مـقـالات - طاهر علوان

المثقف والثورة

طاهر علوان الزريقي / لا ميديا - المثقف الوطني لا يمكن أن يكون سلبياً وهامشياً تجاه الثورة ومنجزاتها، تجاه الأحداث الدرامية الدموية الأشد رعباً ومأساوية، تجاه قضايا المجتمع وهمومه ومعاناته ونكباته، تجاه التحولات والظواهر الكبرى التي يشهدها العالم، والتي تترك بصماتها العميقة على وعيه ووجدانه، وتشكل مواقفه واتجاهاته ودعمه لكل ما هو إيجابي ووطني وإنساني، ودعمه للثورة وانعطافاتها التاريخية وشراسة الصراعات على كافة الأصعدة، سياسياً واقتصادياً وثقافياً دعماً لا يقبل اللبس، ولا يحتاج إلى شفيع من الغموض أو التردد أو اللعب في المنطقة الرمادية بين الأبيض والأسود، أرضية الصراع وأدواته ولغته، وعلاماته الفارقة بين تداخل الخطوط والوجوه واضحة، ولا تقبل الالتباس ولا الرهان على أولئك (النخبويين) المنتمين إلى شتى فوائض الطبقات، فمازالوا يشخصون مترددين ومتلعثمين، سلبيين وممزقين، فالرهان عليهم يماثل الرهان على العقارب....

قتلت الطفولة والبراءة

طاهر الزريقي / لا ميديا - على مدى تاريخهم الأسود الإجرامي شريط مروع من قتل الأطفال والملامح البريئة، والتي اغتيلت في مهدها، صرخات ألم واستغاثة لا يمكن أن تنتزع من الذاكرة الإنسانية، أكوام من جثث الأطفال الممزقة ومزيج من الدخان، والدماء، والأثواب والعباءات المدرسية، واختلط الدم بوحل الشوارع، ودموع لا تجرؤ يد على الاقتراب من لهيبها لتمسحها، وحمامات دم راح ضحيتها عشرات من الأطفال دون ذنب واحد اقترفوه، سوى أنهم حملوا رغماً عنهم ميراثاً بغيضاً وثقيلاً من الكراهية وعنف الأيديولوجيات العقيمة. مجزرة جديدة مروعة ارتكبها العدوان في حي سكني في سعوان، استهدفت مدارس الأطفال، جرائم يرتكبها العدوان بدمٍ بارد يومياً ضد الأطفال والشيوخ والنساء دون تميي...

حتمية التغيير

طاهر الزريقي / لا ميديا - نحن في أمس الحاجة إلى خطاب جديد حول الإصلاح الإداري والتغيير الوزاري، بحاجة إلى سياسة أكثر حزماً وحسماً ومصداقية لكي نتمكن من مواجهات التحديات المصيرية، والتي تطرح نفسها على الأوضاع الداخلية وتسبب الأزمات والاختناقات المتلاحقة نتيجة العدوان الكوني الظالم، وأيضاً لعدم وجود حلول جذرية من حكومة الإنقاذ. الحاجة ملحة وضرورية في آن واحد لخطورة وتعدد الحصارات السياسية، والاقتصادية، والثقافية، حصارات بنيوية ليس الهدف منها تكييفنا أو ترويضنا، بل تفكيك دولتنا ومجتمعنا والحيلولة بينهما وبين الخروج من وضع يقيدهما ويحد من قدرتهما على الاستمرار والصمود والتصدي للعدوان. حصارات ليست مرحلية أو تكتيكية أو جزئية، بل ترمي إلى أهداف وسقوف عالية يحظر علينا تجاوزها أو حتى الاقتراب منها، تعمل بإصرار ممنهج لتدمير إمكانياتنا المادية والروحية، ومنع خروجنا من آسار الهيمنة الأمريكية. حصارات سياسية، واقتصادية، وثقافية تريد إخراجنا بضربة واحدة أو بالتقسيط من عالم الحرية، والحداثة، إلى عالم العبودية، والتبعية، والمذلة، كما أخرجت من قبل مملكة الشر السعودية والإمارات...

مهانة الأعراب وأزلامهم

طاهر الزريقي / لا ميديا - للشعب اليمني خصوصياته حتى في صموده ونضاله الدؤوب، من أجل حريته وسيادته وكرامته، والتخلص من السيطرة الأجنبية والاضطهاد والاستغلال، حيث تهاوت تحت ضربات أكفه قلاع الطغيان، والفردية، والوصاية، وتقزمت دونه حقب القهر والتمزق والعذابات، وتكسرت هشة كل محاولات تحالف العدوان الكوني للتصدي لإرادته وحقه في صياغة مستقبله وفق ما يحقق أحلامه وآماله في التوحد وامتلاك قراره السيادي، بصموده الأسطوري وانتصاراته خلال السنوات الأربع الماضية، وملاحم بطولات رجال الرجال التي تتضاءل دونها المعجزات، وتنكمش منحسرة خرافات المستحيل...

أقواس النصر

طاهر الزريقي / لا ميديا - صمود شعبنا، وانتصاراته، أسقطت الاعتقاد الخاطئ بأن أمريكا هي التي تحدد مصير الشعوب والثورات، وأن بإمكانها اعتقال الثورات التي هي في طور الخروج عن إرادتها. هدف أمريكا من العدوان على اليمن إخضاع ثورة أيلول للإرادة الأمريكية والسيطرة على قرارها السيادي، حيث عبأت دول الاستعمار الامبريالي بأكمله، وفرضت على أدواتها في المنطقة لحصر مجهودها، وسلاحها، واقتصادها، ومالها، وحقدها الدفين مرة واحدة، ودفعة واحدة، كي لا تستجمع ثورة أيلول أنفاسها، ولكي لا تدع لأفكارها فرصة الانتشار، واتهمتها بالتوحش والتخلف والإرهاب، وغالباً ما تعتمد واشنطن ربط تلك الاتهامات بدول اختارت طريق التحرير والنضال كالثورة الكوبية وفنزويلا وإيران، لأن تلك الشعوب أرادت أن تستعيد حقوقها في الأرض كما في الاستقلال، في الاقتصاد كما في السياسة، في الحرية كما في العقيدة، لا أكثر ولا أقل. صمود شعبنا وانتصاراته كشفت الوجه القبيح والبشع للنظام السياسي الأمريكي وأدواته في المنطقة، الساعي للتحكم في مقادير الشعوب، ومستقبل الأمم، والهيمنة على حضارتها وثقافتها، واستخدام شعوب العالم كرهائن لقوانين النظام العالمي الذي تقوده أمريكا...