مـقـالات - طاهر علوان

أقواس الهزيمة

الانتماء التاريخي والجغرافي لمملكة الشر السعودية، والمصالح الاقتصادية، والاجتماعية، والسياسية، لا يفترضان علاقات حسن جوار وحسب، بل تعاوناً، وتقارباً، وتفاعلاً، اجتماعياً واقتصادياً وسياسياً واسعاً مع اليمن، لكن المسار الذي اختطته مملكة الشر السعودية كان مغايراً تماماً لهذا الافتراض في العديد من المحاور والمحطات منذ تأسيسها، سواء في ما يتصل بالتحالفات الإقليمية والدولية، وخاصة الصراع العربي الصهيوني، أو بالقضايا والمسائل المشتركة، وعلى الرغم من ذلك فإن مثل هذه القضايا والمسائل والمواقف، وخاصة بعد ثورة أيلول، ما كانت لتصل بالأمور إلى حد العدوان البائس والعاجز حتى عن القيام بدوره الوظيفي العدواني المخطط له من قبل أمريكا. ...

أنظمة في عنق الزجاجة

طاهر علوان الزريقي / لا ميديا - لا بد من وضع النقاط على الحروف، وتسمية الخنازير بأسمائها، بدون ذلك لا يمكن الوصول إلى جماجم الطغاة والعملاء والخونة وكل الناطقين باسمها، وبالتالي إعادة الاعتبار لهذه الأمة التي ضحكت من خنوعها واستسلامها وتجزئتها وجهلها بقية الأمم، بفعل تآمر تلك الأنظمة والتي توجت مؤخراً وبشكل أكثر إذلالاً وانحطاطاً وبشاعة جريمة القرن والخيانة (القومية) بمشاركتها في مؤتمر وارسو، والذي يفضح بقسوة أولئك الذين يجلسون في أحضان نتنياهو ويدعون أنهم يمثلون "الشرعية" اليمنية. مؤتمر وارسو يعمل على تصفية القضية الفلسطينية بعد مسلسلات من التطبيع والتنازلات، وبشاعة البدايات الأولى لاتفاقيات الاستسلام التي دشنتها "كامب ديفيد" ودعمتها "أوسلو" ورفدتها اتفاقية "وادي عربة"، اتفاقيات سهلت للراعي الأمريكي تحقيق أهدافه، وسقوط تلك الأنظمة في هاوية الخضوع والاستسلام، سقوط تتحمل مسؤوليته مملكة الشر السعودية والدول الخليجية والزعماء الذين لا يشق لهم غبار في عملية التفريط بالأرض والانسان أو الخيانة والاستسلام للعدو الأمريكي، والذي من مستلزمات أهدافه ومصالحه عجن المنطقة ليصنع منها منطقة متكاملة أمنياً وسياسياً واقتصادياً، بمكوناتها المختلفة وتعمل بتناسق وتناغم تحت قيادة المايسترو الأمريكي،...

إيران الربيع الدائم (2)

طاهر علوان الزريقي / لا ميديا - السينما وولاية الفقيه في ظل ولاية الفقيه وتوجهات الثورة الاسلامية، استطاعت إيران أن تقتحم السينما العالمية، كاسرة كل الحواجز والعوائق التي لم تكن في صالحها (الحرب العراقية - الإيرانية، والمؤامرات الخارجية، والحصار)، وملأت الكرة الأرضية بأعمالها المتفوقة والناجحة. وأصبحت تلك النجاحات مصدر فخر لإيران، واستطاعت الثورة الإسلامية أن تصنع سينما خاصة بها وبثقافتها تضاهي السينما العالمية، وأيضاً التفوق عليها في أحيان كثيرة، وتمكُن السينمائيون في إيران من صناعة سينما بنكهة إيرانية خالصة ساعدتها في الوصول إلى العالمية وحصد العديد من الجوائز العالمية ومن أرقى المهرجانات: مهرجان كان، مهرجان لوكارنو، مهرجان البندقية، مهرجان القارات الثلاث، وغيرها من المهرجانات العالمية، وحصلت أفلام إيرانية عديدة على جوائز دولية، مثل السعفة الذهبية من مهرجان كان الدولي لفيلم "طعم الكرز"، وجائزة الأوسكار لأفضل فلم أجنبي عام 2012م لفيلم "البائع"، وجائزة الأوسكار للمرة الثانية لفيلم "الانفصال" والذي نال 30 جائزة من مهرجانات أخرى. ...

إيران الربيع الدائم (1)

طاهر علوان الزريقي / لا ميديا - الثورة الإيرانية الحاسمة، والصائبة، والتي اخترقت سقف التوازنات الدولية، وكسرت المعادلات السياسية الإقليمية بقلب الطاولة وتغيير خريطة المنظومة الإقليمية المتفق عليها دولياً، ثورة مختلفة وأشد تأثيراً في منطقة استراتيجية وحساسة على المستويات الدولية، والتوازنات الإقليمية، والتأثيرات الأمنية والسياسية المتبادلة في إطار المعاهدات والمواثيق الموروثة والمستجدة في تركيبات المنطقة وخريطتها الجغرافية. الثورة الإسلامية الإيرانية زعزعت ثقة الدول الإمبريالية الاستعمارية بكل مسلماتها السابقة، القائمة على استمرار استغلالها لثروات الشعوب المستضعفة دون مقاومة، لذا بدأت تلك الدول الاستعمارية تحيك مؤامراتها واتصالاتها من واشنطن إلى لندن إلى باريس إلى بون، حتى تلك الأنظمة الكرتونية الهامشية الخليجية والسعودية، في محاولة للنيل من الثورة الإيرانية. الدول الكبرى أدركت قبل غيرها التأثير المطلق لهذه الثورة، وأدركت معانيها، وأهدافها،...

المثقف والثورة (2)

طاهر علوان الزريقي / لا ميديا -- المثقف الوطني هو امتداد لملايين المضطهدين أصحاب القضية الوطنية العادلة، والمشروع المقاوم للاستعمار والرجعية يعمل بصدق ووعي وتفانٍ لإنجاح وانتصار المشروع السياسي المجتمعي الخاص بالكتلة التاريخية المشكلة من الفلاحين والعمال، يقف معهم في الوطن الواحد والخندق الواحد يدافع عن حقوقهم المشروعة ومرتبط بهمومهم اليومية المليئة بالتضحيات وبالموت وبالدم وبالدمار، مقابل المثقف التقليدي الذي يوظف أدواته الثقافية ووعيه لخدمة واستمرار الهيمنة الاستعمارية. المثقف الوطني لم يكن في يوم من الأيام يتعامل مع السلطة القمعية، يأكل من مطابخها ويقمع بسيفها ويدور في فلكها، يتهافت في خدمة مصالحها الثقافية وإدارة مؤسساتها القمعية، والانضواء تحت لافتاتها، والذوبان في توجهاتها وسياستها، والركض الأعرج خلف حصان السلطة والتنافس غير الحميد للفوز بمكان ولو صغير على ظهره الجامح أو التدلي على جانبيه ولو قليلاً....