تقرير: مارش الحسام -

يعتبر ظهور الجراد شيئاً مرعباً في كثير من البلدان، وإنذاراً بالخطر عند معظم شعوب العالم، فيما ينتظره اليمنيون بفارغ الصبر، ويعتبرونه فرصة غذائية موسمية، فقد اعتاد اليمنيون على اصطياد الجراد وأكله في كل موسم تجتاح أسرابه مناطقهم.
بعد أن اجتاحت أسراب كبيرة من الجراد عدداً من المحافظات اليمنية، كصنعاء وعمران وذمار ومأرب، وغيرها من المحافظات، هرع سكان تلك المناطق لاصطياد الجراد بمجرد وصوله، حيث يتسابق الكبار قبل الصغار على اصطياده، وغالباً ما يكون بواسطة الشال أو "الغترة". وتعد أفضل الأوقات لالتقاط الجراد أو اصطياده هي فترة المساء أو الساعات الأولى من الصباح الباكر، حيث يكون فيها هادئاً وبطيء الحركة وفي حالة شبه سكون ولا يطير بسرعة، فيسهل اصطياده. كما أن الجراد في هذه الأوقات يدنو من الأرض ويتساقط عليها ويكون من السهل التقاطه باليد وتعبئته في أوانٍ أو أكياس، بغرض تناوله أو بيعه في الأسواق، إذ يلقى رواجاً كبيراً في مختلف المناطق اليمنية.
وانتشر بيع الجراد في أسواق صنعاء نظراً للإقبال الشديد عليه، وتجاوز سعر الكيلوجرام من الجراد في سوقي "باب السباح" و"باب اليمن" وغيرهما 1500 ريال.
يقول أحد بائعي الجراد في سوق باب السباح بالعاصمة صنعاء إن الجراد مطلوب بشكل كبير في الأسواق اليمنية، بسبب ندرته نتيجة انقطاع وصول أسرابه إلى اليمن منذ سنين. ويضيف أن كثيراً من اليمنيين يعتبرون الجراد علاجاً لكثير من الأمراض مثل ضغط الدم والتهابات المعدة ومرض السكري والضعف الجنسي وغيرها من الأمراض، لأنه يأكل أنواعاً مختلفة من النباتات.
 
طرق أكل الجراد
هناك طرق عديدة لتناول الجراد كوجبة غذائية، فهو لا يؤكل نيئاً، بل يتم شيه أو قليه بالزيت أو غليه بالماء ثم تمليحه وتركه حتى يجف، أو من خلال تجفيفه تحت أشعة الشمس.
 
أكلوا الجراد قبل أن يأكلهم
أحد المواطنين من سكان باب السباح أبـــدى إعجابه بما يقوم به اليمنيون من اصطياد الجراد، حيث قال: "أسراب الجراد مرت على العديد من الدول المجاورة وأكلت الأخضر واليابس، ثم جاءت إلى اليمن، ولكن اليمنيين أكلوها ولم يعطوا لها فرصة أن تأكل شيئاً، وذهبوا لاصطيادها وأكلها قبل أن تأكل محاصيلهم الزراعية".

وأضاف: بعد أن اجتاحت أسراب الجراد عدداً من مديريات محافظة صنعاء، قام أبناء تلك المناطق باصطيادها وشحنها إلى أمانة العاصمة لبيعها".
واختتم: "العديد من أبناء همدان وأرحب وخولان يأتون إلى سوقي باب اليمن وباب السباح وفي أيديهم أوانٍ وأكياس معبأة بالجراد بغرض بيعها".

فوائد قوم عند قوم مصائب
اجتياح أسراب الجراد أسعد الكثير من المواطنين، سواءً الذين يأكلونها أو الذين يصطادونها بغرض الاتجار بها، لكن في الوقت نفسه أثار هذا الاجتياح قلق عدد من المزارعين على محاصيلهم من وصول أسراب الجراد التي أخذت تتدفق خلال الأيام الماضية إلى المحافظات اليمنية، وهاجمت أشجار القات في همدان وأرحب ومزارع العنب في منطقة خولان جنوب العاصمة صنعاء، وفي عمران ومحافظة ذمار.
ومن المتوقع أن ترتفع أسعار الفواكه والخضروات والمحاصيل الزراعية بشكل عام في حال استمرار اجتياح الجراد للمزارع.  
هذا وكان مركز مراقبة ومكافحة الجراد الصحراوي في صنعاء قد أعلن، الأسبوع الماضي، وصول أسراب من الجراد الصحراوي إلى عدد من مناطق مديريات محافظتي عمران وصنعاء، قادمة من مناطق التكاثر الصيفية. وأكد أن الظروف البيئية الملائمة في مناطق التكاثر الصيفية للجراد الواقعة في محافظات مأرب، الجوف، شبوة، وحضرموت، ساعدت في تشكل تلك الأسراب وانتقالها من منطقة إلى أخرى.