قتل وأصيب العشرات، باشتباكات دامية اندلعت بين فصائل وأدوات الاحتلال في مدينة عتق عاصمة محافظة شبوة.
وأفادت مصادر طبية، أمس، بأن 30 مرتزقا على الأقل لقوا مصرعهم وأصيب عشرون آخرون في المواجهات الدامية التي شهدتها شوارع مدينة عتق، مشيرة إلى أن من بين القتلى قيادات عسكرية رفيعة بينهم القيادي في ما تسمى «دفاع شبوة»، المرتزق سعيد عبدالله الخليفي، وقائد كتيبة في ما يسمى اللواء 30 المرتزق لشقم الباراسي.
واندلعت الاشتباكات العنيفة منذ منتصف ليل الأحد، بين فصائل الاحتلال الإماراتي ممثلة بما تسمى ألوية العمالقة وقوات دفاع شبوة من جهة، وفصائل تابعة للخونج ممثلة بما تسمى قوات الأمن الخاصة واللواء 21 ميكا وكتيبة من قوات الطوارئ من جهة أخرى، وامتدت إلى أطراف المدينة، فيما شوهدت عشرات الأسر وهي تغادر مدينة عتق بعد حالة فزع عاشتها المدينة منذ اندلاع الاشتباكات.
كما شهدت مدارس المدينة والمحلات التجارية والأسواق إغلاقاً تاماً.
ولم ترد معلومات عن مصير الخونجي عبد ربه لعكب قائد ما تسمى القوات الخاصة الذي حوصر منزله مساء الأحد بالعربات والمدرعات.
وجاء التوتر إثر إصدار المرتزق عوض الوزير قرارا بإقالة لعكب وتعيين بديل عنه، الأمر الذي رفضه الأخير قائلا بأن «منصب قائد القوات الخاصة واستبداله يخضع لوزير الداخلية» وإنه في حال كان هناك توجيه من وزير الداخليه فسيقوم بالتسليم، حسب قوله.
إلى ذلك، ظهر المؤتمري جناح الإمارات المرتزق عوض العولقي، أمس، معزولا داخل غرفة، وسط أنباء تحدثت عن فراره من مدينة عتق، إثر المعارك الطاحنة التي شهدتها المدينة.
ونشر نجل العولقي صورة لوالده مرتديا “جعبة” وعليها كمية من القنابل ومخازن الرصاص وبجواره سلاح نوع “كلاشينكوف”، في ما يبدو أنها غرفة مهجورة يختبئ فيها، حيث يظهر فيها لوحده وأمامه هاتف ثابت وعدد من الجوالات، في حين لا يوجد معه أحد، مع أن من المفترض أن يظهر في غرفة عمليات وفي اجتماع طارئ مع القيادات «العسكرية والأمنية»، لا في غرفة مهجورة، أو من المفترض أن يظهر في الميدان وهو يقود أو يشرف على المعارك.
ويرى مراقبون أن الصورة التي حاول نجل ابن الوزير نفي الأنباء التي تحدثت عن فرار والده من عتق، تؤكد أن الأخير خارج المدينة التي يسيطر عليها خصومه.
ووفقا لتقارير وروايات محلية فإن الوضع الذي يشهد احتقانا في المحافظة النفطية انفجر فجرا عقب قيام الفصائل الموالية للإمارات بنصب كمين لقائد ما تسمى كتيبة الطوارئ في محور عتق المرتزق أحمد لشقم الباراسي، وهو الرجل الثاني في قيادة فصائل خونج التحالف بعد لعكب.
وقالت المصادر إن فصائل الإمارات قتلت لشقم وعددا من مرافقيه في المدخل الشرقي لعتق، بعد أن فشلت في عملية سابقة، ليقوم عناصره بمهاجمة المدخل والسيطرة عليه، لكن سرعان ما أخذ الوضع تغيرا دراماتيكيا للأحداث مع انضمام «القوات الخاصة» الذراع العسكرية للخونج إلى ساحة المواجهة، تلتها «قوات المحور والألوية الأخرى» المتمركزة في عتق والتي انضمت لدعم فصائل الخونج، مقابل انضمام فصيل المرتزق المحرمي «عمالقة» لدعم «دفاع شبوة» إلى جانب إرسال الاحتلال الإماراتي طائرات مسيرة لاستهداف الدبابات والمدافع.
وقالت مصادر مطلعة إن التكفيري أبوزرعة المحرمي استدعى وحدات مما تسمى قوات المهام الخاصة وممن وصفتهم بـ”الفدائيين” وهم التكفيريون الذين استخدمهم «القاعدة» خلال حروبه السابقة في اليمن وكان يطلق عليهم بالانغماسيين وتتمركز مهامهم حول اقتحام المواقع والتحصينات بعمليات انتحارية.
وأشارت إلى أن الخونج دفعوا بتعزيزات ضخمة من أبين إلى عتق تضم نحو 40 طقم ومدرعة، إضافة إلى مسلحين قبليين موالين لهم.
كما أعلنت فصائل الخونج في شقرة بمحافظة أبين، التعبئة العامة ورفع الجاهزية القتالية.
ويرى مراقبون أن حادثة مقتل لشقم لم تكن هي السبب في انفجار الوضع بين أدوات الاحتلال، بل جاء ذلك نتيجة الاحتقان الدائر إثر التغييرات التي يدفع بها تحالف ورئاسي الاحتلال لخلط الأوراق. فالمواجهات من حيث التوقيت تأتي في أعقاب إبلاغ الخونج مجلس المرتزق العليمي والتحالف رفضهم إقصاء عناصرهم، ورفع سقف مطالبهم بمنصب محافظ مأرب بعد أن صمتوا خلال الفترة الماضية على عمليات تغيير واسعة اجتثت الكثير من قياداتهم من السلطة، بدءا بإقالة العميل علي محسن وتقليم أظافره في الحكومة مع إقالة وزراء محسوبين عليه أبرزهم وزير الدفاع المرتزق محمد المقدشي.
ويشير المراقبون إلى أن معركة شبوة تعتبر بالنسبة للخونج بمثابة حياة أو موت فهزيمتهم هناك تعني انهيار منظومتهم العسكرية في الهضبة النفطية بحضرموت وطرد ما تبقى لهم من تواجد في المهرة ناهيك عما ينتظر قياداتهم من تغييرات في مأرب، على رأسهم المرتزق سلطان العرادة، وصولا إلى الإطاحة بهم مما يسمى محور تعز.
وتلك الأمور تعد بمثابة قطع دابر الخونج وقد تمهد لحظر نشاطهم في ظل الضعف الذي يعانون منه.