خاص / لا ميديا -
تعود المفخخات إلى مدينة عدن المحتلة مستهدفة قيادات عسكرية موالية لتحالف الاحتلال، في ظل خلافات تشتد وتيرتها بين أعضاء ما يسمى «المجلس الرئاسي»، وفيما يحاصر مرتزقة «الانتقالي» مدينة عتق احتجاجاً على قرارات العولقي بتعيين شخصيات مقربة من العميل عفاش، يهدد خونج التحالف بشن حرب مفتوحة على «الانتقالي» في مختلف محافظات الجنوب المحتلة.

عاد مسلسل السيارات المفخخة بقوة إلى الواجهة من جديد في مدينة عدن المحتلة، في ظل حالة احتقان يعيشها فرقاء الاحتلال مع تشكيل ما يسمى «المجلس الرئاسي»، والتهديد بطرده من عدن.
وشهدت المدينة، ظهر أمس، انفجاراً عنيفاً لسيارة مفخخة استهدف موكباً لقيادي عسكري مرتزق في الشارع الرئيسي بمديرية المعلا.
وقالت مصادر محلية إن سيارة مفخخة انفجرت أثناء مرور موكب المرتزق صالح علي حسن الذرحاني (اليافعي)، رئيس ما تسمى العمليات المشتركة الرئيسية للمنطقة العسكرية الرابعة، والذي نجا بأعجوبة من الانفجار، فيما أصيب مرافقون له.
وتأتي حادثة استهداف موكب الذرحاني وسط موجة اغتيالات تستهدف قيادات الارتزاق العسكرية والأمنية ضمن حالة الاحتقان القائمة بين فصائل الارتزاق والتي أعقبت تشكيل ما يسمى «المجلس الرئاسي»، برئاسة المرتزق رشاد العليمي، بفرض من الاحتلال السعودي.
وتحدثت المصادر عن مخطط جديد يستهدف قيادات عسكرية موالية لتحالف الاحتلال، وأن مسلسل التصفيات بين فصائل الارتزاق قد يتصاعد خلال الفترة المقبلة في المحافظات الجنوبية المحتلة، وعلى رأسها عدن، في ظل احتدام الصراعات بين مرتزقة الإمارات مما يسمى المجلس الانتقالي وفصائل العميل طارق عفاش، بالإضافة إلى فصائل خونج التحالف.
ولفتت إلى أن «رئاسي الاحتلال» الذي تم تشكيله مؤخراً يسعى لتفتيت جميع فصائل الارتزاق السابقة الموالية لتحالف الاحتلال السعودي الإماراتي، بغرض تهيئة الظروف لفصائله الجديدة.
وتأتي هذه المكاشفات، في ظل تصاعد عمليات الاغتيالات بحق القيادات العسكرية في المحافظات الجنوبية المحتلة، خلال الأيام الأخيرة، بينها اغتيال ثلاثة قيادات في مرتزقة «الانتقالي» و«العمالقة» بغضون 48 ساعة في محافظة الضالع، الأسبوع الماضي.

«الانتقالي» يعتقل قيادياً عسكرياً موالياً للخونج
إلى ذلك، اعتقل مرتزقة «الانتقالي»، قيادياً عسكرياً في ما يسمى «محور تعز» الموالي للخونج، في مدينة عدن المحتلة.
وقال المتحدث باسم ما يسمى «محور تعز»، المرتزق عبدالباسط البحر، إن مرتزقة تابعين لما يسمى «اللواء الخامس حزام أمني»، اختطفوا «رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية بمحور تعز»، المرتزق عبده قاسم البحيري، مع مرافقيه واقتادوهم إلى جهة مجهولة.
وأضاف البحر أن مرتزقة الانتقالي اختطفوا البحيري أثناء ما كان في طريقه لحضور اجتماع في مقر «دائرة هيئة الاستخبارات العسكرية والاستطلاع بعدن».
وشنت وسائل إعلام ناطقة باسم خونج التحالف، أمس، هجوما لاذعا على «الانتقالي»، تزامنا مع اختطاف البحيري القيادي البارز في قوات الخونج.
وقالت قناة «بلقيس»، التابعة للخونجية توكل كرمان، في تقرير لها، إن اختطاف الانتقالي رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية في محور تعز، الخاضع للخونج، يعد بمثابة إعلان حرب.
وأكد التقرير أنه «لم يعد هناك أي حلول سوى مواجهة المليشيات التابعة للإمارات، باستخدام القوة العسكرية للتصدي لها على نطاق واسع»، مشيرا إلى أن «الانتقالي لا يمتلك قاعدة شعبية حقيقية في المحافظات الجنوبية».

الانتقالي يحاصر مدينة عتق
وفي تطور آخر، بدأت فصائل «الانتقالي»، أمس، بالانتشار في محيط المركز الإداري لمحافظة شبوة، بعد ساعات قليلة من سيطرة مرتزقة العميل طارق صالح على حقول النفط في المحافظة، وهو ما ترفضه فصائل «الانتقالي»، التي تسعى لتثبيت موطئ قدم على المواقع الاستراتيجية في المحافظة.
وأكدت مصادر عسكرية أن مجاميع كبيرة من عناصر الانتقالي انتشرت في تخوم مدينة عتق، في محاولة صريحة لمحاصرة المدينة، والضغط على محافظ شبوة، الذي يسعى لتقليص نفوذ المجلس في المحافظة النفطية.
وأشارت المصادر إلى أن القوات قامت بنصب نقاط تفتيش جديدة في مداخل المدينة.
وكان المؤتمري جناح الإمارات، عوض الوزير، المعين محافظاً لشبوة، حذر في وقت سابق، من محاولات الانتقالي اقتحام مدينة عتق، مؤكدا أن «قواته» «ستواجه قوات المجلس بشتى الطرق».
ويرى مراقبون أن تحركات «الانتقالي» الأخيرة جاءت احتجاجاً على قرارات أصدرها المرتزق عوض الوزير تهدف إلى توغل العميل طارق عفاش في المحافظة.
وجرى تعيين عبدالله محمد أحمد فريد مديراً عاماً للمؤسسة العامة للمياه والصرف الصحي في شبوة، وأحمد عبدالله سعيد الهقل مديراً عاماً لمصلحة الضرائب في المحافظة.
كما تم تعيين عوض الهلع باعوضة -نائب رئيس ما يسمى المكتب السياسي التابع لطارق عفاش- مديراً عاماً لمديرية ميفعة، وتعيين أحمد الشامي بن فهيد -رئيس الدائرة السياسية في المكتب السياسي نفسه- مديراً عاماً لفرع شركة النفط.
ويرى المراقبون أن قرارات المحافظ العولقي جاءت بتوجيهات إماراتية بهدف تمكين العميل عفاش من السيطرة على المحافظة النفطية.
وكان إشهار ما يسمى المكتب السياسي، أواخر فبراير الماضي، في محافظة شبوة قوبل باستياء ورفض شعبي وسياسي باعتباره إعادة للنظام السابق، حيث قابل الانتقالي -وهو أحد الموالين للاحتلال لإمارات إلى جانب طارق عفاش- تلك الخطوة باقتحام أحد مقرات «المؤتمر» في عدن واعتماده ضمن مقرات المجلس.