طماطم «مجنونة»!
 

رشيد البروي

رشيد البروي / لا ميديا -
ويأتي لك أقرب متفقعس ليقول: شجرة القات والله دمرت اليمن ويجب علينا الحد من زراعتها.. يا عمي شجرة القات تنتشر لأن السلة الطماطم سعرها اليوم 1000 ريال في وقت سعر الزبادي 350 ريالاً، أليست هذه كارثة، أليست هذه كفيلة بأن يُزرع اليمن كله قات؟!
الطماط عند المزارعين اليمنيين يعتبر ثاني منتج بعد شجرة القات من حيث عائدات أرباحه وكمية استهلاكه في الأسواق، ومع هذا تأتي أشهر في السنة، ينزل سعر الطماط إلى الحد الذي هو عليه اليوم 1000 ريال للسلة الواحدة، وهنا يضطر المزارع للإقلاع عن زراعته ليبحث عن شجرة القات ويعمل على غرسها كون عائداتها كبيرة ومجهودها قليلاً..!
المزارع اليمني لا يحتاج من الدولة أن تعطيه حراثة أو مشتل نباتات أو بذوراً محسنة أو مبيدات وأسمدة، المزارع بحاجة لمن يحتويه أيام رخص سلعته في السوق فقط، فالخسارة التي يخسرها طول فترة زراعة الطماط من ماء وديزل وسموم ومبيدات وعمال و.. و.. و.. إلخ، يجب أن يلاقيها على الأقل أثناء رخص السلعة في الأسواق، ومن هنا يأتي دور الدولة، فالدولة مسؤولة عن توفير مصانع تحتوي البضاعات البائرة والعمل على تحويلها إلى (صلصة، وشطة، وكاتشب و.. و..). ولو توفرت هذه المصانع لما تخوف المزارع من زراعة أي شيء، ولكنا قد استغنينا من الصلصة الصيني والكاتشب السعودي..!
بين هذا وذاك هناك أسئلة تحتاج إلى إجابات، من ضمن هذه الأسئلة: لماذا لا نمتلك مصانع خاصة بالصلصة وأخواتها؟! لماذا تعثر نظام علي عفاش الذي حكم 33 عاماً عن عمل مصنع وحيد خاص بالصلصة على الأقل؟!
ولماذا كل الطباخين في مؤسسات الدولة خصوصا المؤسسة العسكرية يتعاملون مع الصلصة الصيني العائلي ويستغنون عن الطماط الصعدي والعمراني والذماري؟!

أترك تعليقاً

التعليقات