أينعت «إسرائيل» وحان قطافها
 

محمد محسن الجوهري

محمد محسن الجوهري / لا ميديا -
لا بد أن تنتهي «إسرائيل» وينتهي طغيانها؛ فهذه سنة الله في الأرض. وسينتهي بانتهائها الكثير من الأنظمة والجماعات السياسية التي أنشأها اليهود لحماية ظهر «إسرائيل»، كما هو حال أغلب الأنظمة العربية التي تدافع عن «إسرائيل» مقابل بقائها في السلطة، ولو على حساب الثوابت الدينية والأخلاقية.
إلا أن ذلك لن يحول دون زوال الكيان المؤقت. وما نراه من صمود أسطوري للشعب الفلسطيني على أرض غزة ليس إلا علامة من علامات النصر الإلهي، ومؤشراً إلى هزيمة العدو، رغم فارق الإمكانيات المادية بين الطرفين، وما يمتلكه العدو من ترسانة قتلٍ ضخمة، وحماية سياسية تمنع عنه المحاسبة.
وقد استطاع المقاتل الفلسطيني أن يقلب موازين القوى بما تيسر له من إمكانيات يسيرة، جعلت العدو يغرق في رمال غزة منذ مائتي يوم وأكثر، وينغمس في حربٍ طويلة لا أمد لها. ولأول مرة في تاريخ الكيان، لا يعلم خبراؤه العسكريون متى تكون النهاية، وكيف ستكون عواقبها المستقبلية.
ومن يؤمن بالسنن الإلهية في هذا الكون، يعلم أن «إسرائيل» تمضي مكرهةً إلى الموت، بعد أن أفلتت أزمِّة السيطرة من يدها، وبات الغموض يخيم على مستقبلها القريب، خاصة وأن واقع الأمة الإسلامية يشهد صحوةً غير مسبوقة، عنوانها: «الموت لإسرائيل»، وفي ذلك الشعار عنوان لواقع مرير ينتظر اليهود على أرض فلسطين، حيث وعد الله بإهلاكهم هناك على يد عباده المؤمنين.
ومع مرور 75 عاماً على نشوء الكيان، فإنه لم يتحول إلى كيانٍ طبيعي قط في المنطقة؛ لا لأن العرب يرفضون ذلك، فقد وقَّع أكثرهم على اتفاقيات للتطبيع منذ سبعينيات القرن الماضي؛ ولكن لأنها إرادة الله، التي قضت بأن يبقى اليهود على حالهم من الذلة والمسكنة، حتى يأذن الله برحيلهم الأبدي عن أرض فلسطين، نظير ما اقترفوه من طغيانٍ وإفسادٍ في الأرض.
والقادم لا شك أسوأ بكثير، ولم يعد بحوزة اليهود أي أوراق لم تُفعَّل بعد، فقد أمعنوا في ارتكاب كل الفظائع بحق الأبرياء في غزة، وبامتهان كرامة العرب في محيط فلسطين، وصارت الشعوب تتحرك اليوم بعيداً عن الحكام للانتقام من قتلة النساء والأطفال.
وما تشهده مصر من حراكٍ جهادي هو مؤشر إلى صحوة الجيش المصري، وإيمانه بضرورة الجهاد في سبيل الله ضد اليهود، إن لم يكن على أرض فلسطين فعلى أرض مصر، وقد نجحوا في استهداف شخصيات يهودية بارزة كانت تتنقل على الأراضي المصرية بوثائق غربية.
وفي تركيا، هناك حراك جهادي مماثل، وباتت مصالح الصهاينة محل استهدافٍ شعبي ممنهج، يقف خلفه الأحرار من أبناء الشعب التركي المسلم الأصيل، رغم غدر السلطات الرسمية، وتماهي الحكومة التركية مع جرائم «إسرائيل»، ودعمها للصهاينة بالسلاح والعتاد.
وفي دول الخليج، يسعى الأحرار من أبناء المنطقة نفسها، أو من إخوانهم المغتربين، إلى تهديد المصالح الصهيونية، واستهداف الشخصيات اليهودية التي تتردد اليوم كثيراً على الخليج، وسيكون الموت الذي فروا منه في فلسطين، حاضراً لهم في أي مكانٍ، مادام الكيان المؤقت ماضياً في إبادة أهل غزة.

أترك تعليقاً

التعليقات