تقرير / لا ميديا -
خمسة عشر شهراً والعدو الصهيوني يطارد سكان قطاع غزة بالموت بكل أسلحته ويحيطهم بمسببات الموت والفناء من حصار وتجويع وتشريد في عدوان إبادة غير مسبوق في العصر الحديث.
وفي اليوم الـ462 من عدوان الإبادة على قطاع غزة استشهد وأُصيب العشرات، في قصف لقوات العدو الصهيوني على مناطق متفرقة في قطاع غزة، أمس.
وتركز القصف الصهيوني على مخيم البريج وسط غزة ومدينتَي خان يونس ورفح، جنوبي قطاع غزة ما أسفر عن استشهاد 21 شخصا خلال أقل من 12 ساعة، وفق وسائل إعلام فلسطينية.
وفي قصف استهدف تجمعا للنازحين في مخيم البريج، استشهد 5 أشخاص وأُصيب آخرون؛ كما قصفت مسيّرة صهيونية تجمعا لنازحين في مدينة خان يونس، ما أسفر عن استشهاد شخص وإصابة آخرين.
ويواصل الاحتلال عدوان الإبادة على قطاع غزة، برا وبحرا وجوا، منذ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023، ما أسفر عن استشهاد وفقدان 56.006 أشخاص، أغلبيتهم من النساء والأطفال، وإصابة 109,378 آخرين، في حصيلة غير نهائية، إذ لايزال آلاف الضحايا تحت الأنقاض وفي الطرقات، ولا تستطيع طواقم الإسعاف والإنقاذ الوصول إليهم.
في السياق ذاته، استشهد المصور الصحافي سائد نبهان جراء عدوان الاحتلال على مخيم النصيرات وسط القطاع ما يرفع عدد الشهداء الصحافيين إلى 204 على الأقل فيما يبقى عدد الصحافيين الجرحى والمفقودين بالعشرات.

المخفي من الجريمة!
في ذات الجريمة الصهيونية المفزعة بحق قطاع غزة وأهله أكدت دراسة بحثية نشرتها مجلة «لانسيت» الطبية الأوروبية، أمس، أن عدد الشهداء في قطاع غزة من جراء العدوان الصهيوني الوحشي قد يصل إلى أكثر من 65 ألف شهيد.
وبينت المجلة أنّ حصيلة الشهداء في غزة خلال الأشهر التسعة الأولى من العدوان، هي أعلى بنحو 40 بالمائة، مقارنة بأرقام وزارة الصحة في القطاع.
وحتى 30 حزيران/ يونيو من العام الماضي، أفادت وزارة الصحة في القطاع، بأنّ حصيلة الحرب بلغت 37.877 شهيدا.
وخلصت الدراسة الجديدة التي استندت إلى بيانات للوزارة، واستطلاع عبر الإنترنت وبيانات نعي على مواقع التواصل الاجتماعي، إلى تقديرات تفيد بأنّ حصيلة الوفيات جراء إصابات العدوان في غزة، تراوحت بين 55.298 و78.525 شهيدا في الفترة تلك.
وأقرب تقدير لحصيلة القتلى في الدراسة هو 64.260، ما يعني أنّها تزيد بنسبة 41% عن الأرقام التي نشرتها وزارة الصحة عن تلك الفترة.
وبحسب تقديرات مجموعة الباحثين في الدراسة، فإنّ 59 بالمائة من الشهداء هم من النساء والأطفال والمسنّين.
والعدد يقتصر على الإصابات جراء العدوان، أي لا يشمل الوفيات الناجمة عن عوامل أخرى مثل نقص الرعاية الصحية أو الغذاء، ولا الآلاف من المفقودين الذين يُعتقد أنّهم مدفونون تحت الركام.
وفي الدراسة استخدم الباحثون نهجا إحصائيا يسمى «capture-recapture»، سبق أن استخدم لتقدير عدد القتلى في نزاعات أخرى حول العالم.
واستند التحليل إلى بيانات من ثلاث قوائم مختلفة، الأولى وفّرتها وزارة الصحة في غزة للجثث التي تم التعرف عليها في المستشفيات أو المشارح.
وأُخذت القائمة الثانية من استطلاع عبر الإنترنت أطلقته وزارة الصحة، ويبلغ فيه فلسطينيون عن وفاة أقاربهم.
أما القائمة الثالثة، فاستندت إلى بيانات نعي نشرت على شبكات التواصل الاجتماعي على غرار «إكس» و«إنستغرام» و«فيسبوك» و«واتساب»، متى أمكن التحقق من هوية المتوفين.
وقالت المعدّة الرئيسية للدراسة، زينة جمال الدين، عالمة الأوبئة في كلية لندن للصحة والطب الاستوائي، في تصريح: «أبقينا فقط في التحليل على أولئك الذين أكّد وفاتهم أقرباؤهم أو مشارح أو مستشفيات».
وأضافت جمال الدين: «بعدها، نظرنا إلى التداخل بين القوائم الثلاث، وبناء على التداخل، يمكنك الحصول على تقدير إجمالي للسكان الذين قتلوا»، بحسب ما نقلت عنها وكالة «فرانس برس».
ويقول مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا)، إنه يُعتقد أنّ نحو عشرة آلاف مفقود من الغزيين مدفونون تحت الركام.
ويضيف المكتب: يمكن للحرب أيضا أن تتسبب بطرق غير مباشرة بخسائر في الأرواح، بما في ذلك نقص الرعاية الصحية أو الغذاء أو المياه أو الصرف الصحي أو تفشي الأمراض. وكل هذه العوامل يعاني منها قطاع غزة منذ تشرين الأول/ أكتوبر 2023.
وفي رسالة مثيرة للجدل، نشرت في مجلة «لانسيت» في تموز/ يوليو، استندت مجموعة أخرى من الباحثين لمعدل الوفيات غير المباشرة المسجّل في نزاعات أخرى للإشارة إلى أن حصيلة القتلى في غزة يمكن أن تقدّر بـ186 ألفا في نهاية المطاف.

