المحرر السياسي/ #لا_ميديا -

نجا من نيران العدو ومرتزقته في ميادين الشرف التي خاض غمارها مجاهداً منذ اللحظة الأولى لبدء العدوان الكوني على اليمن، ليلقى حتفه بنيران "صديقة".
المجاهد منير الحشاش الذي كان أول الصارخين في شرعب السلام بشعار الموت لأمريكا وإسرائيل، مات ظهيرة اليوم بـ50 طلقة من بنادق أفراد أمن المديرية التي يرأسها شخص محسوب على "الأنصار وحكومة الإنقاذ".
شهود عيان أكدوا لـ"لا" أن طقمين أمنيين توجها ظهر اليوم إلى عزلة بني وهبان على خلفية "تكسير قات" في قرية "وادي هزام" حيث يقطن الشهيد منير الحشاش.
طقما المديرية تجاوزا قتلة مطلوبين للأمن مروا بجوارهما بحسب الشهود، ليلاحقوا متهماً بـ"تكسير قات" خلافاً للعادة، مستغربين حجم الحملة.
قالت المصادر إن الشهيد منير الحشاش تواجد بالصدفة في المكان الذي شهد مشادة بين أفراد الطقمين والمتهم بواقعة التكسير، وكشخصية معروفة حاول منير أن يفض النزاع، فأخبر قائد الحملة الأمنية بأن القضية منظورة لديه برضى طرفيها، لكن القائد "ب. ز"، وهو متهم سابق في أكثر من واقعة جنائية، حوّل المشادة باتجاه منير، مطالباً إياه بتسليم سلاحه الشخصي، بينما كان يصوب بندقيته في وجهه، الأمر الذي اضطره ليأخذ حذره رافضاً تسليم سلاحه.
شهود عيان قالوا إن أفراد الطقمين وقائدهما باشروا عند هذه النقطة من المشادة إطلاق النار على منير والمواطن عبدالباقي محمد قحطان المتهم بواقعة "التكسير" والأعزل، ليردوهما قتيلين، وتسفر المواجهة عن مقتل قائد الحملة وفرد فيها وإصابة آخرين.
في رواية أخرى، قالت مصادر محلية لـ"لا" إن أفراد الأمن كانوا قد احتجزوا شقيق الشهيد منير قبل الواقعة، وفتشوا منزله بذريعة التستر على مطلوبين. وإذا صحت هذه الرواية، فإن الشهيد منير سعيد علي الملقب بـ"الحشاش" كان هو المطلوب لغير أسباب واضحة أو قانونية.
ورجّحت مصادر محلية أن "أيادي الإصلاح والعميل حمود الصوفي" التي لاتزال نافذة في مديرية شرعب السلام، هي المستفيدة من ملاحقة الشهيد التي تجري منذ مدة.
وأضافت أن الملاحقة تعود لمواقف الشهيد من ثورة 21 أيلول 2014، وانحيازه المبكر للمسيرة القرآنية وحركة أنصار الله، وقتله "في معرض دفاعه عن النفس" لأحد أبرز المجرمين "محمد عبده سيف المريري" المطلوب للعدالة في واقعة "إلقاء قنبلة على شباب ساحة الحرية في تعز عام 2011، والتي أسفرت عن مقتل الشاب مازن البذيجي، أول شهيد في "ثورة الشباب في اليمن".
مواقع وصفحات الذباب الإلكتروني المحلي التابع لتحالف العدوان امتلأت بالمنشورات الفرائحية المستبشرة بمقتل المجاهد منير الحشاش، حيث قال عادل المريري، وهو قيادي كبير في الإصلاح، وقائد في مليشيات المرتزقة بتعز المحتلة، على صفحته في "فيسبوك": "قتل اليوم المتحوث المدعو منير الحشاش والمطلوب أمنياً، والذي خضع لعدة دورات في صعدة ومأرب.."، واصفاً الشهيد بـ"أول نبتة للتطرف الحوثي في المنطقة يقيم مناسبات موالد ويردد الصرخة".
بينما أثار مقتل الشهيد موجة سخط عارمة في أوساط شرفاء وأحرار المديرية المناهضين للعدوان والذين علق بعضهم قائلاً: "بدلاً من أن يلاحقوا قتلة الشهداء الشيخ أحمد سيف جميل، والشيخ صلاح الشرفي وأخويه ورفاقه، يقتلون أحد أبرز المجاهدين في المديرية والمحافظة"، متسائلين: "ما الذي يحدث بالضبط في شرعب.. ننتظر حملة أمنية لملاحقة القتلة والمجرمين، فيجري تعيين مطلوبين في مواقع أمنية وعسكرية حساسة، وتخرج حملة لملاحقة مجاهد وتصفيته بدم بارد؟!".
مصدر رفيع في السلطة المحلية بتعز وصف الوضع في المحافظة بـ"المزري"، وقال إن تعز مليئة بـ"تناقضات رهيبة وصراعات على كل مستوى".
وكان المجلس السياسي الأعلى أصدر قراراً بتعيين سليم المغلس محافظاً، منتصف الشهر الفائت، في توجه لتصويب الوضع في المحافظة التي يتنازع صلاحيات إدارتها أكثر من جهة تنفيذية كجزر معزولة تستقطب اصطفافات غير صحية في وجه بعضها البعض.
المواطنون تفاءلوا بالمغلس، لكونه محافظاً كامل التخويل، لكن الأخير يواجه مهمة تبدو عسيرة بغير تمكين صنعاء له من تجسيد هذا التخويل على كل مستوى أمني وخدمي وإداري، من قبيل اختيار طاقم عمله في السلطة التنفيذية بعيداً عن "التعيينات الفوقية" المجافية لتقديرات المحافظ حيال ما يستقيم به وضع المحافظة، بحسب مراقبين.
يبقى تطبيع أوضاع مديرية شرعب السلام أولوية ملحة في هذا السياق، لما تمثله هذه المديرية من ظهير لمجاهدينا في الساحل الغربي، تسعى مطابخ تحالف العدوان للاصطياد في مائه العكر ومشكلاته الأمنية المتفاقمة والمتروكة للزمن على هامش اهتمامات المعنيين في السلطة المحلية والإنقاذ والسياسي الأعلى.