بينهم نائب قائد الفرقة 252 وقائد كتيبة .. الاحتلال يعترف بإصابة 9 من عناصره بكمين في الشجاعية
- تم النشر بواسطة لا ميديا

تقرير / لا ميديا -
في غزة تظل جذوة المقاومة مشتعلة، تقض مضاجع المحتل، وتكسر وهم التفوق العسكري الذي يتكئ عليه. في زمنٍ تتكدس فيه جثث الأبرياء تحت الركام، وتئنّ الأرض من وطأة القصف والحصار، يبرز مشهد مغاير يوقظ الوعي ويبعث الأمل: جنود الاحتلال يتساقطون، والقيادات العسكرية تتلقى الضربات في قلب ميدان الاشتباك.
ما بين شهقات الجوع في غزة، وصدى الانفجارات في حي الشجاعية، ترسم القضية الفلسطينية سطورها من جديد، سطورًا مكتوبة بالدم والصبر، وبالإصرار الذي لا يلين.
في هذا التقرير نرصد أبرز مشاهد ملحمة طوفان الأقصى المستمرة خلال الـ24 ساعة الماضية: من خسائر الاحتلال المتتالية وما يقوم به من جرائم بحق المدنيين في غزة والضفة الغربية.
في أبرز عمليات المقاومة يوم أمس، انفجرت عبوة ناسفة في حي الشجاعية شمالي القطاع، أوقعت تسعة إصابات في صفوف ضباط وجنود الاحتلال، بينهم ضابطان برتبة عقيد ومقدّم، أحدهما نائب قائد الفرقة 252 والآخر قائد الكتيبة 6310، وهو ما يعكس حجم المفاجآت التي لاتزال تنتظر قوات العدو الصهيوني في ميدان غزة.
الحادثة وقعت أثناء عملية تمشيط عسكرية، وكانت جزءًا من عمليات ما يسمى «لواء القدس» الصهيوني، لتؤكد مجددًا أن المقاومة لاتزال فاعلة، وأن غزة -رغم الخراب والدمار والمجازر- لم تنكسر ولم ترفع راية الاستسلام. الانفجار ليس مجرد حادث ميداني عابر، بل رسالة استراتيجية تقول بأن الاحتلال، مهما طال بقاؤه، لن يهنأ بأمن ولا استقرار، وأن الكلفة البشرية والعسكرية لاتزال تتصاعد.
مجازر يومية ودماء لا تتوقف في غزة
على الجانب الآخر من هذه المعركة غير المتكافئة، تستمر آلة الجريمة الصهيونية في قصف المدنيين الفلسطينيين بلا هوادة. في الساعات الأربع والعشرين الماضية فقط، استشهد 23 فلسطينيًا وأصيب 124 آخرون، معظمهم من الأطفال والنساء، لترتفع الحصيلة المروعة إلى أكثر من 52,800 شهيد منذ بدء العدوان في 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023، بينهم أكثر من 2,700 شهيد سقطوا بعد استئناف العدوان في 18 آذار/ مارس الماضي.
القتل اليومي بات عادة عسكرية لدى الاحتلال، لا يفرق بين هدف عسكري أو مدني، وبين مقاتل أو طفل رضيع. ومع كل صاروخ يسقط على بيت في غزة، تُطوى صفحة من حياة، ويُضاف اسم جديد إلى قائمة طويلة من الشهداء الذين لم يعرفوا من العالم سوى وعوده الكاذبة وصمته الجبان.
الجوع... الموت الصامت
لكن الموت في غزة لم يعد يأتي فقط من السماء، بل من الأرض أيضًا. الموت هنا صامت، بطيء، يحل على من تبقّى من الشيوخ والمرضى الذين حاصرتهم المجاعة وأغلق الاحتلال في وجوههم كل أبواب الحياة. خلال أسبوع واحد فقط، قضى 14 مسنًا جوعًا في ظل الحصار الصهيوني القاتل، حسب توثيق المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان.
حالات الوفاة هذه ليست قضاءً وقدرًا، بل نمط ممنهج من القتل البطيء، وهو جريمة مكتملة الأركان وفق القانون الدولي الإنساني. كبار السن يموتون من فقر الدم، انعدام الغذاء، ومن غياب الرعاية الصحية، بينما العالم يقف متفرجًا أمام «موجة موت» تحصد أرواحهم دون صخب.
المساعدات الدولية، رغم الحديث عنها، لاتزال رهينة المناورات السياسية. فالآلية «الإسرائيلية» -الأمريكية لتوزيعها ليست إلا وسيلة جديدة لإطالة أمد الإبادة والحصار وتجويع السكان، بحسب المرصد ذاته، الذي أكد أن الكارثة الإنسانية تجاوزت حدود التحمل، ولم تعد تقتصر على الفئات الضعيفة، بل شملت كافة شرائح المجتمع الغزي.
مقطع جديد صادم لأسرى العدو
في ظل هذا المشهد الدموي، تخرج كتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس بفيديو جديد يُظهر أسيرين للعدو الصهيوني على قيد الحياة، أحدهما وصف زميله بأنه في حالة صحية ونفسية سيئة، مطالبًا حكومة الكيان بوقف «الحرب» وإطلاق سراحهم.
وتوجّه أحد الأسرى إلى حكومة المجرم بنيامين نتنياهو، قائلاً: «ماذا تنتظرون؟ مصيرنا في أيديكم»، ومستعجباً: «هل جننتم.. لماذا لم توقفوا الحرب حتى الآن». ووجّه أيضاً كلاماً إلى الداخل الإسرائيلي، إذ قال: «حتى اللحظة بقي بعض الأسرى على قيد الحياة وإذا أردتم معرفة عدد الأسرى بكل بساطة اسألوا سارة نتنياهو لأنها تعرف ما لا تعرفونه».
وحوّل حديثه إلى سارة نتنياهو، مُتسائلاً: «كم عدد الأسرى الذين تريدين أن يموتوا لكي نعود إلى منازلنا؟».
هذا الفيديو من القسام، في هذا التوقيت، يحمل رسالة واضحة: المقاومة لاتزال تملك أوراق قوة، منها ورقة الأسرى التي تؤرق قادة الاحتلال وتجعلهم في مأزق داخلي أمام عائلات الجنود الأسرى.
الضفة الغربية.. الأرض تغلي والمقاومة مستمرة
أما في الضفة الغربية، فالوضع لا يقل اشتعالًا. الاحتلال يواصل عدوانه عبر الاقتحامات اليومية والمداهمات المسلحة، خاصة في طولكرم ومخيم نور شمس، الذي يعيش تحت حصار عسكري خانق منذ أكثر من 90 يومًا. خلال الأسبوع الماضي فقط، هدم الاحتلال 15 مبنى، ودمّر أكثر من 400 منزل بشكل كلي، وأجبر أكثر من 25 ألف مواطن على النزوح القسري. أزقة المخيمات تحولت إلى مناطق أشباح، محاطة بالسواتر الترابية، وخالية من الحياة.
في بيتونيا، غرب رام الله، اعتقل الاحتلال سبعة شبان، بينما أُصيب شاب آخر في قرية النبي صالح برصاص مباشر، في سياق تصعيد يستهدف كسر إرادة الشعب الفلسطيني في الضفة كما في غزة، لكن المقاومة، بكل أشكالها، لاتزال حاضرة.
المصدر لا ميديا