تقرير: نشوان دماج / لا ميديا -
أدوات الإمارات في تصادمهم الأول بمحافظة شبوة، والذي تمثل في تظاهرة لمرتزقة ما يسمى «الانتقالي» صاحبتها تفجيرات وانتهت بقمعها وشن حملة اعتقالات من قبل فصيل الإمارات البديل (مؤتمر الإمارات). ومن كان بالأمس القريب هو يد الاحتلال الرخيصة التي يسلطها على الناس، أصبح منبوذاً وملاحقاً من يد أخرى للاحتلال نفسه.

شهدت مدينة عتق، عاصمة محافظة شبوة، أمس، تظاهرة حاشدة لأنصار ما يسمى «المجلس الانتقالي»، الموالي للاحتلال الإماراتي، ضد ما سموه «توطين» الفصيل الإماراتي الجديد بقيادة العميل طارق عفاش ومؤتمر جناح الإمارات بدلاً عنهم.
ودعت التظاهرة إلى سرعة طرد مرتزقة العميل طارق عفاش، من شبوة، مؤكدة أنها «تعمل على تخليق الفوضى واستهداف المكونات السياسية الجنوبية»، على وقع مساعي الاحتلال الإماراتي لتوطين الأخير وقواته في المحافظة على حساب «الانتقالي».
وجاب المتظاهرون عددا من شوارع المدينة، رافعين أعلام الانفصال وشعارات المجلس الرافضة لتواجد مرتزقة طارق وحزب المؤتمر جناح الإمارات في المحافظة، داعين إلى طردهم من المحافظة، في مؤشر على مضي المجلس في التصعيد ضد طارق ومرتزقته، في أعقاب توسع الأخير في المحافظة بضوء أخضر إماراتي، كتمهيد لإزاحة «الانتقالي» من المشهد وإحلال مرتزقة العميل طارق، ذراع الاحتلال الإماراتي العسكرية في الساحل الغربي، بديلا عنه.
وتجمع المحتشدون في إحدى الساحات العامة في مدينة عتق، قبل أن تهز انفجارات عنيفة المكان، نتيجة إلقاء قنابل باتجاه المتظاهرين في محاولة لتفريقهم.
وكانت انفجارات عنيفة فرقت تظاهرة الانتقالي ناجمة، بحسب مصادر محلية، عن قنابل ألقاها مجهولون وسط التظاهرة.
وأشارت المصادر إلى أن مرتزقة تابعين للعميل طارق عفاش حاولوا عرقلة التظاهرة المناهضة لإشهار ما يسمى «المكتب السياسي» التابع للأخير.
ويخشى «الانتقالي» من أن يمثل مكتب طارق عفاش نهاية لمستقبله في المحافظة النفطية التي سلمت لجناح صالح في المؤتمر، بينما كان يطمح «الانتقالي» للاستحواذ عليها  لتعزيز مكاسبه في مناطق النفط والغاز شرقي اليمن.
بدورهم، وجه ناشطون موالون لمرتزقة «المجلس الانتقالي»، أمس، اتهامات مباشرة لمرتزقة العميل طارق عفاش، بقمع تظاهرات المجلس في محافظة شبوة، واستهدافها بانفجارات عنيفة.
وأكد الناشطون أن عناصر من مرتزقة طارق ألقت قنابل يدوية على التظاهرة التي نظمها «الانتقالي» في مدينة عتق، للمطالبة بإغلاق مكتب العميل طارق.
وأوضحوا أن «قائد الفصائل الإماراتية، المحسوب على جناح المؤتمر، يسعى للتخلص من كل مظاهر الانتقالي في المحافظات الجنوبية».
إلى ذلك، شنت فصائل العميل طارق عفاش، الموالية للاحتلال الإماراتي، أمس، حملة اعتقالات واسعة بحق موالين لما يسمى المجلس الانتقالي، الفصيل الإماراتي القديم، في محافظة شبوة.
