مـقـالات - ابراهيم الحكيم

حفيد الاحتلال

إبراهيم الحكيم / لا ميديا - نجح وزير خارجية بريطانيا في إثارة الاهتمام وجذب الأضواء إليه ليغدو هو محور الحدث أكثر من كونه طرفاً فيه أو معلقاً عليه.. والحق أن من يتتبع مسيرته السياسية الكبيرة بمناصبها قياساً بعمره، ويأخذ بعين الاعتبار سيرته الأسرية وبيئة نشأته؛ لا يجد غرابة في الأمر، فهو نهج ذكي ينهجه، ويترجم حرفياً سلوك بريطانيا السياسي الانتهازي وتوجهها الإمبريالي القديم الجديد. لن أتوقف كثيراً عند المضمون مثير الاستفزاز الواسع لتصريح وزير خارجية بريطانيا جريمي هانت، المسجل فيديو كما يحرص دائماً منذ بداية حياته السياسية، وبخلاف أسلافه ونظرائه من وزراء خارجية دول العالم، في استخدام مجال استثماره الخاص (وسائل النشر) في التسويق لنفسه، وتعمد إثارة أوسع جدل ممكن بشأنه، يجعله يتصدر المشهد ووسائل الإعلام ووسائط التواصل. كثيرة هي وقائع الجدل التي أثارها جيرمي هانت خلال تقلده وزارات المعاقين ثم الثقافة والأولمبياد والإعلام والرياضة، فالصحة والرعاية الاجتماعية، أكان بتصريحاته "المتطرفة" أو "وعوده المضللة" أو "مزاعمه المخادعة" لتسويغ "موازنات مضخمة" أو عبر وقائع فساد مالي عدة، أبرزها "تهرب من دفع الضرائب" و"شراء 7 شقق فاخرة في الساحل الجنوبي لإنجلترا بنصف قيمتها"، حسب الصحافة البريطانية....

عصابة الأمم!

وصل صنعاء.. غادرها إلى الرياض.. عرض واستمع.. أكد وشدد.. تطلع وأمل.. أحاط مجلس الغبن (الأمن) الدولي.. تحدث عن "إنجازات متحققة" على ورق و"تقدم محرز" لا يظهر في الأفق، وما يقوله في صنعاء يقوله في الرياض، يدق لكل طرف على ما يريد، ولا شيء يملكه على أرض التنفيذ.. حتى إدانة الحرب وأطرافها أو مجرد التنديد بجرائمها، لا يستطيع إلا في حدود ما يسمح له ويملى عليه! تلك حال تلازم غالباً كل "مبعوث" لهيئة "الأمم المتحدة" إلى أية ساحة نزاع ناشب أو بؤرة صراع دائر، منذ عمد المنتصرون في الحرب العالمية الثانية إلى تأسيس هذه الهيئة، لتغدو مجرد ذراع طولى تؤمن غطاءً أنيقاً لأسباب دوام قوتهم وتمدد نفوذهم وتنامي هيمنتهم على دول العالم وتطويعها لخدمة أية مصالح لهم، بل وتسويغ أي أطماع لهم خلف لافتات إحلال الأمن والسلام ومكافحة مهدداتها....

كلنا يمنيون

إبراهيم الحكيم / لا ميديا - كل نعرة مذهبيةٍ تساوي عندي نَهقة، وكل نَزعةٍ مناطقيةٍ توازي نعقة، وكل نخطة عرقيةٍ تساوي عوية، وكل نبرةٍ عنصريةٍ تستوي ونبحة... هي كلها عندي خناجر مسمومة لا تكتفي بطعنة. إنها نصل مفرمة للمجتمع، لا تستحي فيه مذبحة أو مهلكة! ولا سبيل للنجاة منها إلا بتركها مدفونة، فاتركوها ميتة، لعن الله من نبش قبرها أو بعثها أو نفخ فيها. ليت قومي يترفعون عن حضيض النعرات المناطقية والمذهبية والطائفية والسلالية... الخ! عصبيات مقيتة، هدت عدامتها البلاد وأعيت أدرانها العباد. ليت أنهم لا يمنحونها روح الزفير والشهيق، ويكفون عنها هفوات التصفيق لها، فهي والله قبيحة قبح النهيق والنعيق، ودس خبيث مجرم صفيق، يحكم فينا المحق والضيق، ولا يزيدنا إلا غرقا ونفخا في نار الحريق!!...

صناعة الكرب!

إبراهيم الحكيم / لا ميديا - أشفق لحال اليمني وهو يواجه كرب هذه الحرب غير المسبوقة على مر التاريخ في ضراوتها، وغير المعهودة في كم ونوع أدواتها وأسلحتها وتعدد جبهاتها وانعدام أي مقومات تكافؤ بحساب موازين الحرب التقليدية. وأشفق أكثر لحال من يحارب اليمن ويكون خصمه يمنياً، فالأخير أثبت مقدرة فذة، بل خارقة للممكنات الواقعية، ومارقة على أي حسابات منطقية في الصبر والجلد، وقاهرة في التصدي والصلد، وفي قوة الاحتمال، تفوق الخيال. لا تصنف الحرب على اليمن اعتيادية، فليس كمثلها في ما نعرف، بدءاً من أطرافها: أعتى دول العالم وأقواها تصنيعاً واقتصاداً ونفوذاً، تشنها بلا هوادة، وتمولها أغنى دول العالم ثروات وأموالاً بسخاء، على دولة فقيرة....

خديعة فبراير!

إبراهيم الحكيم / لا ميديا - بين من يراها (هبة) شعبية سُرقت، ومن يراها انتفاضة أورثت ثورة، ومن يراها (أزمة) سياسية أورثت نكبة، ومن يراها انقلاباً سياسياً وعسكرياً مدعوماً خارجياً.. لا تزال (11 فبراير 2011) محل جدال واسع ومثار انقسام جلي على مستوى الشارع، مرده انعدام معايير واضحة متفق عليها، يمكن إسقاطها على أي أحداث مماثلة في أي زمان ومكان لاعتبارها ثورة شعبية أم انقلاباً سياسياً أو انقلاباً عسكرياً أم مؤامرة خارجية،.. إلخ التوصيفات. أبرز معايير توصيف (الثورة) برأيي، ومن قرأت لهم من علماء المجتمع والاجتماع السياسي، هي: توافر الوعي الشعبي بماهية الواقع الكائن ونوع التغيير المنشود فيه ووجهته، وما ينبغي أن يكون، وتبعاً توافر إرادة جماهيرية غالبة لإحداث تغيير جذري إلى الأفضل تعذر في الظروف الطبيعية وانعدمت بدائل بلوغه النظامية، والتمكن من انجاز هذا التغيير أو إزالة كل عوائقه واقعياً في زمن قياسي، ما يسمى علمياً (حرق المراحل)...