تقرير / لا ميديا -
دخل عدوان الإبادة الصهيوني على قطاع غزة، أمس، يومه الـ410، حيث واصلت قوات العدو الصهيوني ارتكاب المجازر ضد المدنيين، ما أسفر عن سقوط عشرات الشهداء والجرحى خلال الـ24 ساعة الماضية.
وقالت وزارة الصحة في غزة أمس إن الاحتلال اقترف ثلاث مجازر جديدة بحق السكان أسفرت عن 50 شهيدًا و110 إصابات، بينما لاتزال فرق الإسعاف والدفاع المدني تواجه صعوبة في الوصول إلى ضحايا تحت الأنقاض في بعض المناطق.
وأفادت وزارة الصحة بغزة بأن إجمالي عدد الشهداء منذ بداية العدوان في السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023، قد ارتفع إلى 53,972 شهيدًا، فيما بلغ عدد المصابين 104,008.
وفيما تستمر الهجمات الجوية الدموية على مناطق سكنية في شمال غزة، استمرت قوات الاحتلال بنسف المربعات السكنية، ما يعمق معاناة المدنيين الذين باتوا يعيشون في ظل ظروف قاسية. وقد تسببت الأمطار الغزيرة التي شهدها القطاع خلال الأيام الماضية في إغراق وتدمير خيام النازحين، خاصة في منطقة خان يونس، مما ضاعف من المعاناة الإنسانية.
وأغرقت الأمطار، أمس، خيام النازحين في وسط وجنوب قطاع غزة، بالإضافة لمراكز إيواء النازحين من شمال القطاع المحاصر في ملعب اليرموك، تزامنا مع منخفض جوي مستمر لأيام.
في غضون ذلك تواصل فصائل المقاومة الفلسطينية التصدي لقوات الاحتلال، وأعلنت سرايا القدس، الجناح العسكري لحركة «الجهاد الإسلامي»، أمس، سيطرتها على ثلاث طائرات بدون طيار للاحتلال خلال تنفيذها مهام استخبارية في سماء مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة.
كما قالت سرايا القدس إنها قصفت تجمعا لجنود وآليات الاحتلال بقذائف هاون عيار 60 ملم في محيط نادي خدمات جباليا وسط مخيم جباليا شمال القطاع.
بدورها كتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس تبنت قصفا استهدف قوات العدو الصهيوني في محور نتساريم بصواريخ 107 قصيرة المدى.
 
العدو وأدواته
ضمن جهود التصدي لجرائم الاحتلال التي يقترفها في قطاع غزة على كل المستويات، أعلنت وزارة الداخلية في قطاع غزة، أمس، مقتل 20 شخصا على الأقل من «عصابات لصوص شاحنات المساعدات» خلال عملية أمنية نفذتها الأجهزة الأمنية في مدينة رفح؛ وتأتي هذه العملية في وقت تشهد فيه غزة عمليات نهب للمساعدات الإنسانية، تتم بتخطيط من الاحتلال.
وقال مصدر في الوزارة، فضل عدم الكشف عن هويته، في تصريح لوكالة «فرانس برس»: «قتل أكثر من عشرين من عصابات لصوص شاحنات المساعدات في عملية أمنية نفذتها الأجهزة الأمنية بالتعاون مع لجان عشائرية».
وأشار إلى أن «الأجهزة الأمنية رصدت اتصالات بين عصابات اللصوص وقوات الاحتلال» التي اتهمها «بتغطية أعمال العصابات وتوجيه مهامها وتوفير غطاء أمني لها من قبل ضباط الشاباك (جهاز الأمن العام الإسرائيلي)».
وشدد على أن «الأجهزة الأمنية ستعاقب بيد من حديد كل من تورط في مساعدة عصابات اللصوص... العملية الأمنية اليوم لن تكون الأخيرة، وهي بداية عمل أمني موسع».
في السياق كشفت صحيفة «واشنطن بوست»، استنادًا إلى تصريحات مسؤولين في منظمات إغاثة ومذكرات داخلية للأمم المتحدة، عن عمليات نهب واسعة تنفذها عصابات منظمة تستهدف المساعدات الإنسانية المخصصة لقطاع غزة.
ونقلت الصحيفة عن مذكرة أممية داخلية أن هذه العصابات تعمل بحرية في مناطق تخضع لسيطرة قوات الاحتلال في قطاع غزة، وأنها تستفيد من تساهل إن لم يكن حماية من قوات الاحتلال المنتشرة في القطاع.
