قوازي عفاش والإخوان فـي مؤسسات الدولة
 

زيد الغرسي

زيد أحمد الغرسي / لا ميديا -

 الواحد من هؤلاء «القوازي» لا يقوم بتنفيذ الأعمال الهامة والرئيسية والأساسية التي ستغير الواقع إلى الأفضل أو إيجاد حلول استراتيجية لمعاناة الناس وإصلاح أخطاء الماضي، بل ولا يهتم بها، بينما تجده ينفذ الأعمال الهامشية والتافهة والعادية والصغيرة؛ وهو بذلك يجمد العمل الرئيسي ويوقف عملية البناء والتصحيح ومكافحة الفساد.
 إذا صدر توجيه من السيد القائد أو الرئيس في قضايا هامة وأعمال مهمة جدا، تراه لا ينفذها بالشكل المطلوب، بل ويفرغها من محتواها وينفذ شكليات أو ينفذ منها شيئاً بسيطاً جدا لا يصل فيه إلى صلب العمل نفسه؛ أو ينظم فعالية أو نشاطاً معيناً ويقول: خلاص نفذنا التوجيه؛ أو يجلس يماطل لما يتوهك وتنسى ذلك التوجيه؛ أو يخلق أمامك عراقيل: «احنا نشتي ميزانية مدري كم» و«ما بش ميزانية»؛ و«ما عنقدرش لأنه... ولأنه...»؛ ويستغل العدوان لتقديم أعذاره ويقول لك: «احنا في عدوان ما نقدر نعمل هذا كله، وانتوا عارفين ما فعل العدوان... الخ»، وكم يا عراقيل؟! أو يرفع تقريراً بأن كل شيء تمام وتم التنفيذ في الورق بينما الواقع ولا حاجة إلا الشيء الهامشي.
 يحرص على أن يحضر معك كل الفعاليات ويرفع الصرخة بحماس أكثر منك، وعنده همة أكثر منك لأجل يثبت لك أنه قدوة من الأنصار حتى تثق فيه وتصدر له قراراً؛ وبعدها «عينك ما تشوف الا النور»! يشتغل ضدك وضد المجاهدين ويشوه سمعتك ويحرض الموظفين عليك؛ ومن تحت الى تحت يحاربك؛ وقدامك يجاملك ويمدحك «أين انت وين؟!».
 البعض منهم يجمد كل الأعمال بتعمد وما يمشي العمل إلا على ما تقول له أنت؛ وإذا ما حركته وتابعته ما «عيفعل» ولا حاجة؛ وإذا فعل عمل ما ينجزه إلا وقد أتعبك متابعة وطلع روحك؛ وبعض الأنصار يحسب إنه ضخم بيمشي الأعمال، ونسي أنه بيضحك عليه وما بيمشي إلا الأعمال العادية، بينما الأساسية والهامة والكبيرة مجمد لها.
 يجلسوا حول ذاك المسؤول من أنصار الله ويعزلوه عن الواقع وعن النزول بين الناس؛ وعزايم غداء وتخازين جَمعة ويمكنوه مدح وتطبيل: «أنت باهر، وأنت يا أستاذ أحسن واحد، ولو أنصار الله سعك ان احنا في خير...»، لما تشبي نفسه وما عاد يشتي إلا هم يجالسوه، ومن انتقده بصدق وإخلاص وهو مؤمن يبعده منه ألف قدم سع القاطرة وقده يكرهه ويحاربه، وبعدها خلاص يمشوه بطريقة غير مباشرة ويتحكموا به: هذا صح، وهذا مخالف للقانون... الخ.
 إذا به مشكلة أو تقصير يختفي عن الأنظار ويحرك «قوازيه» ليحملوا أنصار الله المسؤولية؛ ليش؟ يقولك هم ماسكين الدولة!! وإذا به إنجاز أو تنفيذ مشروع أو عمل معين ما تبسر الا وهو الأول أمام الكاميرا لأجل يبرز الإنجاز لنفسه.
