مـقـالات - فؤاد علي الزريقي

فؤاد علي الزريقي / لا ميديا - 1) جواز إمامة المفضول مع وجود الأفضل: يرى زيد بن علي أن علي بن أبي طالب كان أفضل الصحابة بعد الرسول "إلَّا أن الخلافة فوضت إلى أبي بكر لمصلحة رأوها وقاعدة دينية راعوها من تسكين فائرة الفتنة وتطبيب قلوب العامة، فإن عهد الحروب التي جرت في أيام النبوة كان قريباً، وسيف أمير المؤمنين علي عن دماء المشركين من قريش وغيرهم لم يجف بعد، والضغائن في صدور القوم من طلب الثأر كما هي، فيما كانت القلوب تميل إليه كل الميل، ولا تنقاد له الرقاب كل الانقياد، فكانت المصلحة أن يكون القائم بهذا الشأن من عرفوه باللين والتؤدة والتقدم بالسن والسبق في الإسلام والقرب من رسول الله صلى الله عليه وسلم"....

فؤاد علي الزريقي / لا ميديا - كانت كارثة كربلاء أكبر مصاب لآل البيت في تاريخهم الدامي، وساد عند أئمة آل البيت بعد هذه الكارثة مبدأ التقية، واتجه الأئمة إلى مناهضة الدولة فكرياً وعقائدياً، وتفرغ الأئمة للتهيئة الأيديولوجية، وعملوا على استقطاب الأنصار سراً، واستعداداً للمواجهة العملية في الظروف الملائمة لهم، وتغير مبدأ التقية من موقف تكتيكي الى مبدأ عقائدي عند الأئمة المتأخرين، وأول من أخذ بالتقية من أئمة آل البيت هو علي زين العابدين بن الحسين - والد زيد- الذي نجا من كارثة كربلاء، فترك السياسة وبايع يزيد بن معاوية، وتفرغ للعلم، ولكن اعتبره الشيعة الإمام الرابع. وكان زين العابدين زاهداً وعالماً جليلاً، وكان دائم الحزن والبكاء على قتلى آل البيت «وقد طبع زين العابدين التشيع عامة بالحزن المقيم». لقد اجتر الشيعة الذكريات الدائمة المؤلمة لآل البيت، وأضافوا إليها صوراً رائعة تهز الوجدان. يقول أحدهم العزيز بالله المتوفى في 286هـ:...

فؤاد علي الزريقي / لا ميديا - لم تكن الزيدية مجرد إرهاصات فكرية أو آراء كلامية في أصول الدين فحسب، ولكنها كانت حركة ديناميكية استهدفت إلغاء الحالة التي كانت قائمة آنذاك، وهي الدولة الأموية التي كانت تمثل الأرستقراطية القرشية. ويوضح التحليل العلمي أن أية دولة في الحقيقة من حيث نشأتها هي «نتاج ومظهر استعصاء التناقضات الطبقية، فإن الدولة تنشأ بمقدار ما تكون التناقضات الطبقية موضوعياً في حال لا يمكِّن من التوفيق بينها». ومن حيث طبيعتها ليست الدولة قوة مفروضة على المجتمع من خارجه،...

  • 1
  • >>