إبادة شمال غزة... إبادة أسرى الاحتلال
بقاء في تداعيات عدوان الإبادة الوحشي والغاشم على قطاع غزة قال قيادي بكتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس إن معظم أسرى العدو الصهيوني بنطاق لواء شمال غزة باتوا في عداد المفقودين بسبب العدوان الصهيوني المدمر على تلك المنطقة.
وقال القيادي في تصريحات لقناة الجزيرة إن المقاومة حذرت مرارا وتكرارا من الوصول إلى هذه النتيجة بسبب عمليات الاحتلال العدوانية والغاشمة.
وأضاف القيادي: «نتنياهو وجيشه يصرون على الهروب من هذا الملف بطريقتهم الخاصة، ونحمل من جديد حكومة العدو وجيشه المسؤولية الكاملة عن حياة ومصير أسراهم».
على الصعيد السياسي قال القيادي في حركة حماس أسامة حمدان إن المقاومة أسقطت مخططات الاحتلال لتصفية القضية الفلسطينية مؤكدا أن الحل الوحيد للقضية الفلسطينية هو إنهاء الاحتلال بالكامل.
وأكد حمدان في تصريحات صحافية أن أي اتفاق في غزة يجب أن يتضمن وقفًا للعدوان والانسحاب الكامل من القطاع.
وأضاف: سنواصل الكفاح حتى نحرر أرضنا ونقيم الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس.
ودعا المجتمع الدولي الى الضغط على الاحتلال للالتزام بما تم التوافق عليه في المفاوضات.

ماذا يفعل دنبوع رام الله؟
في ذات الشأن الفلسطيني وفي إطار حرب العدو الصهيوني على المقاومة الفلسطينية في كل أنحاء فلسطين بوسائل خبيثة، قالت حركة حماس إن استمرار أجهزة سلطة محمود عباس في حملتها الأمنية العدوانية على المقاومة بمخيم جنين، وإيغالها في الدم الفلسطيني، وما تقوم به من عمليات إعدام وقتل راح ضحيتها 19 شهيداً، ينذر بعواقب وخيمة على المشهد الوطني والمجتمعي الفلسطيني.
وقالت حماس في بيان: نحذر من تجاهل السلطة التام لكافة النداءات الوطنية والشعبية، والمطالبات الحقوقية بوقف ملاحقة أبناء شعبنا والكف عن ارتكاب ممارساتها القمعية التي لا تخدم سوى الاحتلال.
وأضافت: ندعو كافة مكونات مجتمعنا في الضفة الغربية للتدخل الفوري لإيقاف نزيف الدم الذي ترتكبه أجهزة السلطة، وممارسة أقصى وسائل الضغط لمنع ارتكاب المزيد من الجرائم والانتهاكات بحق الشعب الفلسطيني ومقاومته الباسلة.