أصالة الكلاب ونذالة المرتزقة!
 

رشيد البروي

رشيد البروي / لا ميديا -
أي لعنة حلت على 17 ألف كلب حتى تلاقي حتفها قتلا في صنعاء، أي خطيئة وجودية ارتكبها آباء تلك الكلاب حتى تخلف كل هذا الكم الهائل من الضحايا في هذا البلد غير الرحيم وغير المراعي لحرمة الآخرين! 
لم يدركوا أن هذهِ الكلاب مثلها مثل أي مواطن يمني يعيش تحت وطأة الحصار، فبوجودها صبرت وصمدت وواجهت وتصدت لقوى العدوان طوال 8 أعوام، تحملت الحصار الخارجي والجوع الداخلي، خاضت معارك القهر والغلب والمعاناة والبهذلة، تحملت قساوة الحياة ومرارة الإهانة، تجرعت ما تجرعهُ المواطن من انعدام للغاز والنفط وغلاء المعيشة وارتفاع أسعار العظام والمواشي والدجاج، تقبلت توبيخ الجزارين بكل روح رياضية وسعة صدر، على الأقل لم تفر باحثةً عن بقايا فضلات الخليج! 
كان لها موقف أشرف وأعظم وأكبر وأنظف وأرفع من مواقف المرتزقة الذين سال لعابهم خلف فتات المال المُغمس بالذلِ والإهانة المسعودة، كانت دمثة الأخلاق، نبيلة المكارم، أصيلة السلالة، حسنة السيرة والسلوك! 
أي وجعٍ وأي حزنٍ يعتريني ندماً عليها إذا ما قارنتها بأولئك الارتزاقيين، أي فجيعة سقطت على صنعاء بهذا الخبر المفزع وهذه المأساة الكبرى! 
عزائي لأصدقائي الكلاب في كل حارة وشارع وبيت ومدرسة ومؤسسة.. ولا نامت أعين الأوغاد!.

أترك تعليقاً

التعليقات