تدوير عفاشي
 

زيد الغرسي

زيد الغرسي / لا ميديا -

تدوير بعض المسؤولين من مكان إلى مكان في فترة قصيرة جدا يكشف عن تخبط وعدم وجود رؤية واضحة وتقييم صحيح. كما أن إعادة تجريب "بعض" المجرب الذين ثبت فشلهم لا يمكن أن يبني دولة ولن تستقيم الإصلاحات في مؤسسات الدولة؛ فإذا كان فلان فاشلاً في موقعه الأول كيف سينجح في موقعه الثاني؟!
 لماذا لا يتم ترسيخ مبدأ أن من فشل في مهمته لا يعين في مكان آخر حتى يعرف كل من يتعين أنه إذا فشل عيروح البيت ولا يمكن أن يتم مجاملته على حساب الشعب، وهذا سيدفع الكل لإثبات جدارته، وفي الأخير سيكون ذلك في مصلحة المواطن. أما إذا هو راكن أنه عيسير بقعة ثانية فلن يقدم شيئاً لأنه قدوه مطمئن...
موضوع ثاني مهم أيضا؛ فحسب علمي أن تغيير هاشم الشامي من مصلحة الضرائب كان بسبب خلافات بينه وبين وزير المالية شرف الكحلاني. وبغض النظر عن أسباب الخلافات؛ لكن هاشم الشامي كان ناجحاً ولمس الجميع نجاحاته، بينما شرف الكحلاني فاشل، وما سمعنا له أي إنجاز منذ تعيينه في وزارة المالية...
وللأسف تم تغيير الشامي بالرغم من نجاحه استجابة لرغبة الوزير الفاشل!
 هذا شيء خطير، لأنه يؤسس لثقافة إقصاء النموذج الناجح بدلا من دعمه ومساندته.
كما يعزز الثقافة السابقة التي كانت أيام عفاش، أنه مهما كنت ناجحا فلن يقف معك أحد طالما ووزيرك أو المسؤول عنك مش راضي عليك؛ ومن المفترض أن نكسر هذه القاعدة بعد ثورة 21 أيلول/ سبتمبر لا أن نستمر في ترسيخها...
لأن المسؤول الناجح عندما يشوفنا بنمشي بنفس المنهج السابق عيضطر لأن يكون أول اهتماماته تحسين علاقته بوزيره؛ وطز في العمل؛ لأنه عيقول: لو عملت ما عملت وجاء فلان رفع بي عيغيروني على طول؛ إذن وانا ليش؟! أوبه لعلاقتي بالوزير أهم من كل شيء!
 هذا أيضا يقتل روح الإبداع والإنجاز لدى المسؤول النشط والمتحمس لبناء الواقع بشكل أفضل، وان ما بش فرق ما بين عهد عفاش وبعد ثورة 21 أيلول/ سبتمبر.
 الطامة الأخرى أنه تم تغيير الشامي بشخصية عفاشية أيدت عفاش في خيانته، وعاد هذه أكبر من الأولى؛ يعني لو جاؤوا بشخص أحسن من الشامي كان طبيعي، لكن يجوا بواحد أدنى ومن نظام الفساد والفشل فهذه طامة أخرى؛ لأن الناس يتقدموا إلى الأعلى مش يتراجعوا منزل.
من جانب آخر يوضح أن الدولة العميقة (العفافيش) هم المسيطرين حتى على القرارات فيعيدوا أنفسهم مقابل إقصاء كوادر أنصار الله وبأيدينا نحن!
 وتخيلوا، هم ماسكين الدولة من سابق واحنا ما معنا الا واحد أو اثنين في المائة، وعادهم يبعدوهم باسم الشراكة واحنا بنوقع؛ وهذا الملاحظ في بعض مؤسسات الدولة!
يعني خرجناهم من الطاقة ذلحين، بيطردونا من الباب وكماااان بأيدينا!
 وفوق هذا أن الوزير الكحلاني الذي راضوه بتغيير الشامي بعدوه بعدها بأيام من وزارة المالية لأنه فاشل!
طيب كيف تبعد مسؤول ناجح إرضاء لمسؤول فاسد؟! على الأقل كان عتقول للفاشل لا، صحيح أنك وزيره لكن طالما وهو ناجح فلا تعرقل نجاحاته وترده وترفض طلبه، مش تراضيه!
طبعا لا أعرف الشامي من قريب ولا من بعيد، وإنما عرفته من عمله في الميدان...
أعرف أن اللجنة الاقتصادية العليا هي المسؤولة عن هذا التخبط؛ لكن في الأول والأخير المسؤول هو الرئيس، لأن بيده كل الصلاحيات ويقدر يرفض ويرد ويعدل ويصحح ويتحرى في كل ما يصل إليه!

أترك تعليقاً

التعليقات