شعلة نور لن تأفل
 

زياد السالمي

زياد السالمي / لا ميديا -
كملاذ آمن من الألم. كوشاح على جسد اليمنيين ارتدوه بعدما حاصرهم عري الواقع المستلقي بفتنته اللعينة على محطات آمالهم يثبط ويحبط تطلعاتهم...
إنها ثورة الـ21 من أيلول/ سبتمبر. مهما تناهشتها أنياب العدوان الحادة كخناجر غدر المرتزقة والعملاء المغروزة على ظهر الوطن، تظل بكل فخر شعلة نور لن تأفل، وجذوة طموح لن تنطفئ، وسحنة شعب أنعم وأجل وأكرم على العالم بالصبر على هذه المكاره إنعام رمل سهوله وجلالة أنفة جباله وكرم جداوله على النهر والبحر.
هذه ثورة الـ21 من أيلول/ سبتمبر، دمنا الذي ينساب في كل معركة عزة وشموخا وولاء ونخوة وشهامة ومروءة... ثورة التضحية وحقيقة الانسلاخ من جسد النظام العالمي المظلم. صبحنا المشرق من أضرحة الشهداء نحو كل الجهات بالحرية. كتاب الحياة وسبيل النجاة وديدن المحاولة.
في زمن هيأ متكأ التسلية لمثيل له، فطلع يمن الـ21 من أيلول/ سبتمبر ككوكب دري خطف الأبصار سناه. كنشيد مجد هادر الرعد صعقت الأسماع من وقعه. كبيان نهج أخرس الألسن فعله.
إذ لم يسعها أي شيء، وسعها اليمن وصار لها قلبا نابضا بالدفء والتضحية والحماية والوفاء. يمن تعوّد على الانبعاث من رماده، وعلى حفر مقابر غزاته في كل محطة من محطات التاريخ، كما تعود على الوثوب في وجه العدو، مهما أنهكته المؤامرة، ببأس تبعي وكر حيدري أرهق الرائي والمتابع، فيا حراه بحال عدوه!
ثورة تتكلم من الحدث الجلي الذي فيه تدرك أن المعركة هي وثوب الخير كله للشر كله، كالأمس حين وثب الدين كله للشرك كله.
ملامح آت ترسمه الألوان الخضراء، وتخيطه مكينة البسطاء والمستضعفين من جلود أبنائها ثياب أهل الجنة، فغدت لوحة خير ونماء، دلالة عطاء الأسخياء الكرماء.
وطن باق في كل حي وكل ذرة حياة، غلبت أكوام الهلاميين والمجسمين بالعنصرية والفناء.
له الـ21 روحاً وترويحاً وحمداً وتسبيحاً في ملكوت الواحد الفرد الصمد أذكت في الذوات والمادة حياتها لنطيب آدمية ونفيض نورا ونمكث خيرا في صفحة التاريخ، كما هي له مثال الإنسانية الحقة التي بصلابة عزمها حطمت أكوار التكلس والانزواء تحت كنف الأنظمة العدمية والآلات الرقمية.
فيه ضم اليمن يده إلى جناحه الحق لحظة مواجهة فرعونية الباطل العنيف المتسلط الجائر، لتخرج بيضاء الفعل من غير سوء، فزال الرعب عنه من هول إمكانية العدو، وطاب آنئذ العلو في سماوات الكرامة حتى طاول الفرقدين. وكأن رجع الصدى المنبعث من أقدام المجاهدين الحفاة السراة، قد ردد بعده كل شبر من سهل وجبل:
وطني وأنت المجد لن نترددا
عن رفع ذكرك في السماء مجددا!

أترك تعليقاً

التعليقات