظاهرة وقف محمد الودعاني حاملا لافتة مكتوباً عليها «شباب 4 مارس»، فأحاطت به مجموعة يعتقد أنهم رجال شرطة بلباس مدني، وألقوا القبض عليه، ولازال محتجزاً حتى اليوم في سجن الحائر الواقع بالقرب من مدينة الرياض.
وفي مايو 2012 تم الحكم بـ 1000 جلدة والسجن عشر سنوات والتغريم بمليون ريال سعودي أي نحو 266,666 دولاراً أمريكياً ضد المدون السعودي رائف بدوي، مؤسس جمعية حقوق الإنسان السعودية.
أدين بدوي بسبب انتقاده لدور هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر (الشرطة الدينية). وأصبحت الصورة تتكرر مع كل صوت غاضب في يوم الجمعة يوم الجلد.
في السعودية يواجه المعارضون والناشطون نظاماً قمعياً غير متسامح بسبب مناصرتهم المشاركة السياسية الشعبية، والدعوة للتغيير ووضع حد للتمييز ضد المرأة والأقليات.
 نظام ينفث بالخبث والكراهية، ومملكة تتوالد مسوخاً سادية كل يوم.. مملكة عدوانية وخادمة مطيعة للصهيونية والامبريالية الأمريكية، تحكمها قوانين في رأس ملك خرف وأمير متهور.