خاص / لا ميديا -
خليط عجيب غريب أفرزه الاحتلال طيلة السنوات السابقة، ليتجلى في مشهد عبثي لا يستطيع تخيله حتى أكبر الرسامين السورياليين. أدوات جُمّعت في ورشة خردة وجيء بها إلى المشهد لتصرخ بعضها في وجه بعض، وكلما جاءت فئة لعنت أختها: انتقالي وخونج وقاعدة وتكفيريين و«مجلس رئاسي» وعليمي وزبيدي ومحرمي وعفاش وهادي ومحسن... الخ، وعاصمة مؤقتة هنا وعاصمة قادمة هناك. وبين هنا وهناك قبضة احتلال تدير اللعبة وتتحكم بالمشهد العبثي الذي لم يسبق له أن حدث.
تتسارع وتيرة الصراع بين أدوات الاحتلال أكثر فأكثر في المحافظات الجنوبية، في الوقت الذي يستعد فيه «رئاسي» الاحتلال لمغادرة مدينة عدن المحتلة، بعد أن فشلت كل جهوده ومساعيه في الإبقاء عليها عاصمة له.
وبدأت خلال الأيام الماضية ترتيبات من قبل العميل رشاد العليمي أو كما يسميه البعض «رشاد بن قولون» للانتقال إلى خارج عدن؛ في خطوة تشير من حيث التوقيت إلى مخاوف المجلس الذي شكله الاحتلال من انفجار مرتقب في المدينة التي يرتب أبناؤها لحصار قصر معاشيق احتجاجا.
وأفادت مصادر مطلعة بأن المرتزق رشاد العليمي، رئيس المجلس، وجّه سلطات الارتزاق في حضرموت بسرعة تجهيز  «القصر الجمهوري» في المكلا استعدادا للانتقال إليه.
وكان العليمي استدعى، اليوم ، نائبه المعين محافظا لحضرموت، المرتزق فرج البحسني، الذي يقاطع جلسات مجلس الاحتلال منذ نشوب خلافات مع المرتزق عيدروس الزبيدي «النائب الزميل» ورئيس ما يسمى «المجلس الانتقالي» الموالي للاحتلال ولإماراتي، بشأن قرار دمج الفصائل، وصلت حد تهديد الزبيدي بطرد المجلس من عدن.
وأضافت المصادر أن ما تسمى «قوات النخبة الحضرمية» بدأت تأمين القصر في حضرموت، كما تجرى حاليا عمليات صيانة وتنظيف للقصر المهجور منذ سنوات.
وتأتي هذه التحركات مع ترتيب مجلس العليمي تسمية أعضاء ما تسمى اللجنة الأمنية والعسكرية المكلفة بدمج فصائل الإمارات، وهو قرار قد يدفع نحو تأزيم الوضع في عدن، خصوصا في ظل الترتيبات هناك لتظاهرات مرتقبة الخميس، واجتماع للجمعية العمومية للانتقالي رفضا للقرار باعتباره إنهاء لـ«قوة الجنوب».
وفي السياق، شهدت محافظة حضرموت، اليوم، تصعيدا من مرتزقة «الانتقالي» ضد مجلس العليمي، ما يشير إلى محاولة مرتزقة الإمارات إجهاض أي مساعٍ لنقل عاصمة الخونة من عدن.
وظهرت قيادة فرع «الانتقالي» في حضرموت وهي ترتدي البزات العسكرية لما كان يعرف بـ»جمهورية اليمن الديمقراطية» جنوب البلاد.
وتزامن ظهور هذه القيادات مع دعوات في المكلا إلى تظاهرات ضد سلطة البحسني، وتطالب بإقالته، على خلفية الأزمات وتحديدا الكهرباء التي تعصف بالمحافظة النفطية.
ويأتي التصعيد في حضرموت ضمن سيناريو تصعيد واسع قد يمتد إلى وادي وصحراء المحافظة؛ لكن تزامنه مع ترتيبات لنقل «رئاسي» الاحتلال من عدن إلى المكلا، يشير إلى أن المحافظة قد تشهد أيضا انفجارا للوضع، خصوصا وأن ذلك قد يحجم مرتزقة الإمارات ويدفعهم  إلى الرضوخ لمطالب تفكيك منظومة مليشياته المسلحة.

«محسن» يرفض نقل «الرئاسي» إلى المكلا ويهدد باقتحامها
بدوره، يرفض العميل علي محسن الأحمر، الذي استبعده الاحتلال من المشهد السياسي، نقل مقر إقامة مجلس العليمي من عدن إلى المكلا.
