مـقـالات - ابراهيم الحكيم

أجردت!

إبراهيم الحكيم / لا ميديا - لا تدري هل هو بشير أم نذير، بلاء أم عطاء! أن يأتي في هذه الحال من يزاحمنا في أقل القليل مما تبقى لنا من قوت في ظل هذه الحرب الظالمة والحصار الجائر، لكنها اليمن، ترحب بالجائعين ولا ترد أحدا، «ولا يجدون في صدورهم حاجة مما أوتوا ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة». ذلك كلام الله سبحانه وتعالى في وصف أهل اليمن الأنصار، «وَالَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالإِيمَانَ مِنْ قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ». إنما ليس هذا هو موضوعنا، بل تراحم اليمنيين فيما بينهم رغم كل الظروف العصيبة التي ألمت بالجميع، ما يزال التراحم كامناً في سجايا اليمنيين، والتكافل منقذا للسواد الأعظم ممن جعلتهم الحرب معدمين. لكن الجديد في الأمر هو انضمام جائحة جديدة إلى جملة الجوائح الناجمة عن الحرب العدوانية المحتدمة، وإن لم تكن هذه المرة على صلة مباشرة أو غير مباشرة بالحرب، وأعني جائحة أسراب الجراد التي بدأت تنتشر في محافظات البلاد، رغم أنها هذه المرة تبدو نظريا زائراً غير مرحب به بالمرة....

طراطير العصر!

إبراهيم الحكيم / لا ميديا - الطُّرْطُورُ هو الحنفي الذي تخرّ منه المياه بلا حول له ولا قوة.. طَرْطَرَ، يُطرطر، طرطرة، فهو طرطور.. كذلك تقول معاجم اللغة مع معان أخرى قطعاً لا تلزمنا هنا، إنما تعالوا إلى شواهد حال الطرطرة المتنامية في زماننا، ومآل هذا التنامي وأهوال تبعات تكاثر الطراطير وتداعياتها في شؤون الشعوب والدول أيضاً. من ذلك مثلاً -لا قدحاً ولا شتماً- ما يسمى "السلطة الشرعية" لليمن، في إشارة إلى كل من الرئيس هادي المنتهية ولايته المؤقتة والتوافقية، وحكومته وغير الحائزة على ثقة نواب الشعب البرلمانية، وغير الفاعلة في تجسيد اسمها عمليا بوظائف فعلية تجاه الشعب. ألا تشبه سلطة هادي وحكومته الحنفي المخروط، التالف، الذي يطرطر بلا حول له ولا قوة؟! أليس لها شكل حنفي (أقصد سلطة والمجتمع الدولي يسميها سلطة وجهازاً إعلامياً ما يزال يدعوها سلطة وشرعية)...

بونجور مدام!

إبراهيم الحكيــم / لا ميديا - وزيرة دفاع فرنسا، فلورانس بارلي، ذات الملامح الوديعة، لا تعلم بمشاركة بلادها عسكريا في الحرب على اليمن! بونجور مدام! صح النوم! إذا كنت لا تعلمين وأنت وزير دفاع، المسؤول الأول عن أدق الشؤون العسكرية وأعمق مسائلها، جيشا وتصنيعا حربيا ومبيعات وتدخلات... ولا تعلمين، فمن سيعلم؟! عاقل إحدى حارات باريس مثلاً؟! الحال نفسها تنطبق على بريطانيا وروسيا وبالطبع أمريكا. الخ، قائمة الدول الكبرى اقتصادياً: صناعياً وتجارياً، وعسكرياً. جيوشاً وتصنيعاً، وسياسياً: نفوذاً وهيمنة... جميعها تلتقي وتجتمع في ادعاء المثالية وممارسة الانتهازية، في زعم السعي للسلام ونشره ودعم إشعال الاحتدام وتغذيته، في تصنع الاحترام وتعاون التكامل وتبادل المنافع وممارسة النقيض كلياً....

الذئاب.. والانتخاب

إبراهيم الحكيم / لا ميديا - وإذن، كان يمكن أن لا تكون هذه الحرب لو أن الحاكمين كانوا مخلصين للشعب يحتكمون لإرادته الحرة في صناديق الاقتراع، لا حشود ما سمي "ساحات براءة الاختراع"، ويستمدون شرعية حكمهم من غالبية أصوات الشعب في صناديق الانتخاب، لا من غلبة صناديق ذخيرة الانقلاب أو الإرهاب، أو وفرة تمويل صناديق الوصاية والاستلاب. كان بمقدور الأحزاب الضغط بكل ما تستطيع لإجراء الانتخاب العام، لا أن تضغط لإلغاء حق الانتخاب! أن تتسلح بحق التنافس في رؤى إحداث التغيير إلى الأفضل وتسعى بجد لاستحقاق شرعية تفويض الشعب للرؤية الفائزة بثقة أغلبية أصواته في صناديق الاقتراع، وتخويله جهتها الحكم وتنفيذ التزامات رؤيتها، لا أن تنشد التفويض من الخارج لتنفيذ رؤيته أو أجندته!!...

شعيرية بالدم!

إبراهيم الحكيم / لا ميديا - تشبه "شرعية" هادي وحكومته فعليا طبق شعيرية، في حلزونياتها وتقاطعاتها الظاهرة من دون التقائها، وفي لزوجتها وزحلقاتها، مع فارق أن "شعيرية هادي" وحكومته تطفو على مرق أحمر من دماء اليمنيين، وكما لو كانت في وظيفتها مجموعة من ديدان الاسكارس، المعوية! ومن عجيب "شرعية" هادي وحكومته ليس تمسكها بصفة "شرعية" لا تجد لها أساسا دستوريا أو قانونيا أو شعبيا أو حتى وظيفيا تجاه شعب تزعم حكمه وأنها سلطة شرعية له، بل أيضا تشدقها بالدستور، رغم انتفاء أي صلة لها به وأحكامه، وإثخانه خرقاً وهزءاً!! من ذلك، مثلاً لا حصراً، إعلان "شرعية" هادي وحكومته أن الانتخابات التكميلية لملء مقاعد مجلس النواب الشاغرة، التي تجرى اليوم في (34) دائرة انتخابية باتت بلا تمثيل، "انتخابات باطلة وغير شرعية"، باعتبارها "غير دستورية وتخالف نصوص وأحكام الدستور...