وأفاد عمال إغاثة وشركات نقل بأن العصابات المسلّحة قامت بقتل واختطاف سائقي شاحنات المساعدات في محيط معبر كرم أبو سالم، ما جعل عمليات النهب العائق الأكبر أمام توزيع المساعدات في الجزء الجنوبي من القطاع.
وأوضحت مذكرة داخلية للأمم المتحدة أن قائد إحدى العصابات أنشأ ما يشبه قاعدة عسكرية في منطقة خاضعة لنفوذ الاحتلال.
كما أشارت المنظمات إلى أن الاحتلال رفض مناشدات السماح للشرطة المدنية في غزة بحماية الشاحنات.
وعلى صلة، قالت وكالتان تابعتان للأمم المتحدة إن نحو 100 شاحنة محملة بالطعام تعرضت لعملية نهب باستخدام العنف يوم السبت الماضي، بعد دخولها إلى قطاع غزة، في واحدة من أسوأ الخسائر في العمل الإغاثي خلال العدوان على غزة، حيث يتفاقم الجوع.
وذكرت المسؤولة بالطوارئ في وكالة الأونروا، لويز ووتريدج، أن القافلة المحملة بالمواد الغذائية من الوكالة وبرنامج الأغذية العالمي تلقت أمرا من الاحتلال بالدخول عبر طريق غير معتاد من معبر كرم أبو سالم ما يؤكد احتمالية وجود تنسيق بين عصابات اللصوص وقوات الاحتلال.

3 شهداء في الضفة
ضمن الجريمة الصهيونية الواحدة والممتدة في عموم الأرض الفلسطينية استشهد وأصيب أمس، عدد من الفلسطينيين برصاص الاحتلال، في جنين بالضفة الغربية المحتلة.
وأفادت وسائل إعلام فلسطينية باستشهاد 3 شبان برصاص الاحتلال قرب قباطية خلال مواجهات مع قوات الاحتلال.
وفي تصديها لقوات الاحتلال فجرت المقاومة في جنين ومخيمها جرافات عسكرية خلال الاقتحام.
ودارت اشتباكات عنيفة بين مقاومين وقوات الاحتلال الخاصة في محيط المنزل المحاصر في قرية مثلث الشهداء جنوب جنين، ودفع الاحتلال بتعزيزات عسكرية باتجاه المنزل المحاصر الذي تم استهدافه بقذائف «إنيرجا».
وقالت سرايا القدس -كتيبة جنين في بيان مقتضب: «يواصل مقاتلونا التصدي لقوات العدو في محاور القتال عند أطراف المخيم وإمطارهم بزخات كثيفة من الرصاص والعبوات الناسفة محققين إصابات مؤكدة».
وأضاف البيان: «كما تمكن مقاتلونا من تفجير عدد من العبوات الناسفة المعدة مسبقاً بالجرافات العسكرية بمحور الساحة في مخيم جنين».
وأظهرت مقاطع فيديو على شبكات التواصل الاجتماعي تنفيذ جريمة إعدام ميداني، حيث أقدم أحد جنود الاحتلال على قتل فلسطيني جريح من مسافة صفر وإعدامه، بعد محاصرته بمنزل بين قباطية ومثلث الشهداء بجنين.
وقال شهود عيان إن جرافة عسكرية شوهدت وهي تحمل جثماني شابين والتنكيل بهما في محيط المنزل المحاصر، دون معرفة هويتيهما.
وحاصرت قوات الاحتلال منزلا في قرية مثلث الشهداء جنوب مدينة جنين وأطلقت قذائف «إنيرجا» و»ماتادور» باتجاهه.
وأفاد شهود عيان أيضا، بأن قوات الاحتلال أحرقت منزلا بالقرب من جامع الأنصار في المخيم واندلعت النار من داخله، وسط منع طواقم الدفاع المدني للوصول إليه وإخماد الحريق.
كما أصيب شاب برصاص قوات الاحتلال، خلال اقتحام مدينة جنين، والذي استمر لساعات.
في السياق, أعلن الهلال الأحمر الفلسطيني أنه تسلم جثماني شهيدين كان الاحتلال قد قتلهما يوم الجمعة الماضي واحتجزهما في منزل حتى أمس.