وأكد المستشار الإعلامي لمحسن، المرتزق سيف الحاضري، اليوم، رفض الجنرال العجوز مساعي «رئاسي» الاحتلال لنقل مقر إقامته من عدن إلى محافظة حضرموت.
وقال الحاضري، في مداخلة مع قناة «بلقيس» الخونجية، إن نقل «الرئاسي» إلى حضرموت سيفجر الأوضاع الأمنية في الهضبة النفطية على غرار عدن، التي تشهد توترا غير مسبوق منذ قدوم المجلس إليها.
وأوضح أن ما يحدث من معارضة شديدة لوجود «الرئاسي» في عدن سيلاقي مثله في مدينة المكلا، في تهديد صريح باستخدام العميل الأحمر قواته لمواجهة مجلس العليمي في المدينة.
وكان مرتزقة العميل الأحمر المتواجدون في الوادي والصحراء أعلنوا، في وقت سابق، رفضهم انتقال مجلس العليمي إلى حضرموت، مؤكدين أنه قد يخلق المزيد من «الفوضى والصراعات» في الهضبة النفطية.
ويرى مراقبون أن تحركات العميل الأحمر في أكثر من جبهة، مؤخرا، تشي بتصعيد قادم يحاول فيه خونج التحالف إعادة ترتيب بعض الأوراق التي خسروها بالإطاحة بجنرالهم العجوز من منصب «نائب رئيس الجمهورية» وتشكيل مجلس برئاسة المرتزق العليمي على أنقاضه هو ورئيسه هادي.
وكانت فصائل الخونج أبرمت، اليوم، اتفاقا مع قبائل في محافظه أبين، من شأنه السماح بتوسيع انتشارهم العسكري في البوابة الشرقية لمعقل مرتزقة الإمارات بعدن.
جاء ذلك خلال لقاء جمع قادة فصائل ما تسمى القوات المشتركة والمتمركزة في شقرة مع مشايخ قبائل أحور.
واتفق الطرفان، وفق  مصادر قبلية، على السماح بانتشار هذه الفصائل واستحداث مواقع ونقاط على طول الخط الدولي الرابط بين شقرة وقصر المعاشيق في عدن.
ومن شأن توسع فصائل الخونج في أبين تصعيد التوتر، خصوصا في ظل محاولات دمج الفصائل المتناحرة ضمن قوام الدفاع والداخلية ويشعل فتيل صراع دامٍ بينها.
وفي السياق، كشفت وسائل إعلام ناطقة باسم الانتقالي، اليوم، عن خلايا اغتيالات جديدة في محافظة عدن المحتلة.
وقالت قناة «عدن المستقلة» التابعة للانتقالي، في تقرير لها، إن «قوات المجلس» في عدن رصدت دخول خلايا خاصة بالاغتيالات إلى المدينة تعمل تحت ستار جمعيات ومنظمات اجتماعية، في إشارة واضحة للجمعيات التي افتتحها الخونج مؤخرا بعدن، في محاولة لتعزيز حضورهم اجتماعيا في المدينة، التي فقدوا تواجدهم فيها مبكرا لصالح مرتزقة الإمارات.
وكان «الانتقالي» وجه اتهامات مباشرة، في نيسان/ أبريل الماضي، لفصائل الخونج بإرسال خلايا اغتيالات إلى مدينة عدن، عبر جمعيات تابعة للخونج، لاستهداف قيادات عسكرية.
وتأتي هذه المكاشفات تزامنا مع تصاعد عمليات الاغتيالات والتصفية بين فصائل تحالف الاحتلال في المحافظات الجنوبية المحتلة خلال الآونة الأخيرة.
وكان تنظيم «القاعدة» التكفيري استحدث، الأحد، معسكرا جديدا في مسقط رأس العميل هادي، في خطوة تشير إلى أن المحافظة، التي تشهد حمى تجنيد غير مسبوقة، في طريقها للانفجار.
وأفادت مصادر محلية بأن التنظيم التكفيري بدأ بإنشاء معسكر جديد له في ضواحي مودية، واستقبال المجندين، مشيرة إلى أن التنظيم اعتمد 10 مجندين لكل قرية في المديرية التي كانت معقلا له خلال السنوات الماضية.
وأضافت المصادر أن من شروط التنظيم ألا تتجاوز أعمار المجندين الـ16 عاما، مشيرة إلى أنه يتم تدريب المجندين على العبوات الناسفة والأحزمة والعمليات الانتحارية.