تقرير / لا ميديا -
تتسـارع إيقاعــات المشهد المتوتر في محافظة حضرموت المحتلة، وسط مؤشرات ترجح تنامي سيطرة فصائل الاحتلال الإماراتي على حساب فصائل الخونج. ومع ذلك ثمة خشية شديدة لدى انتقالي الإمارات من فقدان موقعه في كل عدن وحضرموت دفعة واحدة، ويبدو أن المحاولة الأخيرة له للبقاء هي في حشد كافة إمكانياته للسيطرة على مديريات الوادي في حضرموت وسحب البساط من تحت خونج التحالف الذين بدأت الرياض تتخلى عنهم إلى حد كبير.

دفعت فصائل الاحتلال الإماراتـي، أمس ، بتعزيزات عسكرية جديدة إلى تخوم مدينة سيئون بمحافظة حضرموت المحتلة.
جاء ذلك، تزامناً مع تنفيذ فصائل ما تسمى «المنطقة العسكرية الأولى» الموالية للخونج استعراضاً عسكرياً كبيراً في سيئون، في ظل استعدادات لخوض معركة فاصلة مع الفصائل الإماراتية.
وقالت مصادر قبلية إن وحدات مما تسمى الهبة الحضرمية والمجلس الانتقالي، الموالية للاحتلال الإماراتي، وصلت إلى مديرية تريم شرقي سيئون، تمهيداً لاستكمال تطويق المدينة، من الجهة الشرقية، مشيرةً إلى أنها بدأت باستحداث مواقع جديدة.
وسبق أن أرسلت فصائل الاحتلال الإماراتي مطلع الأسبوع، تعزيزات كبيرة إلى تريم، في أول اختراق للمناطق الشرقية المتاخمة للمدينة.
ويتوقع مراقبون أن يفجر تصاعد التحشيدات العسكرية المتبادلة بين أدوات الاحتلال، مواجهات مباشرة بين الخونج وانتقالي الإمارات خلال الأيام القليلة المقبلة.
وكشفت وثيقة انتقالية مدى مخاوف مرتزقة الإمارات من فقدان مواقعهم في كل من عدن وحضرموت.
وتضمنت المذكرة التي حملت توقيع من يسمى «أمين عام المجلس الانتقالي» إلى رئيس فرع المجلس في حضرموت مجموعة نقاط شدد المرتزق عيدروس الزبيدي على ضرورة تنفيذها في محافظة حضرموت، ومنها «تنفيذ الخطة (ب)» لكسر ما سماه «جناح المتربصين بإجهاض مشروع دولة الجنوب» و«التعبئة العامة في جميع محافظات الجنوب».
وشدد الزبيدي وفقا للمذكّرة، على إسناد قائد ما تسمى «الهبة الحضرمية» الموالي لـ«الانتقالي»، حسن الجابري، «ودعمه واستشارته في جميع الأنشطة الأمنية الخاصة والاجتماعية».
واختتمت المذكرة أن دويلة الإمارات تقف بقوة مع السيطرة على مديريات الوادي في حضرموت.
وخلال الأسبوع الماضي، اتسعت رقعة التحدي التي يجاهر بها انتقالي الإمارات في وادي حضرموت، حيث نفذ أتباعه المزيد من المسيرات المطالبة برحيل فصائل الخونج من وادي وصحراء حضرموت، قبل أن تعلن الفصائل الموالية للاحتلال الإماراتي تعزيز حضورها العسكري في منطقة جثمة، ما يؤذن باقتراب موعد المواجهة العسكرية بعد أشهر من التهديدات.
ويرى محللون سياسيون أن مسألة استمرار سيطرة الخونج على وادي حضرموت تمثل قضية حياة أو موت بالنسبة لهم، حيث يسيطرون على موارد النفط الهائلة التي يزخر بها وادي حضرموت، بينما يحتفظون بقوة هائلة من المقاتلين والعتاد العسكري بغرض إحكام السيطرة على وادي وصحراء حضرموت.
ورغم التلميحات التي يشير بها إعلام الاحتلال السعودي تجاه أبوظبي، بخصوص المناطق اليمنية المحتلة، إلى جانب ما قدمته دويلة الإمارات من «تنازلات» شكلية، بالتخلي عن رئيس «المجلس الانتقالي» المرتزق عيدروس الزبيدي، وعدم الاعتراض على التوجهات السعودية الرامية إلى الحد من سيطرة «الانتقالي» في عـــدن، عبر محاولة إعادة فصائل العميل طارق عفاش والتكفيريين إلى عـــدن، إلا أن إمــارات ابن زايد تبدي المزيد من الإصرار على اقتلاع الخونج من أهم معاقلهم في وادي حضرموت، وبما يوحي، بحسب مراقبين، أن هناك تسويات وانقلابا على التسويات بين الاحتلالين السعودي والإماراتي، فــي ما يخــــص ترتيب الوضع العسكري في عدن وحضرموت.
على أن سياسيين موالين للخونج حذروا الأخيرين من المراهنة على المواقف السعودية تجاههم، نظراً للذاكرة المثخنة بالخذلان التي تعرض لها الخونج على يد السعودية أثناء المواجهات مع الفصائل الإماراتية في عدن وسقطرى وشبوة وأبين.
وردا على التحركات التي يقوم بها مرتزقة الإمارات في وادي حضرموت وتحشيداتهم في المنطقة، نفذت عسكرية الخونج أمس  استعراضا عسكريا وصفته وسائل إعلام الخونج بغير المسبوق في الهضبة النفطية لحضرموت، الأمر الذي يؤكد أن الأوضاع ذاهبة إلى الانفجار بين أدوات الاحتلال.
كما استنفرت قوات تابعة لعسكرية الخونج كتائب لها في مناطق متفرقة من مديريات الوادي والصحراء، لمواجهة تصعيد انتقالي الإمارات، وزودت ما تسمى كتيبة المهام الخاصة والطوارئ التابعة لها بمدرعات ومصفحات وآليات ثقيلة.
وقالت مصادر مطلعة إن كتيبة المهام التي ينتمي أفرادها إلى حضرموت، انتشرت على مداخل مدينة سيئون، في حالة جاهزية قتالية قصوى.
وكان ضابط تابع للاحتلال السعودي ونائبه وصلا المحافظة كمنتدبين لإدارة الوضع هناك، تزامنا مع تصعيد «الانتقالي» واستمرار فصائله في استقدام تعزيزات عسكرية إلى مديريات الساحل، وتضييقها الخناق على مديريات الوادي استعدادا لمهاجمتها والسيطرة عليها.

تظاهرة في سيئون
إلى ذلك، شهدت مدينة سيئون، عصر اليوم، تظاهرة حاشدة نظمها الانتقالي للمطالبة بخروج فصائل الخونج من وادي حضرموت.
وانطلقت تظاهرة الانتقالي من وسط المدينة وطافت أرجاءها وسط مشاركة حاشدة من أبناء مديريات عدة بالوادي، رافعة أعلام الانفصال ودويلة الإمارات.