خفايا دهاليز مفاوضات السلام 12
 

عبد الإله محمد حجر

السفير عبد الإله حجر

ذكرت في مقالة سابقة أن مفاوضات (الكويت 1) انتهت في 24 يونيو 2016، على أن تستأنف بعد عيد الفطر المبارك، وتستمر لمدة أسبوعين فقط، وقد تفاجأ الكثير بوصول عبدربه هادي يوم 10 يوليو إلى مأرب، وبرفقته نائبه علي محسن الأحمر، وبعض الوزراء، في أول زيارة له إليها منذ بداية العدوان على اليمن، وربما منذ توليه الرئاسة في 2012، وأصدر من هناك تصريحات نارية يدشن فيها معركة تحرير صنعاء، ويرفض فيها استئناف المباحثات في الكويت، في تلويح منه بأنه غير راضٍ عن تطور المفاوضات في الكويت، والتي اعتبرها تجري لاستبعاده عن حلبة الرئاسة.
وبعد عدة أيام اجتمع الوفد الوطني المفاوض بالمبعوث الأممي ولد الشيخ، في صنعاء، يوم 14 يوليو 2016، حيث شرح نتيجة لقاءاته مع المسؤولين السعوديين، والتي تركزت حول همومهم من استمرار احتلال (الحوثيين) الأراضي السعودية، ورغبتهم في الانسحاب منها كاملة، تم الجواب عليه بأن ذلك يأتي رداً على الغارات الجوية المستمرة على اليمن.. وهو الجواب الذي ظلت حكومة صنعاء تؤكد عليه حتى اليوم..!
وأضاف أن السعودية تدعم موقف ما يسمى (الحكومة) بتوقيع اتفاق في الكويت يتطرق للانسحابات وتسليم الأسلحة، ثم يتم توقيع اتفاق سياسي مكمل في مكة يتناول مسألة الرئاسة، كانت هناك بعض التسريبات في الأيام الأخيرة للمفاوضات في الكويت، حول رغبة السعودية في التوقيع النهائي على اتفاق السلام في الرياض، ثم اقترحت مكة المكرمة، وظهرت بعض الأصوات التي تبدي الاستعداد للموافقة على ذلك في حالة الإيقاف الكامل لإطلاق النار، والوصول إلى اتفاق يتضمن إجراءات أمنية وعسكرية وأخرى سياسية.
وسلم المبعوث الأممي للوفد الوطني ورقة غير رسمية سميت خارطة الطريق، تحوي الأفكار التي ستتم مناقشتها في الجولة المستأنفة في الكويت، ومن أهم عناصرها:
- الالتزام بأحكام اتفاقية وقف القتال التي تم الاتفاق على سريانها في 10 أبريل، والتي نقضها تحالف العدوان عدة مرات.
- التوصل إلى اتفاق مبدئي يتضمن ترتيبات أمنية وسياسية.
- تنفيذ الانسحابات التي تمكن من تشكيل حكومة.
- تسمية شخص لمنصب نائب الرئيس بالتوافق.
- تسمية شخص لمنصب رئيس الوزراء بالتوافق.
- بمجرد التوقيع على اتفاقية كاملة شاملة تعلن الأمم المتحدة عن تشكيل حكومة وحدة وطنية خلال 30 يوماً.
* بمجرد التوقيع على الاتفاقية يعين هادي أعضاء اللجنة الأمنية لتنفذ الترتيبات الأمنية.
- بمجرد التوقيع على الاتفاقية يستقيل نائب الرئيس الحالي علي محسن الأحمر، ويعين هادي نائباً جديداً، وينقل إليه كافة صلاحياته.
وقد أجاب الوفد الوطني على الخارطة بإبداء ملاحظات جوهرية، من أهمها ضرورة التزامن في تنفيذ الترتيبات الأمنية مع تشكيل الحكومة التي بدورها تشكل اللجنة الأمنية، وتشرف على أعمالها.
وأكد المبعوث أنه تلقى تأكيدات بأن وفد الرياض سيشارك في اجتماعات الكويت المقررة في 16 يوليو 2016، وهذا يفصح عن أنه أطلع الحكومة المقيمة في الرياض على الخارطة، وأن تصريحات هادي في مأرب رسائل مركبة أكثر منها فرقعات إعلامية.

أترك تعليقاً

التعليقات