 إذا في معاملة ما يمشوها إلا إذا كانت على ما يشتوا هم ويسبروها لك بالقانون؛ وإن هي لمجاهد أو تدخل فيها واحد من أنصار الله أو لمواطن عادي يمكّنوه مطمطة وعراقيل، ويدوا لك مبررات انها مخالفة للقانون ويجلسوا يلعبوا بذلك المسكين يومية «سيرة جية» للمعاملة ولا نتيجة لما يعقدوه؛ ويرجعوا التهمة فوق أنصار الله: «ما رضيوش يمشوها... هم قالوا نوقف مثل هذولا و.. و... و... الخ».
المهم عندهم خبرة 40 سنة في اللف والدوران وإيجاد الأعذار، وكله بالقانون! الذي يشتوه عيمشوه بالقانون، والذي ما يشتوه عيعرقلوه بالقانون! ومسؤول الأنصار مقعي ما هو داري ما يفعل، ولا يشتي يقرأ ويفهم القانون واللوائح.
 إذا كان وزير أو محافظ يحارب الوكلاء أو المدراء الذي من أنصار الله. وإذا كان مدير يحارب الموظفين المجاهدين؛ ويخلق عقبات أمامهم ويبعسس بعدهم على أتفه الأشياء؛ لأجل يغيرهم أو يوقفهم أو ينقلهم ويدي بدالهم ناس كانوا معروفين بتاريخهم أنهم عفافيش؛ واصحابنا ما يقصروا، يبعدوهم بسرعة البرق! لكن إذا اشتكى أنصاري من مؤتمري يقولوا له: «اصبروا عليه»، أو ينذق فوقهم الأعمال لأجل يفشلهم ويقول: «شفتوا؟! ما فعلوا شي!»، أو تجي إلى عنده وتقول له: «أين المعاملة؟! أو ما فعلت؟»، يقول لك: «ما رضيوا أنصار الله يمشوها»، ويرجم إلى فوق أنصار الله، لأجل يخلق السخط على ذيك المسؤول الذي من أنصار الله.
 يسعى إلى خلق مشاكل بين مسؤولي أنصار الله أنفسهم في نفس الجهة؛ ويشتغل هو ومجموعة من اللوبي حقهم؛ ساعة يسيروا إلى عند ذيك ويقولوا له: صاحبك مدري ما فعل وهو... وهو... لما يوغروا قلبه؛ وبعدين يسيروا إلى عند الثاني ونفس العملية؛ ما تبسر إلا وقد مسؤولي أنصار الله مختلفين ومحترشين بعضهم ضد البعض، وهذولاك مكيفين وبيضحكوا من بعيد.
 وبعد هذا كله يحركوا الطابور الخامس حقهم لتشويه أنصار الله وشن الشائعات ضدهم، ومحاولة خلق سخط ضدهم بأنهم بيعرقلوا الناس، وأنه ما بش دولة، وأنهم ما يقدروا يحكموا... ويمكنك اقتراحات، ليش ما يفعلوا أنصار الله كذا؟! وليش ما يسبروا كذا؟! (وهم الذي بيعرقلوا)، وإذا حد تحاكى عن فساد أو تقصير في عمل يردوا عليه: «إحنا في عدوان»، وعمموها في أوساط الناس ونسبوها لأنصار الله.
 طبعا نجحوا في احتواء البعض، وإفساد البعض، وإقصاء وتهميش البعض، واختراق البعض الآخر. والسر وحدتهم وتكاتفهم على باطلهم، فهم لوبي منظم وذو خبرة، بينما أنصار الله متفرقين ومشتتين ومختلفين، ومن صمد منهم قد قلبه عيقرح. فلذلك يشتحطوا ويتريجلوا ويكونوا منتبهين وواعين بأساليب المنافقين القذرة.
 أخيراً: سمعتوا رئيس وزراء لبنان عندما قدم استقالته إيش قال؟ قال: «جينا نحارب الفساد، ووجدنا أن لوبي الفساد أكبر من الدولة، وشنوا علينا حملات إعلامية وشائعات وشوهونا أمام الناس». نفس ما بيفعلوا عندنا، لأن المحرك لهم واحد، وهو السعودي والإماراتي، ومن خلفهم الأمريكي.

أترك تعليقاً

التعليقات