اليمن شامخ برجاله الشرفاء
 

د. فضل الصباحي

د. فضل الصباحي / لا ميديا -
سياسة القوى الاستعمارية: «من يتنازل عن أجزاء من وطنه نوصله إلى الحكم والسلطة»، بينما حركة أنصار الله رفضت التنازل والتبعية والهيمنة، وقررت الدفاع عن الأرض والكرامة، فوجدت نفسها تتحمل أعباء الحكم والسلطة في اليمن.
التاريخ يراقب حركة أنصار الله، حكام اليمن الجدد، تلك القوة الصاعدة التي تمسك بزمام الأمور في شمال اليمن، والتي حققت خلال سنوات الحرب تطوراً كبيراً في الصناعات الحربية، وإعادة بناء المؤسسة العسكرية من جديد، وجهزت أكثر من نصف مليون جندي، شاهدنا بعضهم أثناء العروض العسكرية المتوالية التي شارك فيها عشرات الآلاف من الجنود المدربين في العاصمة صنعاء وعواصم المحافظات اليمنية الأخرى، ولتصبح إنجازات أنصار الله في الجانب العسكري والحربي وتحقيق الأمن والاستقرار لا ينكرها أحد.
الموارد المالية لدى حكومة صنعاء غير كافية؛ لأن الطرف الآخر المدعوم من الخارج يسيطر على موارد النفط والغاز والموانئ وغيرها من الثروات.
لن يستطيع سلطان العرادة، «محافظ» مدينة مأرب، منفرداً، الصمود أمام الأطماع الإقليمية والدولية، فالمؤامرة أكبر من إمكانيات الجميع، وعليه التعاون والمصالحة مع صنعاء؛ كونه الطريق الصحيح لحماية الأرض والثروة. وفي ظل الهدنة التي رعتها الأمم المتحدة، يمكن التحرك بحدود الإمكانيات الموجودة، وتلبية احتياجات المواطن العاجلة، والقيام بدارسة أفضل الحلول الاقتصادية التي تحقق الأمان الاقتصادي الدائم، مستعينين بالخبراء والمختصين من مختلف الأطراف.
أثبتت التجارب التاريخية أن استمرار أي نظام في العالم يعتمد على القائمين على تنفيذه؛ فإذا كانوا من الذين يتمتعون بالنزاهة والإخلاص وحب الوطن فإن النجاح هو حليف ذلك النظام الذي يحمي مصالح المجتمع ويحافظ على حقوقه، والعكس عندما يديره بعض الفاسدين المنتفعين عديمي الضمير والأخلاق، فإن الضرر يلحق بالمجتمع والدولة، وتبرز الخلافات وعدم الرضا، وهنا يجد العدو الخارجي الثغرة التي يدخل منها لتنفيذ مخططاته وتحقيق أهدافه.
الشعب اليمني شعب حضاري محب لوطنه يستحق القيادة الإنسانية التي تعالج وضعه المعيشي، وتحافظ على كرامته وحياته، وتصون حقوقه، وتسعى بكل الوسائل لإسعاده.
لذلك على كل مسؤول في حكومة أنصار الله أن يكون قدوة في تعامله وسلوكه وأخلاقه، مع الجميع، خاصةً مع المواطن البسيط الذي يُعتبر أمانة الله لدى الحكام، يجب أن يعامله بعدل ولطف ورحمة ويوليه كل الاهتمام في حل مشاكله وتخفيف أعباء الحياة عليه. هذا هو العمل المقدس الذي يرضي الله، ويحمي المجتمع من التفكك والانهيار ويجعله قوة داعمة للدولة تتحطم أمامها كل المؤامرات.
هناك بعض الأشخاص عديمي الضمير يتم استخدامهم من قبل الأعداء لزرع الفتنة ونشر الكراهية، والعمل على تفكيك النسيج الاجتماعي وإحداث فجوة ملغومة بين المجتمع وحكومة صنعاء، والتحريض ضد الأسر الهاشمية الشريفة الضاربة جذورها في أعماق التاريخ اليمني، والتي ضحت في هذه الحرب بخيرة أبنائها دفاعاً عن الأرض والكرامة أكثر من غيرها من الأسر التي تتغنى بالوطنية ومعظم رموزها يقتاتون من فضلات الدول الخارجية.
الخلاصة: اليمن العظيم يقف شامخاً بفضل رجاله الشرفاء الذين يعرفون قيمة وطنهم جيداً، يعملون ليلاً ونهاراً ليصبح اليمن رقماً مهماً في المنطقة، والعالم، هؤلاء هم من يصنعون التاريخ!
القوى الإقليمية والدولية التي تتحدث عن السلام في اليمن، تعمل في الوقت نفسه على استمرار الصراع بين اليمنيين، حتى تستطيع السيطرة على ثروات اليمن وبحاره وجزره، وتمزيق اليمن إلى دويلات ضعيفة متحاربة، واليمنيون مع الأسف يقتلون بعضهم تحت تسميات طائفية ومذهبية صنعها لهم الأعداء الذين يتلاعبون بعقولهم ويعبثون بوطنهم وحياتهم وكرامة شعبهم.
توحُّد الشرفاء من كل الأحزاب هو الطريق الصحيح لتحيق السلام وبناء الدولة اليمنية.

أترك تعليقاً

التعليقات