رسالة إلى رجال الرجال
 

وليد مانع

يا أبطالنا في الجيش واللجان الشعبية!
أنتم سادتنا وقادتنا ومصدر فخرنا واعتزازنا، ونقول لكم ما قاله سماحة سيد المقاومة حسن نصر الله لرجال الرجال الذين لقنوا العدو الصهيوني درساً لا ينسى وألحقوا به وصمة عار لا تمحى:
نقبل رؤوسكم الشامخة شموخ نقم وعطان... نقبل أياديكم التي لا تتزحزح عن الزناد... ونقبل أقدامكم الثابتة والراسخة رسوخ أوتاد الجبال...
يا أبطالنا الميامين في كل الجبهات!
كما أن لكل أمة من الأمم ولكل شعب من الشعوب صفحات تاريخية ناصعة ومشرفة، فإن لها أبضاً وصمة أو وصمات عار مرسومة على جبين تاريخها.
وإنه لمخطئ من يظن أن البرتغاليين مثلاً أو الأتراك أو الإنجليز قد ألحقوا بجبين التاريخ اليمني وصمات لا تمحى؛ ذلك أن نضالات اليمنيين ونجاحاتهم في هزيمة الاحتلال ودحره تشمخ بجبين تاريخنا عالياً ناصعاً ومشرفاً.
وإننا حين نضرب مثلاً بالبرتغاليين أو العثمانيين أو البريطانيين، فإننا نتحدث عن امبراطوريات حكمت العالم، واجتاحت بلداناً بأكملها، بل وقارات... ولقد بقي اليمن عصياً عليها، إلا بعض أجزائه.
يا أبطال جيشنا ولجاننا الشعبية!
صحيح أن الخيانة وحدها وصمة العار التي لا تمحى؛ بيد أن وصمة عار بارزة وواسعة تركها ويتركها على جبين اليمن واليمنيين عدو اليوم:
إنه ذلك الذي جاء يوماً
وإلى اليوم فوقنا منه سبة
ففي حين كانت مناطق المخلاف السليماني تنتظر منا خلاصها من الرزوح تحت نعال بني سعود:
إنها بعض لحمنا يتلوى
تحت نعليه كالخيول المخبة
ها هي مملكة الخيانة تقود اليوم تحالفاً عدوانياً يمارس بحق اليمنيين أبشع الجرائم وأقذرها... ويقتطع من جسد اليمن أشلاء يطبخها له خدمه وحشمه من مرتزقته وأذياله:
إنهم يطبخوننا كي يذوقوا
بعدما ينضجوننا شر وجبة
يا رجال الرجال وأسياد المقاومة!
إنها والله وصمة عار لا عتب علينا بعدها لو تنكرنا لهويتنا اليمنية، وتسترنا وهربنا منها خجلاً وخزياً؛ خصوصاً أن العدو اليوم ليس امبراطورية بحجم ما كان للبرتغال والأتراك والإنجليز... بل هو مجرد أداة من أدوات الإمبراطورية الاستعمارية الأمريكية!
ولا مبرر لنا في مدى وحجم التآمر علينا، والآلة العسكرية والقدرات والإمكانات المادية التي حشدوها ويحشدونها علينا... لكن (على قدر أهل العزم تأتي العزائم)، وعلى قدر ذلك كله، وصعوبة الظروف الموضوعية التي نعانيها في كل المستويات، تكون قدسية المهمة التي حملتموها على عاتقكم.
يا أبطالنا الأفذاذ!
لقد ضرب الله لنا مثلاً بفتية آمنوا بربهم وزادهم هدى، ضرب على آذانهم في الكهف سنين عددا، وبعثهم ليتساءلوا بينهم... فقط ليعلموا أن وعد الله حق، وأن ثمرة تضحياتهم وصبرهم وثباتهم آتية ولو بعد ثلاثمائة سنين وازدادوا تسعا.
فاعلموا أن وعد الله حق، وأن ثمرة بذلكم وعطائكم وتضحياتكم وصمودكم وثباتكم آتية ولو بعد حين، عزة وكرامة وسيادة واستقلالاً وحرية لليمن أرضاً ومجتمعاً، ناهيكم عن الأجر الأبدي الحسن في فراديس الله وبأعينه!
يا أبطالنا في الجيش واللجان الشعبية!
أنتم أمل اليمن، ومستقبل أجيالها.
لا صوت يعلو فوق صرختكم!
ولا مستقبل لنا ولا تاريخ إلا ما تطلقه فوهات بنادقكم، وتخطه أيديكم، وتكتبونه بدمائكم.
ولا علو لنا ولا رفعة ولا عزة إلا بثباتكم وشموخكم.
فلتكن لنا منكم أنصع وأبهى صفحات التاريخ.
ولتكن غنيمة العدو ومرتزقته الخزي ووصمة العار التي لا تمحى.
وسلام من الله عليكم ورحمة وتأييد ونصر من عنده.

أترك تعليقاً

التعليقات