بيثان ميكرنان 
إندبيندنت البريطانية 

قال المدير القطري لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي إن الوضع (الشائن) في البلاد التي مزقتها الحروب يتفاقم بسبب عدم وصول المساعدات التي يتسبب فيها التحالف الذي تقوده الرياض.
أعلن مسؤول في برنامج الأمم المتحدة الإنمائي أن السعودية وحلفاءها الذين يقاتلون في اليمن يعرقلون شحنات الوقود من الوصول لطائرات الأمم المتحدة الوحيدة التي تقدم بعض المساعدات إلى البلاد التي تعاني من الجوع.
وقال أوك لوتسما: المدير القطري لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي، للصحافيين عبر رابط فيديو من صنعاء، إن الرياض أوقفت عملياً تسليم وقود الطائرات إلى العاصمة صنعاء. حيث من المفترض أن تكون هناك رحلتان من رحلات الأمم المتحدة الإنسانية يومياً إلى صنعاء، إلا أن الطائرات الموجودة حالياً في المدينة تقطعت بها السبل بسبب الافتقار إلى الوقود للقيام برحلات العودة إلى الأردن وجيبوتي.
وقال لوتسما (لدينا صعوبات في الحصول على إذن من التحالف ومن حكومة الرياض لنقل هذا  الوقود النفاث إلى صنعاء لتسهيل هذه الرحلات).
ورداً على سؤال حول سبب وقف عمليات تسليم وقود الطائرات، قال السيد لوتسما: (إنه سؤال جيد. لكن للأسف ليس لدي جواب)..
بعد أكثر من عامين من الحرب التي أودت بحياة ما لا يقل عن 10 آلاف شخص، تكافح اليمن لمواجهة المجاعة وأسوأ تفشٍّ لوباء الكوليرا في التاريخ الحديث.
حيث تعرض القصف السعودي والحصار المفروض على الموانئ والمجال الجوي اليمني لانتقادات واسعة لتسببه بخلق الأزمة الإنسانية، إضافة إلى البؤس من خلال منع الغذاء والدواء واللوازم الأخرى التي تمس الحاجة إليها من دخول البلاد.
وقال لوتسما إن الوضع (قاتم) مع أنه (لانهاية في الأفق)، مضيفاً أنه تم تسجيل العديد من حالات التهاب السحايا، مما يزيد من معاناة المدنيين.
فحوالي 70% من السكان البالغ عددهم 27 مليون نسمة، يعتمدون الآن على شكل ما من أشكال المعونة الإنسانية. وهناك ما مجموعه 14.5 مليون شخص لا يحصلون على مياه نظيفة بصورة منتظمة، ويعيش 7.3 مليون شخص على حافة المجاعة، وأقل من نصف المرافق الصحية فقط تعمل.
وقال المدير القطري لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي إن الوضع يشبه الحافلة (التي تتجه نحو حافة الهاوية). فبدلاً من الدوس على المكابح والرجوع إلى الأمان (لكن الذي يسيطر على اتجاه الحافلة مستمر في الاندفاع بسرعة، لذا فمن المؤكد أنها سوف تتحطم).
وتقدر الأمم المتحدة أن هناك حاجة إلى 2.1 مليار دولار (1.6 مليار جنيه إسترليني) لوقف تحول اليمن إلى دولة فاشلة تماماً، ولكن الحكومات المانحة تعهدت فقط بتقديم نصف هذا المبلغ في مؤتمر المانحين في جنيف في أبريل الماضي.
ووفقاً لمجموعات حقوقية، فإن الحكومات الغربية لها دور في الصراع من خلال بيع الأسلحة إلى المملكة العربية السعودية التي تستخدمها في الحرب على اليمن.