وأكدت مصادر محلية أن مرتزقة تابعين للعميل طارق عفاش، داهمت عدة منازل لمناصري «الانتقالي» في مدينة عتق؛ ومديريات أخرى في المحافظة، واعتقلت العشرات منهم.
وأوضحت المصادر أنه تم اقتياد المعتقلين إلى جهة مجهولة، مشيرة إلى أن حملة الاعتقالات، تأتي ضمن مخاوف من تصعيد جديد لعناصر «الانتقالي»، في شبوة، بعد استخدام الأخير الضغوط الشعبية، لطرد فصائل عفاش من المحافظة النفطية.
ويتوقع أن تفجر هذه الهجمات المتبادلة جولة جديدة من الصراعات الدموية بين أدوات الإمارات، التي تشهد اقتتالا شرسا وغير مسبوق في ما بينها، مؤخرا، في محاولة لتأمين كل منها بقاءه في المشهد خلال المرحلة القادمة.
وفي سياق التصعيد بين أدوات الاحتلال الإماراتي، أفادت مصادر محلية في محافظة شبوة بأن قيادياً في قوات ما تسمى «العمالقة» الموالية للاحتلال الإماراتي، نجا أمس من محاولة اغتيال في مدينة عتق المركز الإداري للمحافظة.
وقالت المصادر إن عبوة ناسفة زُرعت بسيارة المرتزق محمد علي الصالحي، قائد ما يسمى «اللواء الثامن عمالقة» في مرتزقة الإمارات، وانفجرت بالقرب من منزله في عتق، مشيرة إلى أن الصالحي نجا من التفجير، فيما احترقت سيارته.
وبالتزامن مع بدئه تصعيدا ميدانيا، كشفت قيادات في «الانتقالي» عن قلقها من ترتيبات في السعودية لتقليص نفوذ المجلس، ملمحة إلى إمكانية مقاطعة لقاء ما يسمى «مشاورات الرياض» الذي دعا إليه مجلس التعاون الخليجي مؤخراً، والتي من المقرر انطلاقها في التاسع والعشرين من الشهر الجاري.
فمع أن تظاهرة الأمس في محافظة شبوة، والتي ظل يحشد لها «الانتقالي» منذ أسبوع، ترفع شعار «رفض إنشاء كيانات جديدة في الجنوب»، إلا أنها تعد حلقة في مسلسل تصعيد «الانتقالي» في عدد من المحافظات الجنوبية المحتلة، وأبرزها حضرموت، حيث يفرض مسلحوه حصارا على حقول النفط، في خطوة تشير إلى مساعيه تحقيق مكاسب ميدانية خلال الأيام المقبلة، وتحديدا في المنطقة النفطية في شبوة وحضرموت تنهي أي مساع سعودية لدمجه في مكون آخر.
وقال المرتزق واثق الحسني، أحد قيادات «الانتقالي»، إن «إصرار التعاون الخليجي على تدشين المؤتمر رغم إعلان الحوثيين رفضهم حضوره يشير إلى أن السعودية تسعى لإعادة توطين عناصر داعش والإصلاح في الجنوب»، حد وصفه.
مصادر في حكومة الارتزاق بدورها أوضحت أن «الرياض ستطرح خلال المؤتمر فكرة دمج «الانتقالي» ضمن مرتزقة طارق صالح نظريا، في خطوة لإزاحة «الانتقالي» من المشهد تدريجيا»، مشيرة إلى أن «التحالف يسعى لإعلان كيان جديد يضم بعض أدواته، لتقديمها كطرف في أي مفاوضات أممية قادمة أمام قوات صنعاء».
وأكدت المصادر أن المؤتمر يهدف أولا لتسريح كافة قيادات الخونج وعلى رأسهم نائب العميل هادي، وكذا دمج المكونات التابعة للاحتلال الإماراتي تحت قيادة العميل طارق عفاش.